الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قاموس مشاعر

2 أكتوبر 2015 22:25
عندما لايجد الإنسان منا كلمة واحدة فقط للتعبير عما ينتابه من مشاعر وهو في موقف ما يشعر بالحاجة إلى قاموس مشاعر. وبالإضافة إلى مفردات مثل فرح، سعادة، ألم، خوف، تفاؤل، حب، امتعاض، حنين، شوق، إلخ.. يجد رصيدا من الكلمات التي يستغني بها عن جمل طويلة يصف بها حاله ويعبر عن أحاسيس كثيرا ما تعتريه دون أن تكون لها أسماء محددة. عموما في يومنا هذا ليس من السهل أن نجد لكل شيء نصادفه اسما في قواميس اللغة أو حتى في قواميس لغة حياتنا اليومية. كثيرة هي الأحاسيس التي نعايشها أحيانا ثم تمر مرور الكرام دون أن تكون لها قيمة عملية، خاصة عندما تنظر إلى نفسك باعتبارك جزءاً من عالم آلي لاتحتل فيه المشاعر مركزا متقدما، هذا إذا لم تكن مهددة بأن تنضب كأي مورد طبيعي. فجأة ينبهك عنوان مثل «كتاب المشاعر الإنسانية: موسوعة المشاعر من الغضب إلى شهوة التجوال» ومؤلفته تيفاني وات سميث مؤرخة ثقافية متخصصة في تاريخ المشاعر الإنسانية إلى هذا الموضوع. صاحبة الكتاب في مقدمتها البانورامية تذكر بعض الشعوب القديمة التي اهتمت بالبحث في المشاعر وتصنيفاتها، وكيف أن النظرية الجاهزة هي أن البشر رجال ونساء يولدون بمشاعر أساسية هي ذاتها التي يتحدث عنها علم النفس التطوري، وكيف أنها مشاعر كونية وضرورية لحمايتنا نحن البشر الذين نبحث عن الأمان والاستقرار. لكنك وفي شيء من التناقض تصدم بأن الكاتبة تكتشف المزيد من المشاعر التي لم يشملها بحث العلماء، وتكتشف أن لها أسماء كمفردات بسيطة تعبر عنها لدى بعض الشعوب القصية فتفكر في هذا التنوع الذي يحتوي عليه في الأساس قاموس المشاعر البشرية العالمي، والذي يؤكد أننا لو أردنا أن نفهم مشاعرنا فإن علينا أن نبحث فيما وراء أدمغتنا وكيميائها العصبية. البحث يحتوي على العديد من المفردات الغريبة التي تشير إلى أعداد كبيرة من المشاعر غير الغريبة عنك، فقط ما ينقصك هو تذكر أنها تمر بك أحيانا لكنك تبحث عن أسمائها فلاتجد لها مفردات عندك، فتمر سريعا في زمن تغيرت فيه الظروف ولم يعد فيه الاهتمام بالمشاعر الآدمية كما كان، لكن مؤرخة المشاعر الإنسانية تطل عليك أخيرا بالسؤال: هل تعتقد أن المشاعر أمر مهم في حياتنا المعاصرة؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©