الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ترامب».. هل سيصبح رئيس أميركا المقبل؟

17 أكتوبر 2016 10:42
على مدار أشهر، أكد المراقبون السياسيون مراراً وتكراراً أن متصدر السباق في الحزب «الجمهوري» لن ينال الترشيح. ولكن بعد حشد سبعة انتصارات إضافية في يوم «الثلاثاء الكبير»، ليصل إجمالي عدد الولايات التي فاز بها حتى الآن إلى 11 من الولايات الـ15 الأولى، قوض «دونالد ترامب» بذلك المنطق الدارج وخالف توقعات كثير من المحللين، ويبدو من المرجح أنه سيكون خصم هيلاري كلينتون في الانتخابات العامة المرتقبة في فصل الخريف المقبل. ولكن بعد أن أخطأ كثير من المحللين مرة، يبدو أنهم الآن باتوا أكثر حذراً إزاء التقليل من فرص ترامب في الانتخابات العامة. ويقول «الديمقراطيون» لكلينتون: «إياك والاستخفاف بتهديد ترامب»، حسب عنوان في دورية «بوليتيكو». أما «دانيل مالوي» حاكم ولاية «كونيكتيكت» فقد أخبر صحيفة «نيويورك تايمز» الأسبوع الماضي بأنه قد «تحول من الإنكار إلى الإعجاب.. ثم إلى قلق حقيقي». بيد أنني أستعير هنا عبارة من أحد الأشخاص الذين يتابعون ترامب: «دعونا نتخلص من مفهوم أن رجل الأعمال لديه فرصة فوز حقيقية في نوفمبر!». ولنبدأ بالحسابات الانتخابية الأساسية. فعلى الصعيد الوطني، يتخلف ترامب عن كلينتون بأكثر من ثلاث نقاط مئوية في متوسط استطلاعات الرأي التي أجراها مركز «ريال كلير بوليتيكس»، بينما تفوقت هي عليه في 15 من 17 من استطلاعات الرأي منذ ديسمبر الماضي. ومن هذه الزاوية من الواضح أن أداء ترامب كان الأسوأ من بين المرشحين «الجمهوريين» أمام كلينتون، بينما ترتفع نسبة الناخبين غير المؤيدين له بصورة تاريخية كمرشح للانتخابات العامة. وإذا كانت النقاط المئوية الثلاث تبدو غير مؤثرة بشكل كبير، فلنتذكر أن أوباما قلما تفوق على «ميت رومني» بأكثر من ثلاث نقاط مئوية في متوسط استطلاعات الرأي، وعلى رغم ذلك فاز عليه بسهولة. وما تشير إليه استطلاعات الرأي على مستوى الولايات هو أن كلينتون، مثل أوباما، ستبدأ الانتخابات بـ220 أو 230 صوتاً انتخابياً على الأقل، وهو ما يترك فرصة خطأ ضئيلة أمام ترامب. وأما تحليل الأرقام من الناحية الديموغرافية فيجعل طريق ترامب وعراً بدرجة أكبر. ففي عام 2012، فاز «رومني» بسهولة بأصوات الناخبين البيض من غير اللاتينيين، ولكنها لم تكن كافية لتعويض ضعف أدائه بين اللاتينيين. وقد أظهر استطلاع الرأي الذي أجراه مركز «بوست- يونفيجن» مؤخراً أن 80 في المئة من اللاتينيين لديهم رؤية غير مؤيدة لترامب. وفي ظل توقع أن تكون نسبة إجمالي عدد الناخبين البيض المشاركين في الانتخابات أقل من 2012، فعلى ترامب أن يفوز بنسبة غير مسبوقة من أصوات البيض ليحافظ على فرصته. وعلاوة على ذلك، لحملة ترامب سجل ضعيف للغاية في إعداد الأنشطة الميدانية المنافسة لتعزيز نسب المشاركة بين قاعدة تأييده. وفي هذه الأثناء، لن تصاحب الميزة الإعلامية التي ساعدت في المنافسات التمهيدية في الحزب «الجمهوري»، ترامب إلى الانتخابات العامة. وباعتبارها المنافسة المتصدرة في الحزب، ومرشحة عازمة على تجاوز ترامب من البداية، سيكون أمام كلينتون وقت كبير للحصول على نصيب عادل من التغطية الإعلامية الحرة. وإضافة إلى ذلك، في غياب أي تحول دراماتيكي في حالة الجدل الدائرة بشأن بريدها الإلكتروني أثناء عملها كوزيرة للخارجية، فلا يوجد سبب منطقي للتفكير في أن كلينتون ستواجه صعوبات في الانتخابات العامة. وأقوى القضايا التي ربما تكون بمثابة مفاجأة ترامب في نوفمبر هي أن لديه جاذبية فريدة للناخبين من الطبقة العاملة ممن يشعرون بتخلي الحزبين عنهم. غير أنه يتعين على كلينتون أن تشكر منافسها الديمقراطي «بيرني ساندرز» الذي دفعها بصورة استباقية إلى اتجاه أكثر شعبوية، وإذا حافظت على نبرتها الشعبوية، فستتغلب على ميزة ترامب فيما يتعلق بالناخبين الساخطين. ويحق للسياسيين والناشطين الديمقراطيين أن يروجوا لتهديد ترامب، وخصوصاً أن إثارة القلق من رئاسته تدعم بكل تأكيد زيادة أعداد الناخبين «الديمقراطيين» الذين سيشاركون في نوفمبر، وهو ما يساعد مرشحهم. ولكن ليس على الجميع موافقتهم في هذا القلق، فربما أن ترامب قد تحدى المنطق مرة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه سيتمكن من فعل ذلك مرة أخرى. * محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©