الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ديفيد بترايوس: الإمارات تحظى بمكانة عالمية مرموقة بسبب سياستها المتوازنة

ديفيد بترايوس: الإمارات تحظى بمكانة عالمية مرموقة بسبب سياستها المتوازنة
31 يناير 2014 13:54
أبوظبي (وام) ـ أكد الجنرال الأميركي المتقاعد ديفيد بترايوس، رئيس مجلس إدارة معهد «كيه كيه آر» العالمي، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية، القائد السابق للقيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية، أن الإمارات باتت تحظى بمكانة عالمية مرموقة واحترام كبير من مختلف دول العالم بسبب سياستها المتوازنة وإنجازاتها الحضارية والثقافية الباهرة. جاء ذلك، خلال محاضرة نظمها مركز «الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» مساء أمس الأول، بعنوان «أميركا الشمالية خلال العقود المقبلة»، بحضور الدكتور جمال سند السويدي مدير عام «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، وحشد من الجمهور، من بينهم عدد من سفراء دول عربية وأجنبية، وأعضاء في السلك الدبلوماسي، وعدد من المهتمين بالعلاقات الدولية والتطورات في المنطقة والإعلاميين. وأعرب بترايوس في مستهل محاضرته التي ألقاها في قاعة «الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» في مقر المركز بأبوظبي، عن بالغ تقديره للتطور الذي تشهده دولة الإمارات والعاصمة أبوظبي، وشدد على أن الدولة تتمتع بقيادة تتسم بالحكمة وسداد الرأي، وبعد البصيرة. وهنأ أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وشعبها باستقرار الحالة الصحية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، متمنياً لسموه الشفاء العاجل والصحة والعافية، ومواصلة قيادة مسيرة دولة الإمارات نحو تبوؤ المراكز المتقدمة عالمياً على كل الصعد. وعن علاقة الولايات المتحدة الأميركية بدولة الإمارات العربية المتحدة، قال بترايوس: «العلاقات بين بلدينا شراكة استراتيجية، فضلاً عن استمرار التواصل والحوار وتبادل الآراء بين الإدارة الأميركية والقيادة الإماراتية التي لم تنقطع، خاصة مع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي أكن لشخصيته كل الاحترام والتقدير، ونحن دائما في تواصل معاً». وأعرب بترايوس عن تقديره للدور الرائد والمتميز الذي يضطلع به «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، ونشاطاته الفكرية والبحثية المتميزة على الساحتين الإقليمية والدولية في ظل إدارة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز، مهنئاً إياه وكل القائمين على المركز والعاملين فيه بحلول الذكرى العشرين لتأسيس المركز. بعد ذلك، تحدث الجنرال بترايوس عن العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وما مثله بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وقال «لقد كان هو الأسوأ بالنسبة إلينا، حيث شهدت فيه هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، والكارثة الطبيعية الفادحة والمتمثلة في إعصار كاترينا، إضافة إلى الأزمة المالية التي عصفت بالعالم، وهو ما دفع مراقبين عدة إلى التنبؤ بأن القرن الحادي والعشرين سيكون قرناً آسيوياً وليس أميركياً كما كانت عليه الحال في القرن العشرين»، مؤكداً أن هذه التنبؤات كانت غير صحيحة بسبب أن الولايات المتحدة الأميركية تتمتع بكل مصادر القوة، بما فيها الاقتصاد القوي، وهو ما يؤهلها مع جارتيها كندا والمكسيك اللتين تشكلان إلى جانبها قارة أميركا الشمالية، من جعل القارة تتربع على عرش القوة الاقتصادية للعالم خلال العقود المقبلة. وتحدث الجنرال بترايوس عن الثورة الحالية التي تشهدها أميركا الشمالية