الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متى تختفي الأخطاء في الكتب العربية؟

7 مارس 2016 22:46
القارئ العربي لا يكاد يمر عليه كتابٌ صادرٌ من دار نشرٍ عربيةٍ إلا وجد فيه عدداً (قليلاً كان أو كثيراً) من الأخطاء الإملائية أو النحوية أو المطبعية أو جميعها معاً. وكأن هذا قد أصبح القاعدة، وليس الاستثناء. والأسئلة المطروحة هنا: لماذا هذا الكم الكبير من الأخطاء؟ ولماذا ما زلنا نراها رغم كل ما يقال عن أن أوضاع الكتب العربية صارت أفضل مما كانت عليه سابقاً؟ هل نلوم الكاتب؟ أم نلوم دار النشر؟ أم نلوم لجنة التدقيق؟ أم نلومهم جميعاً؟! مشكلة تلك الأخطاء بأنواعها أنها تعطل الانسيابية في القراءة لدى القارئ وتشتته. فتحرمه بالتالي من المتعة واللذة المتأتية من استغراقه في القراءة. أو قد تقطع عليه حبلاً مستفيضاً من التفكير والتأمل كان منغمساً فيه بعمق. ناهيك عن القيمة الجمالية والمكانة الرفيعة التي سيفقدها الكتاب لغياب التقدير له من قبل القراء، بسبب تلك الأخطاء الفادحة التي وجدوها بين دفتيه. القارئ للكتب الأجنبية (المنشورة باللغة الإنجليزية على سبيل المثال)، لا يكاد يرى خطأً واحداً في الكتاب كله، وإن وجدها فهي لا تكاد تذكر. لأن دور النشر الأجنبية تخضع الكتاب قبل أن تنشره لفحصٍ شامل، تتأكد من خلاله من خلو الكتاب من أي علةٍ أو خطأ يعكر صفو القارئ أو يظهر الكتاب بصورة سيئة. وكنتيجةٍ لذلك، لا ترى في الكتب الأجنبية كلمةً أو حرفاً زائداً أو ناقصاً، ولا ترى صفحاتٍ مكررةً أو مفقودةً، ولا ترى جملاً وعباراتٍ تمت صياغتها بطريقةٍ خاطئة أو ركيكة. وفي المقابل ترى الكثير من ذلك في الكتب التي تنشرها دور النشر العربية لدينا. هذه المسألة تحتاج إلى اهتمامٍ جاد ورقابة حازمة (سواء كانت ذاتية من دور النشر والطباعة على نفسها، وهو المطلوب بالدرجة الأولى، أو رقابةً من الجهات المختصة المعنية بالإشراف على ما يدخل السوق من تلك الكتب، وهو المطلوب ثانياً). إن هذا الكلام ليس غرضه التعميم أو التوسع في اتهام جميع دور النشر بالتقصير، ولكنها حالة عامة نشهدها في الغالب الأعم من الكتب، وهذا ما يجعل الأمر ذا أهمية. ونحن لا ننكر أيضاً أن القائمين على النشر والتدقيق بشر مثلنا يخطئون أو تفوتهم بعض الأمور، ولكن مع المراجعة وتكرار التدقيق ستختفي تلك الأخطاء، ولن تكون بتلك الغزارة التي نراها اليوم. فيجدر بدور النشر أن تأخذ مسألة التدقيق على الأخطاء على محمل الجد وتحرص على أن يكون منتجها المستقبلي من الكتب سليماً وجديراً بأن يُقرأ. عبيد أحمد الظنحاني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©