الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مجالس الأجندة العالمية» تدعو إلى إيجاد نماذج اقتصادية جديدة بمشاركة الدول الناشئة

«مجالس الأجندة العالمية» تدعو إلى إيجاد نماذج اقتصادية جديدة بمشاركة الدول الناشئة
11 أكتوبر 2011 09:35
(أبوظبي) - دعت قمة مجالس الأجندة العالمية في دورتها الرابعة التي انطلقت أمس بحلبة ياس بأبوظبي بحضور 800 خبير اقتصادي دولي إلى تبني نماذج اقتصادية جديدة تأخذ بعين الاعتبار اللاعبين الجدد في الاقتصاد العالمي من الاقتصاديات الناشئة. وأجمع المتحدثون في الجلسة الافتتاحية التي ضمت كلًا من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد ومحمد عمر عبدالله وكيل دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي وجوردن براون رئيس الوزراء البريطاني السابق وكلاوس شواب الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي إلى تعاون دولي أكثر فعالية، تشارك فيه جميع الدول، بعدما أصبح هناك دور فاعل للاقتصاديات الناشئة في الاقتصاد العالمي المنصوري: نماذج اقتصادية جديدة دعا معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة إلى وضع نماذج اقتصادية جديدة لمواجهة التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، والتي وصفها بأنها الأضخم من نوعها. واكد ضرورة أن تأخذ النماذج الجديدة في الاعتبار احتياجات الدول ومراحل تطورها الاقتصادي وأن تؤكد الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ومساعدة الأخير على خلق فرص عمل جديدة. وقال إنه لا بديل عن التعاون الدولي بين مختلف الأطراف الفاعلة في النظام الدولي، لمواجهة التحديات، لافتا إلى أنه لا يمكن لدولة واحدة أن تتصدى لمعالجة مشكلات النظام الاقتصادي العالمي. وأوضح أن الإمارات نجحت في اقتناص المزيد من الفرص التي توفرت لها، وتمكنت من تنويع اقتصادها. كما وقع الاختيار على الإمارات لتكون مقرا رئيسياً للمنظمة الدولية للطاقة المتجددة “ايرينا”، وترأست الدورة الحالية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وستكون الإمارات ضمن مجموعة دول العشرين في فرنسا الشهر المقبل. محمد عمر: الانفتاح على التغيرات في قلب رؤية أبوظبي 2030 أكد محمد عمر عبدالله وكيل دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي أن الإمارات لديها خبرة في التأقلم مع المتغيرات والنماذج الجديدة، مضيفاً أن الانفتاح على التغيرات في قلب رؤية أبوظبي 2030 التي نشرتها الحكومة قبل 3 سنوات، وحددت فيها خططها الطموحة للتطوير، والتي تستهدف خلق اقتصاد قائم على المعرفة. وأوضح أن القطاعات الاقتصادية غير النفطية تسهم بأكثر من 60% من الناتج من المحلي الإجمالي، كما أن تنوع الاقتصاد من شأنه أن يجعله أقل عرضة للتقلبات، وأكثر استقراراً خصوصاً أن الإمارة تركز بشكل خاص على تطوير القطاعات غير النفطية والتصدير، إضافة إلى سعيها لتوفير الوظائف ذات الجودة العالية للمواطنين. واكد عبدالله أن تنشيط القطاعات غير النفطية وارتفاع مساهمتها في الناتج المحلي الاجمالي لن يتأثر بتقلبات سعر النفط، وهو ما يؤكد على تنوع اقتصاد الإمارة، ويتضح ذلك جلياً من خلال شركات الاستثمار المملوكة للحكومة والتي تأخذ العديد من المبادرات مثل مبادرة “مصدر” التي تسعى لتكون اللاعب الأساسي في أشباه الموصلات، وأخرى لشركة مبادلة في تصنيع أجزاء من الطائرات. وأوضح أن العديد من الشركات المملوكة للحكومة قادرة على أن تكون مركزاً للنمو وخلق قطاعات جديدة في اقتصاد الإمارة، كما أن مبادراتها قادرة على توليد الإيرادات وخلق الوظائف الجديدة والمساهمة في تنويع الاقتصاد. وقال عبدالله “نحن محظوظون في أن لدينا الكثير من الموارد الطبيعية والقوة المالية، وقادرون على اتخاذ المبادرات والمجازفة في بعض القطاعات الاقتصادية التي تتطلب رؤوس أموال كبيرة، والأهم من كل ذلك حكمة قادتنا وقدرة الحكومة على اعتماد سياسات طويلة الأمد، وهى الرؤية التي خلقت جهاز أبوظبي للاستثمار في السبعينات وهى التي تقف وراء مؤسسات تعليمية دولية مثل سوربون أبوظبي”. وأكد أن السياسات