الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لقاح "جارداسيل".. أملٌ يطبق على عنق سرطان عنق الرحم

لقاح "جارداسيل".. أملٌ يطبق على عنق سرطان عنق الرحم
20 يناير 2007 23:59
لا يختلف اثنان على أن اكتشاف أول لقاح ضد مجموعة من الفيروسات المسببة لأحد أنواع مرض السرطان، والتي تنتقل عبر الاتصال الجنسي بشخص مصاب بعدوى تلك الفيروسات· مناسبة تستحق الاحتفال، وخاصة للنساء كَوْنه لقاحا مضادا للفيروس المُسبّب لسرطان عنق الرحم· لكن ما يجعل الأمر أكثر أهمية ويضفي على المناسبة سحراً خاصاً أن هناك نحو 2,3 مليون امرأة مصابة بسرطان عنق الرحم على مستوى العالم، وأن (800) امرأة يومياً تلقى حتفها بسببه، ما يعني أنه سينقذ المصابات ويقي غير المصابات من الإصابة· فإذا أضفنا إلى هذا، أن مرض سرطان عنق الرحم يحتل المرتبة الخامسة في قائمة أكثر أنواع السرطان التي تصيب النساء بالدولة وذلك بنسبة لا تقل عن 6,6 في المائة، وفقا لإحصائيات وتقارير برنامج التسجيل السرطاني في وزارة الصحة، وأن المعدل السنوي للإصابة بهذا السرطان في الدولة ارتفع بمقدار ثلاثة أضعاف في عام 2005 مقارنة بالفترة ما بين عامي ،1998 و ·2004 إذا تذكرنا ذلك كله، تتجلى أهمية اللقاح الذي صادقت وزارة الصحة مؤخراً على تداوله في الدولة· إعداد ومتابعة- مريم أحمد: اللقاح يعرف باسم (جارداسيل- Gardasil)، ويستهدف جارداسيل ، الذي يُعَدّ اللقاح الأول والوحيد من نوعه في العالم، فيروس الورم الحُلَيمي البشري- HPV من الأنواع (18) و (16) المسببة لمرض سرطان عنق الرحم، والفيروسات المسببة لثآليل الأعضاء التناسلية من نوع (6)، و(11)· ويُعَدّ فيروس الورم الحُلَيمي البشري (HPV) العامل الرئيسي للإصابة بسرطان عنق الرحم، الذي يحتل الآن المرتبة الثانية في قائمة أسباب وفيات السرطان بين النساء على مستوى العالم، اسألوا أهل الطب وتجنباً لما قد يحدث من لبس في فهم وظيفة هذا اللقاح، فهو ليس مضادا للسرطان بحدّ ذاته، بل لنوع من فيروسات الورم الحليمي البشري التي تسبب الإصابة به بعد مرور عدة أعوام· وإسهاماً من دنيا الاتحاد في تسليط الضوء على أدق التفاصيل المتعلقة به، توجهنا إلى الدكتور ديفيد ساكستون، رئيس قسم الأطباء، ورئيس قسم النسائية والتوليد بمستشفى الكورنيش في أبوظبي الذي تحدث عن اللقاح الجديد منوّهاً في البداية إلى أن نسبة الاصابة بعدوى الفيروس المسبب للمرض تصل الى 70 في المائة، وأنه قد لا يقي من كل الفيروسات المسببة للورم الحُلَيمي البشري، بل هو مطور لمقاومة انواع معينة من فيروسات الورم الحليمي البشري التي تنتقل عبر الاتصال الجنسي في حال كان أحد الزوجين مصابا بها· وبناءً على ذلك، لا يرى الدكتور ساكستون مانعا في تلقي الرجال لهذا التطعيم· بالإضافة إلى متابعة إجراء الفحوصات الدورية الخاصة بالكشف المبكر عن أي إصابة بسرطان عنق الرحم، حتى وإن كانت المريضة قد حصلت على اللقاح· فعالية اللقاح بالرغم من أن هناك ما يزيد عن