في مجال النفط والغاز الصخريين، وأكد أن مخزونات ضخمة وعمليات إنتاج واسعة ستشهدها المنطقة في هذا المجال، ما سيوصلها إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي لنحو 200 عام، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية باتت الأولى عالمياً في إنتاج الغاز الطبيعي، وأنها بصدد إنتاج 5, 9 مليون برميل من النفط يومياً، ما سيجعلها القوة الاقتصادية العظمى، مشدداً في المقابل على أن ذلك لن يؤثر البتة في الدور الحيوي والمهم لمصادر الطاقة في دول الخليج العربي بالنسبة إلى بلاده، ولو قل اعتمادها على مصادر الطاقة في هذه المنطقة، ولكنها ستضمن مواصلة تدفق النفط والغاز الخليجي إلى الأسواق العالمية لاعتبارها أن ذلك جزء من المصالح القومية الأميركية. وشدد بترايوس على أن أميركا الشمالية تستقي أمنها من أمن منطقة الشرق الأوسط، ما يعني أن كل ما يقال عن أن واشنطن تنوي الانسحاب كلياً من المنطقة غير صحيح، وأن الولايات المتحدة الأميركية كانت وما زالت تلعب دوراً ريادياً حول العالم على عكس التحليلات الأخيرة، وأنها حريصة على البقاء قوة عالمية رائدة لتعزيز الأمن والسلم العالميين. وخلال النقاشات التي تلت المحاضرة، أكد بترايوس أن دولة الإمارات العربية المتحدة باتت تحظى بمكانة عالمية مرموقة واحترام كبير من مختلف دول العالم بسبب سياستها المتوازنة وإنجازاتها الحضارية والثقافية الباهرة، متوقعاً مضي الدولة قدماً في تعزيز دورها الإقليمي والعالمي المتميز على جميع الصعد في ظل قيادتها الحكيمة المتمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وأشاد بترايوس بازدهار القوات المسلحة الإماراتية وتفوق الدولة في جانب قوتها العسكرية المتطورة في المنطقة، ونوه بالدور البارز الذي لعبته خلال عمليات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في حرب أفغانستان، مثمناً الصداقة الشخصية المميزة التي تربطه بالفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وإزاء سؤال لأحد الحاضرين وبعض الانتقادات الخاصة بسياسة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حيال التعامل مع الأزمة السورية، أوضح بترايوس أن خيار خوض حرب جديدة قد يطول أمدها في المنطقة ربما لا يعود بالنفع على أحد في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن واشنطن وإنْ سعت نحو حل سياسي للأزمة، فإنها تواصل دعم الثوار السوريين المعتدلين، وهي منخرطة بقوة في آلية تدمير السلاح الكيماوي السوري من جهة، وتقديم مساعدات إنسانية كبيرة للاجئين السوريين من جهة أخرى. وفي الشأن الإيراني، أكد بترايوس أن الخلافات الأميركية - الخليجية التي أعقبت الاتفاق النووي المرحلي الذي أبرمته مجموعة «5 زائد 1» مع طهران في نوفمبر الماضي بسيطة، كون الجميع يدرك أن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية من شأنه تهديد أمن منطقة الخليج ككل، وأن الاتفاق يعكس رغبة أوباما في إيجاد حل سلمي لمعضلة البرنامج النووي الإيراني، إلا أن ذلك لا يعني وجود ثقة مطلقة بالجانب الإيراني، فالاتفاق يمثل فرصة للتحقق من النيات الإيرانية، داعياً الأطراف الخليجيين إلى توخي بالغ الحذر من سوء تفسير السياسة الأميركية في المنطقة. وبشأن العراق، أكد بترايوس أن هذا البلد وبعد نجاح القوات الأميركية من تحقيق تقدم أمني فيه خلال السنوات الأخيرة، عاد لينحدر بقوة نحو دوامة الاقتتال والعنف على غرار الحرب الأهلية الطائفية عامي 2006 و2007، معرباً عن أسفه لذلك، وقد عزا الأمر إلى الممارسات التي تقوم بها حكومة نوري المالكي لتغذية التوتر والشحن الطائفي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©