طويلة الأمد يجب ان تكون عنصراً أساسياً في النماذج الاقتصادية الجديدة التي تناقشها قمة مجالس الأجنة العالمية في اجتماعها في أبوظبي. براون: لا هيمنة أوروبية وأميركية على الاقتصاد العالمي أكد جوردن براون رئيس الوزراء البريطاني السابق في مستهل كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال قمة مجالس الأجندة العالمية على أن التقدم الذي حققته دولة الإمارات يدعم دورها المرتقب في اجتماع مجموعة العشرين المقرر عقده الشهر المقبل في باريس. ودعا براون إلى تعاون دولي أكثر فعالية من خلال تبني نماذج اقتصادية جديدة للتغلب على المصاعب التي تواجه الاقتصاد العالمي. وأضاف “إما أن تتعاون الدول بشكل فعال وتكتب فصلًا جديداً في تاريخ العلاقات الدولية أو يتأثر الوضع الاقتصادي العالمي لسنوات طويلة مقبلة”. وطالب بأن تعكس النماذج الاقتصادية الجديدة القوى الاقتصادية الناشئة بعدما تغيرت الموازين الدولية، ولم تعد كل من أوروبا والولايات المتحدة كما كانتا قبل أكثر من قرن تهيمنان على التجارة والاستهلاك. وأوضح أن التغيرات الاقتصادية أوجدت عالماً مختلفاً تماماً، حيث استحوذ الغرب خلال العام 2010 على 40% من الانتاج العالمي وعلى 41% من التصنيع، وكان نصيبها من التجارة الدولية 43% فقط، الأمر الذي يؤكد على أن الغرب الذي ظل لعقود محتكراً للإنتاج والاستهلاك لم يعد في نفس المكانة. وقال بروان “لدينا واقع جديد، ولم يعد الاقتصاد الأميركي يحرك الاقتصاد العالمي، ذلك انه بعد 10 سنوات ظهرت اقتصادات أخرى ناشئة هي التي تحرك الاقتصاد العالمي”. وأضاف ان أوروبا هي مركز الأزمة الحالية التي يمر بها الاقتصاد العالمي، كما شهدت الولايات المتحدة انهياراً لمصارفها، وهناك أزمة في منطقة اليورو تستدعي إعادة رسملة بنوكها ومصارفها، وهو ما يشير إلى أن تأثيراتها ستطال جميع الدول، مما يستلزم تعاون البنك المركزي الأوروبي مع صندوق النقد الدولي. واكد براون أن أوروبا لم تتعلم من أزمات الماضي التي مرت بها في القرن الـ19 وكذلك من دروس الثلاثينيات، حيث منيت بخسائر باهظة، وهو ما يستدعي تكاتف الجميع للعبور بالاقتصاد العالمي إلى مرحلة جديدة للخمسين عاماً المقبلة. وأوضح أنه يترأس مجموعة جديدة ضمن المنظمات الدولية تركز على إيجاد حلول للمشاكل العالمية يشارك فيها رئيسا صندوق النقد والبنك الدوليان والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس منظمة العمل الدولية ورئيس منظمة التجارة الدولية، وتعقد اللجنة اجتماعات دورية لبحث المشاكل التي تواجه الاقتصاد العالمي. ودعا براون إلى إيجاد حوار بين الحكومات ومنظمات الأعمال وبين المجتمعات المدنية التي وصفها بأنها احد الظواهر الأساسية بهدف أيحاد حلول للأزمات الاقتصادية. شواب: 5 نماذج جديدة ودعا كلاوس شواب الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي إلى الاقتداء بنموذج دولة الإمارات كمركز للإبداع عند وضع النماذج الاقتصادية الجديدة، والشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص. وطرح شواب 5 نماذج جديدة للنقاش خلال فعاليات أجندة مجالس القمة العالمية قال إنها كفيلة بتخطي العقبات التي تواجه الاقتصاد العالمي. ويسعى النموذج الأول إلى قبول ما وصفهم باللاعبين الجدد من منطلق أن خمسة من الاقتصادات الكبرى في العالم ستكون بحلول العام 2025 اقتصادات غير غربية. وأوضح أن العالم يشهد تغيراً هيكلياً يشير إلى ان السلطة والقوة ستتوزعان أكثر وأكثر، وسيكون لنحو 7 مليارات شخص من سكان العالم صوت مسموع، الأمر الذي يتعين عليه قبول اللاعبين الجدد. وأوضح أن النموذج الثاني يسعى إلى إدخال وتقبل قيم جديدة مثل القيم العربية والآسيوية، خصوصاً أنه بحلول العام 2025 سيكون هناك ما يقارب من نصف الثروات من الاقتصادات الناشئة، وكذلك الحال بالنسبة للعلامات التجارية والملكيات من الاقتصادات الجديدة. وبين شواب ان النموذج الثالث يتماشى مع الواقع الجديد المتمثل في شح الموارد وهو ما ينعكس على الأمن الغذائي، حيث ستكون هناك ضرائب جديدة وأنماط حياة مختلفة، الأمر الذي يتعين معه خفض