الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

"جوجل".. إمبراطورية لا تغيب عنها الإعلانات

"جوجل".. إمبراطورية لا تغيب عنها الإعلانات
21 يناير 2007 21:07
إعداد - عدنان عضيمة: أصبحت صناعة الإعلان رديفاً قوياً لثورة المعلومات· وإذا كان ثمّة من شركة تكنولوجية يمكن أن يقال إنها تقود هذه الثورة فسوف تكون (جوجل) من دون شك فهي تنفرد الآن بالمقدمة من بين شركات محركات البحث الإعلانية العالمية حتى قيل إنها تغرّد وحدها في هذا المجال· ويبدو أن النجاحات المتلاحقة التي حققتها في الصناعة الإعلانية تكون قد أغوتها للتطلّع إلى السيطرة على السوق الإعلانية العالمية كلها والتي تقدر عوائدها الإجمالية السنوية بنحو 424 مليار دولار· ولا شك أن هذا المبلغ الهائل يستحق أن يسيل له لعاب (جوجل) التي تعوّدت حتى الآن أن تختطف العوائد حتى من موائد شركات منافسة عملاقة· وكتب ريتشارد ووترز في صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' مقالاً تحليلياً أشار فيه إلى أن التكنولوجيا المتقدمة التي حققت لشركة جوجل القدرة على غزو سوق الإعلان على الخط قد تكون قادرة أيضاً على دفعها للسيطرة حتى على الأسواق الإعلانية للصحف والمجلات ومحطات الراديو والتلفزيون؛ ويفضّل بعد هذه الملاحظة أن يطلق على شركة جوجل وصفاً مهماً حيث يقول: (إن جوجل لا تمثل أي شيء لولا طموحها العريض)· ويقول تيم أرمسترونج مدير قسم الإعلان لشركة جوجل في أميركا الشمالية: (لا شك أن التكنولوجيا الإعلانية التي ابتدعتها شركة جوجل ناجحة بنسبة مئة بالمئة في مجال التصنيف الإعلاني المؤرشف في محرك البحث)· ولا شك أن من الخطأ الكبير الظن بأن نجاح جوجل كان ضربة حظ أو جاء بالصدفة بل كان مبنياً على أسس وأفكار مدروسة تهدف إلى تحريض المعلنين على التسابق لتقديم العروض المشجعة والأسعار المدروسة والنوعية الأرفع بما يحقق لـ(جوجل) العوائد الإعلانية الضخمة ويصب في فائدة المنتجين والمستهلكين على حد سواء· وتسمح الشبكة الإعلانية التي تستخدمها الشركة في الوقت الراهن للمعلنين بتقديم عروضهم الإعلانية على الخط بشكل مباشر بعد الاستفادة من البحوث الإحصائية والإعلامية التي يوفرها المحرك لهم حول أفضل المواقع للالتقاء مع الشرائح الأكثر اهتماماً بمنتجاتهم· وهذه الطريقة - ذات التكلفة المنخفضة للتعريف بالمنتجات أصبحت تمثل تطوراً كبيراً في الصناعة الإعلانية - تحظى بقبول الشركات الكبرى التي تبحث عن أنجع أساليب الترويج لمنتجاتها· ونجحت جوجل أيضاً باعتماد طريقة تسمح باستخدام مواقع الويب لشركات أخرى ووضعها تحت خدمة المعلنين من زبائن جوجل· ويأتي هذا التطور في إطار خطتها الهادفة للتوسع إلى ما لا نهاية· وخلال العام الماضي، بدأت جوجل باستخدام طريقة الإعلان باستخدام صور الفيديو· ولتحقيق هذا الغرض عمدت إلى شراء شركة عُُِِّّّقم من أجل توفير مساحات كافية لإعلانات الفيديو ولأكبر عدد ممكن من زبائنها المعلنين· كما تعتزم جوجل الاستحواذ على العديد من المواقع الأخرى في خطة متكاملة للسيطرة على السوق الإعلانية· وفيما حرصت مصادر الشركة على التأكيد بأنها سوف تستلب من الوسائط الإعلامية التقليدية كالصحف والمجلات والقنوات الإذاعية والتلفزيونية كل زبائنها المعلنين، إلا أن تقرير ''فاينانشيال تايمز'' يشكك في أن تتمكن من ذلك لأن عليها قبل كل شيء أن تكسب ثقة الشركات الإعلامية التي تشغّل هذه الوسائط بالإضافة لثقة المعلنين الذين لم يقرروا حتى الآن تحويل نشاطاتهم إلى الخط· وهذا بالطبع ليس بالأمر السهل بالرغم من أن شركة جوجل أصبحت توحي بأنها لا تعرف المستحيل ولا يمكن لأي عائق أن يقف في وجهها· وقاد النجاح الكبير الذي حققته جوجل في صناعة الإعلان على محركات البحث، الكثير من أصحاب الأفكار العملية إلى إطلاق محركات بحث متخصصة بأداء خدمات إعلامية محددة من أجل استغلال المساحات الإعلانية عليها ومنها مثلاً المواقع المتخصصة بالتنبؤ بالأحوال الجوية أو التي تتابع حركة النقل الجوي أو أسعار الأسهم والسندات·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©