الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

إسبانيا تحارب «أشباح» أزمة الديون اليونانية

16 فبراير 2010 21:24
تسعى الحكومة الإسبانية إلى التغلب على المخاوف من أن اقتصادها معرض لكارثة مثلما حال اليونان وقد يفرض ذلك تهديداً على استقرار منطقة اليورو. وقال رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو مؤخراً في بروكسل إن مثل تلك المخاوف “لا ترقى بأي حال من الأحوال إلى الحقيقة” بل أضاف أن إسبانيا في وضع يسمح لها بمساعدة اليونان من أجل أن تعيد لاقتصادها قوته. لكن مثل تلك التطمينات ربما لا تقنع المحللين على مستوى العالم الذين يثقون في أن الاقتصاد الإسباني قد تعرض لهزة حتى قبل تسلط الأزمة اليونانية الأضواء على إسبانيا وكذلك البرتغال. وكتب الخبير الاقتصادي بول كروجمان الحائز على جائزة نوبل قائلاً إن “جوهر الأزمة وفقاً للأوضاع الاقتصادية هو في إسبانيا التي هي أكبر بكثير”. كانت إسبانيا ولمدة 14 عاماً واحدة من أفضل الاقتصادات أداء لكن خبراء يتفقون الآن على أن النمو اعتمد بشكل كبير للغاية على طفرة العقارات. وأضرت الأزمة العالمية إسبانيا بشكل كبير عن أي دولة غربية أخرى إذ أن قطاع الإنشاء الذي نما بأكثر من اللازم ويشكل أكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي قد تعرض للانهيار. كما أن معدل البطالة البالغ 19% هو ضعف المتوسط في الاتحاد الأوروبي وإسبانيا هي الدولة الاقتصادية الرئيسية الوحيدة التي لن تخرج من دائرة الركود قبل عام 2011. وأدت خسائر الإيرادات الضريبية وتنامي تكاليف إعانات البطالة وبرامج التحفيز الاقتصادي إلى زيادة عجز الميزانية إلى 11,4% من الناتج المحلي الإجمالي وهو أحد أعلى نسب العجز في الاتحاد الأوروبي. وحذرت الحكومة اليونانية من أن مشاكلها الاقتصادية هي جزء من اتجاه أوسع في منطقة اليورو وقد تتسع لتشمل إسبانيا والبرتغال أيضاً. واتفق المفوض الأوروبي للمنافسة يواكين ألمونيا وهو إسباني الأصل في ذلك قائلاً: إن المشاكل الاقتصادية لإسبانيا تشبه بشكل متزايد تلك المشاكل في اليونان والبرتغال. وحذر ألمونيا بأن الدول الثلاث فقدت قدرتها على المنافسة منذ اندماجها في منطقة اليورو وأصبحت تعاني من عجز عام مرتفع. وشكلت الحكومة الاشتراكية لثاباتيرو هجوماً مضاداً مع عقد وزيرة الاقتصاد إيلينا سالجادو اجتماعاً مع مدراء صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية لإقناعهم بأن التقييم الخطير للصحيفة للاقتصاد الإسباني غير عادل. وعزت الحكومة بعض الانتقاد إلى محاولات أنجلوساكسونية مزعومة لخفض قيمة اليورو وإلى ما وصفه وزير البنية التحتية خوسيه بلانكو بأنها “مناورات قذرة نوعاً ما” من جانب مضاربين ماليين. وأعرب الأستاذ الجامعي في الاقتصاد يواكيم مونس عن شكواه من أن مثل تلك المزاعم “الشعبوية” تفتقد لأي مصداقية، متهماً السلطات بعدم مواجهة الحقيقة الاقتصادية “ القاسية جداً” لإسبانيا. وعلى أية حال، تستطيع الحكومة أن تجادل بأن الدين الإسباني لا يزال منخفضاً نسبياً عند 66% من الناتج المحلي الإجمالي. وعلى النقيض من اليونان، يرى أستاذ التحليل الاقتصادي فريدريكو شتاينبيرج أن “إسبانيا تحتفظ بهامش من المناورة لتمويل دينها العام”.
المصدر: مدريد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©