التكاليف والحد من التأثيرات السلبية على البيئة. ويعالج النموذج الرابع بحسب شواب تأثيرات العولمة على الرفاه الاجتماعي لمليارات الأشخاص حول العالم حتى يتمكنوا من العيش أقل من مستوى الفقر خصوصاً مع ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، مضيفا انه يتعين إعادة التفكير في التنافسية ليس من خلال التركيز على معدلات النمو واختراق الأسواق بل يجب التركيز على جودة النمو الاقتصادي. وقال “يبرز نموذج الإمارات في هذا المجال حيث يتوزع النمو والأرباح على النسيج المجتمعي”. وأوضح شواب أن النموذج الخامس يواكب التغيرات التكنولوجية والتي تؤثر على الهوية وأصبحت جزءاً من حمضنا النووي، ويمكن ملاحظة ذلك في تكنولوجيا النانو التي توفر فرصاً هائلة. وأضاف أن قمة الأجندة العالمية بانعقادها في موقع متميز بأبوظبي تتيح الفرصة لنقاش النماذج الجديدة، حيث يتم التوصل إلى نموذج عالمي، يأخذ في الاعتبار التغيرات الحادثة. حلبة ياس استهل محمد عمر عبدالله وكيل دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لقمة مجالس الأجندة العالمية بلفت أنظار نحو 800 خبير دولي مشارك في أعمال القمة إلى حلبة ياس التي تشهد على مدار يومين نقاشاً واسعاً من خبراء اقتصاديين يمثلون 80 دولة. وقال عبدالله “قبل 3 سنوات لم تكن هذه الحلبة موجودة بهذا المنظر الخلاب الذي ترونه، وبعد شهر سوف يتبدل المشهد حيث تقام سباقات “فورمولا - 1” وتتحول هذه القرية الصغيرة إلى خلية نحل يبث منها السباق إلى نحو 600 مليون شخص حول العالم”. خروقات شبكة الإنترنت أبوظبي (الاتحاد) - بحث مجلس أمن المعلومات والإنترنت أحد المجالس المتخصصة المنبثقة عن اجتماعات مجالس الأجندة العالمية بأبوظبي المخاطر التي تتعرض لها شبكة المعلومات الدولية مثل خروقات الأمن الالكتروني. وقال محمد الغانم مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات والذي مثل دولة الإمارات في المجلس إن الاجتماع الذي حضره خبراء في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومسؤولون حكوميون، بحث المخاطر التي تهدد شبكة الإنترنت وكيفية ايجاد الحلول لها على أن ترفع هذه الحلول إلى اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بيناير المقبل. وأوضح ان التعاون الدولي بات أمراً ضرورياً ومطلوباً بعدما أصبح أمن الإنترنت يتخطى حدود الدول، مضيفاً أن هناك اتفاقاً بين المشاركين الذين يمثلون مناطق جغرافية عدة من جميع أنحاء العالم على ضرورة التوصل إلى آلية عالمية لتحقيق أمن شبكة المعلومات. أفكار لتعافي أسواق المال أبوظبي (الاتحاد) - أعرب عبدالله الطريفي الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية والسلع عن أمله في أن تخرج قمة مجالس الأجندة العالمية بأفكار من شأنها تعافي أسواق المال. وقال الطريفي في تصريحات صحفية على هامش الاجتماعات إن انعقاد قمة الأجندة العالمية في أبوظبي يعكس أهمية اقتصاد دولة الإمارات في الاقتصاد العالمي، كما أنها تأتي في الوقت المناسب حيث تتعرض الأسواق المالية في العالم إلى هزات، لها انعكاسات على أسواقنا المحلية التي أصـبح ارتباطها كبيــراً بالأسـواق الدولية. وبين أن القمة يحضرها عدد كبير من الخبراء والاقتصاديين في مجالات عدة، وتوفر مجالاً لتبادل الأفكار والتجارب، الأمر الذي يثري النقاش، ويتيح الفرصة للتوصل إلى نماذج جديدة للاقتصاد يمكن أن تسهم في تخطي العقبات التي تواجه الاقتصاد العالمي. مكان مذهل وصف كلاوس شواب الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي حلبة ياس الذي تقام عليها فعاليات قمة الأجندة العالمية بـ”المكان المذهل”، ووجه الشكر إلى حكومة أبوظبي وإلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على استضافة أعمال القمة. وقال إن استضافة الإمارات للقمة تعكس مكانتها ودورها الكبير في الاقتصاد العالمي، مضيفاً أن الإمارات بدورها تجسد المواطنة الدولية، كما أن الدعم الذي تقدمه يساعد المنتدى في التوصل إلى سعينا نحو نماذج جديدة للاقتصاد العالمي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©