الخمسين لقاحا تم تطويره ضد الإصابة بالسرطان، إلا أنه لم تتم المصادقة على أي منها باستثناء لقاح جارداسيل . وكانت شركة ميرك المُطَوّرة للقاح أعلنت عن نتائج دراستها المخبرية في أكتوبر الماضي، والتي شملت تلقي حوالي (12 ألف) امرأة من (13) دولة، تتراوح أعمارهن بين (16 و 23 ) عاماً، وجاءت النتائج مشجعة تماماً؛ حيث تم تسجيل فعالية اللقاح في الوقاية من المرض بنسبة (100%)· فبعد مرور (17) شهراً من تلقي اللقاح، لم تظهر أي حالة تطورت فيها الخلايا المتأثرة في منطقة عنق الرحم، الى خلايا ما قبل سرطانية· ومن ناحيته، أكد الدكتور ساكستون على أن اللقاح فعّال بنسبة كبيرة، كما أنه آمن ولا يسبب ضررا على الرضاعة الطبيعية، أو الجنين، لأن وظيفته متمثلة فقط في تكوين أجسام مضادة للفيروسات المسببة لمرض سرطان عنق الرحم، بمعنى أنه يساعد على تقوية المناعة ضد المرض، لكن بالرغم من ذلك يوصي الدكتور ساكستون بتوخي الحذر مع النساء الحوامل، وعدم أخذ الحقنة· آثار جانبية أبرز الآثار الجانبية للقاح كما أشارت نتائج الاختبارات المعملية هو الإحساس بألم وحكة واحمرار في منطقة الحقن بسبب حدوث انتفاخ· وقد يحدث عند البعض ارتفاع في درجة الحرارة، غثيان، آلام حادة بالمعدة، تقيؤ، وألم العضلات· وعليه، فإن الطبيب المختص هو الذي يقرر ما إذا كان جارداسيل مناسبا لكِ، أو لابنتك· ذلك أن الآثار الجانبية على المدى البعيد ليست واضحة، ولن تتضح إلا بعد سنوات من تلقي اللقاح· من جهته، أكد الدكتور ساكستون على أن اللقاح قادر على وقاية المرأة من الإصابة بالمرض لفترة زمنية لا تقل عن خمسة أعوام، وربما طوال العمر حسب استجابة كل جسم للقاح· وأشار الى امكانية تطوير جرعة مُنشطة من اللقاح، لكن ذلك قد يحتاج الى فترة زمنية لا تقل عن خمسة أعوام، اعتمادا على نتائج وآثار اللقاح الجديد· الوقاية والأمان وفقا لنتائج البحوث المعملية، أيضا، أثبت اللقاح فعالية كبيرة في الوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم الذي تسببه فيروسات الورم الحُلَيمي البشري من نوع (16)، و(18)، وأنه لقاح آمن أيضا، بمعنى أنه ليس لقاحا يحتوي على الفيروس الحي، بل يحوي جُسيما شبيها بالفيروس، أي أنه عبارة عن هيكل خال يحوي جزيئات مناعية من الخارج، ولا يحوي آلية فيروسية من الداخل· ووظيفته تتجلى، كما أوضح الدكتور ساكستون، في كونه يعمل على تقوية الاستجابة المناعية للجسم ضد الفيروس في حال تعرضه للجسم، وذلك عن طريق مساعدته للجسم في تكوين أجسام مناعية مُضادة للفيروس· إلا أنه ليس من الواضح تماما، ولا يوجد ما يثبت أن من تتلقى هذا اللقاح ستضمن وقاية تامة طوال العمر من الإصابة بالمرض· فالنتائج المعملية التي أجريت للتأكد من عدم وجود الفيروس في منطقة عنق الرحم، أظهرت أن اللقاح يقي المرأة من الإصابة لفترة زمنية لا تقل عن أربعة أعوام· لكن لا شيء أكيدا لأن البحوث أجريت على فترة زمنية قصيرة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©