الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسر الأميركية تواجه خطر «داعش»

2 أكتوبر 2015 22:19
تتعرض الأسر الأميركية لهجوم من جماعة «داعش» الإرهابية التي تعمل على التغرير ببعض الشباب وتحويلهم ضد آبائهم وعقيدتهم الدينية ووطنهم، وتستخدم هذه الجماعة، التي احتلت أجزاء من سوريا والعراق، وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، في حملة للتجنيد، ما قد يجعل بعض العائلات يشعر بأنها عاجزة عن وقف محاولة الخطف البطيء هذه لأبنائها. وفي هذا العام حتى الآن، تم إلقاء القبض على 58 أميركياً، أكثر من نصفهم تحت سن الـ 25، أثناء محاولتهم السفر إلى سوريا، أو بتهمة التآمر لتنفيذ عمليات عنف في الولايات المتحدة نفسها. ويعد هذا أكثر من ضعف عدد الحالات التي تم القبض عليها خلال عام 2014 بأكمله، وأكثر من ضعف العدد بالنسبة لعام 2013 أيضاً. ويقول «دانييل كولر»، مدير المعهد الألماني لدراسات واجتثاث التطرف في برلين: «إنها حرب نفسية، إنهم يعملون كشركات التوظيف، لقد درسوا كل ما نعرفه في مجال البحث الغربي عن سيكولوجية التطرف أو العزلة الاجتماعية أو تطوير وتأثير السياسة، لقد درسونا»! وبالنسبة للآباء والمراقبين، فإن خطر الجماعة يقتضي الكثير من الجهد لمكافحتها، نظراً لتكتيكاتها الوحشية مثل قطع الرؤوس والاستعباد الجنسي لنساء وفتيات لا تتجاوز أعمارهن عشر سنوات، ومذابح الإبادة الجماعية والقتل صلباً. ومعظم الغربيين لا يرون جاذبية في هذه الجماعة التي تنتمي للقرون الوسطى، والتي تعد الساحة لما تأمل أن يصبح مواجهة مروعة على أساس ديني. ولعل أكثر ما ينذر بالخطر حول هذه الحرب المتصاعدة من الأفكار هو أن الجماعة المتطرفة العنيفة تحتفظ بتماسكها مع جهد الحكومات الغربية للتصدي بفاعلية لهذه الحملة من التجنيد. ويقول «إيرين سالتمان»، وخبير في شؤون التطرف بمعهد الحوار الإستراتيجي في لندن: «إذا كنت ترى الشباب والمواطنين الغربيين الذين يختارون الانضمام لمنظمة إرهابية تبعد كثيراً عن الوطن مقابل أي خيارات تشعرهم بأنهم في الوطن، فإنك إذن قد فقدت معركة الأفكار». ولا يوجد أي شيء ديني فريد في نهج الجماعة في التجنيد، فهي نفس الطريقة الأساسية التي كان النازيون الجدد، حليقو الرؤوس، من العنصريين البيض، وكذلك بعض الناشطين في مجال البيئة، يستقطبون بها التأييد، بيد أن هناك فارقاً جوهرياً واحداً. فقد جمعت «داعش» جهود التجنيد الأكثر خطورة التي تراها على وسائل الإعلام الاجتماعي مع محاولة توظيف لحظة من أحلك ظروف الشرق الأوسط لتصل إلى غرفة نوم فتاة في السادسة عشرة تراجع صفحتها على الفيسبوك في الضواحي الأميركية، وكما يرى الخبراء، فهذا هو الجانب الذي يجعل الجماعة تشكل خطورة كبيرة على الغرب. وفي هذا الصدد، قال «فرانسيس تايلور»، وهو مسؤول بقسم الاستخبارات والتحليل بوزارة الأمن الداخلي، أمام جلسة استماع بالكونجرس: «لقد ظللت أعمل لمدة 45 عاماً، ولم أرَ منظمة إرهابية بهذا النوع من المكر في العلاقات العامة في العالم كما هو الحال مع داعش». كما يقول الخبراء إن عملية التجنيد التي تنتهجها «داعش» خفية ويمكن أن تحدث في أي مكان وتستغرق من عدة أشهر إلى عدة سنوات. وبمجرد أن يحدد المتعهد أي مرشح للتجنيد، يقوم بإجراء أحاديث يومية معه أو معها تهدف إلى بحث مشاكله الفردية وشعوره بعدم الأمان ونقاط ضعفه، وبعد تحديد هذه النقاط يسعى المتعهد أو من يقوم بالتغرير إلى معالجة هذه الاحتياجات من خلال تقديم فرصة للهدف للمشاركة في مشروع «داعش» المزعوم. وباختصار، يصبح هذا المغرّر هو الصديق الجديد المفضل للمجند حيث يتوهم أنه هو من يفهمه، وتحدث هذه الاستمالة من خلال مناقشات متكررة عن «المظالم» المشتركة وتتناول الفظائع المستمرة ضد المسلمين من الرجال والنساء والأطفال، واعتراضات على التدخل الأميركي في الشرق الأوسط، والعنصرية واسعة النطاق ضد المسلمين في الغرب. وفي مرحلة ما من هذه العملية، يتحول النقاش إلى «الجهاد» و«الخلافة» المزعومة في سوريا والعراق. إن الغالبية العظمى من المسلمين وعلماء المسلمين حول العالم يرفضون جماعة «داعش» باعتبارها «خلافة» كاذبة ويرفضون زعيم «داعش» المدعو أبوبكر البغدادي الذي يزعم كاذباً أنه يتولي قيادة العالم الإسلامي! غير أن هذا لم يمنع البغدادي ومنظمته الإرهابية من استخدام الوضع الذي زعمته لنفسها لإصدار دعوة لبعض المغرر بهم لحمل السلاح و«الهجرة» إلى سوريا والانضمام للقتال للدفاع على «الخلافة» المزعومة وتوسيع حدودها. إن المنظمة الإرهابية بحاجة إلى مقاتلين وعمال مهرة ونساء لديهن الرغبة لأن يصبحن زوجات للمقاتلين وأمهات لجيل جديد من المقاتلين! وارين ريتشي* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©