الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: عالمية الإسلام ثابتة بتشريعات صالحة لكل زمان ومكان

العلماء: عالمية الإسلام ثابتة بتشريعات صالحة لكل زمان ومكان
24 أكتوبر 2014 01:55
أحمد مراد (القاهرة) بين الحين والآخر، يخرج من يشكك في عالمية الإسلام، ويصفه بالجمود، وعدم القدرة على مواكبة تطورات العصر، ويتغافلون - عمداً أو جهلاً - عن تفوق الشريعة الإسلامية على كافة المواثيق التي عرفتها البشرية في وضع أسس راسخة للحياة الإنسانية السليمة التي تسودها الرحمة والبر والتعاون. يستدعي هذا التهافت الذي يستفيد منه أعداء الإسلام في الخارج، ويغذي التطرف عن الدين في الداخل، ردوداً من أهل الاختصاص تضع الأمور في نصابها. وفي هذا السياق، أكدت نخبة من علماء الدين أن الإسلام الحنيف جاء منذ أكثر من 1430 عاماً، بشريعة صالحة لكل زمان ومكان، وتواكب تطورات العصور والأزمنة المختلفة من خلال منظومة متكاملة من القيم والمبادئ والتعاليم التي تشمل مختلف مناحي الحياة، ومن هنا تأتي عالمية الإسلام التي أكدتها آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية. وتستنكر الباحثة الإسلامية د. خديجة النبراوي، صاحبة موسوعة أصول الفكر السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الإسلام، محاولات بعض المغرضين للتشكيك في عالمية الإسلام، واتهامه بالجمود وعدم القدرة على مواكبة تطورات العصر، مؤكدة أن الإسلام دين عالمي شاؤوا أم أبوا، وكل ما يثار من شبهات ضد الإسلام في هذا الشأن مجرد أباطيل وافتراءات يروجها أعداء الإسلام، لوقف التمدد الإسلامي الذي بدأ ينتشر في أوروبا وأميركا رغم كل المحاولات لطمس معالمه وتشويه صورته في الغرب. وتقول: الإسلام استحق أن يكون ديناً عالمياً، لأنه يملك نظاماً مثالياً للقيم السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يتجاوز أكثر مما وصلت إليه الإنسانية المتحضرة من تقدم، فالشريعة الإسلامية - مثلاً - ترتكز على سيادة العدالة في بناء النظام السياسي، وترفض التمييز العنصري، وتجعل العلاقة بين الحكام والمحكومين يسودها الاتفاق والرضا، وتبني إطارا فكريا للعلاقة التي تربط الفرد بالجماعة، هذا غير ما جاء به الإسلام من نظريات اقتصادية وتربوية واجتماعية رائدة جعلته صالحاً لكل زمان ومكان. تؤكد الدكتورة، إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن الإسلام دين عالمي ارتضاه الله تعالى لجميع الخلق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، جاءت هدايته شاملة لجميع نواحي الحياة ومعالجة كل القضايا، ويمكن تطبيق مبادئه في كل زمان ومكان، والتشريع الإسلامي شامل وكامل وخالد لا يختص بزمان دون زمان ولا ببلد دون غيره، ولا بخلق دون سواهم، وهذا ما جعل المسلمين الأوائل ينطلقون في الأرض يفتحون قلوب العباد قبل حصون وأسوار البلاد، فأقبل الناس على الإسلام لما استشعروا قيمته، وأيقنوا بعالميته. وتقول: جاءت أولى آيات القرآن الكريم لتؤكد عالمية الإسلام، وأن الله تعالى رب لكل الناس، وليس رباً للعرب أو المسلمين فقط، قال تعالى في سورة الفاتحة: (الحمد لله رب العالمين)، وهذه السورة التي بدأها الله تعالى بتقريره للحقيقة الكبرى بأنه رب العالمين، أوجب الإسلام على المسلم قراءتها في كل ركعة من ركعات الصلاة وجعلها ركنا من أركان الصلاة، ولأن الذي أنزل القرآن الكريم هو رب العالمين فقد أنزله هداية ونورا لكل العالمين، قال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)، «سورة الفرقان: الآية 1»، ومما يؤكد عالمية هذا الدين خطاب القرآن الكريم إلى الناس جميعا، وهذا دليل واضح على أن خطاباته وتوجيهاته تعم الناس كافة، والقرآن هو وحي الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وفيه أحكام الإسلام وهذا دليل على أن الإسلام لجميع البشر، بل للإنس والجن، فالتشريعات والتوجيهات القرآنية جاءت لإصلاح حال جميع الناس مسلمين وغير مسلمين، ولو أن كل أهل الأرض طبقوا منهج القرآن في حياتهم لسعدت البشرية جمعاء. ويؤكد الدكتور محمد أبو ليلة أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر، أن عالمية الإسلام دليل على تشريعه القويم، وما على المسلمين الآن إلا أن يفهموا معنى عالمية الإسلام وأن يسعوا لتبصير الناس بها، حتى تتغير تلك الصورة المشوهة التي أخذها الآخرون عن الإسلام حتى ظنوا أنه دين لا يصلح إلا لأهل البادية فقط، وأنه دين يعادي الحضارة والتقدم ويجافي الرقي والازدهار. كادر تقول الدكتورة، إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأهر ما دام أن الله تعالى هو رب العالمين، والقرآن جاء بالخير والصلاح لكل الناس، فإن نبي الإسلام محمدا صلى الله عليه وسلم جاء رحمة ونورا لجميع الخلق، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)،«الأنبياء: 107»وتضمنت خطبة الوداع المبادئ الإنسانية التي ودع بها النبي الناس، وسبق بها والمواثيق العالمية لحقوق الإنسان، وبدأها بقوله «أيها الناس»، حيث حرم، إراقة الدماء، والعدوان على الأموال والأعراض، والظلم . كادر في موضوع حقوق إنسانية انفرد بها الإسلام تقول الباحثة الإسلامية الدكتورة خديجة النبراوي، إن الإسلام انفرد بحقوق إنسانية لم تأت بها التشريعات الحديثة، ومن هذه الحقوق تلك التي شرعها نحو الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء والمرضى والخدم وكبار السن وحتى الموتى، فالإسلام يكفل للإنسان حق التساند والتراحم والعفو والتسامح من أخيه، كما يكفل له حق إدخال السرور عليه ومشاركته في السراء والضراء والتعامل معه بالشرف والمروءة والبعد عن الغش والمكر، ويفرض العطف على الأيتام والضعفاء والتواضع مع الفقراء، وهذه كلها حقوق لم تتطرق إليها الحضارات الحديثة حتى على مستوى التفكير فيها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©