الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحترام المتبادل

20 يناير 2007 22:57
من أكثر الأمور الاجتماعية أهمية هي العلاقات بين الصغير والكبير، قد تتفاوت المفاهيم حول الطبيعة الحقيقية للاحترام والتقدير والعطف، ولكن تبقى البيئة الاجتماعية هي المقياس وراء تثبيت المفاهيم الحقيقية في العلاقة بين الصغير والكبير· ولكن للأسف، ظهرت في السنوات الأخيرة أمور تحدث خللا في هذه العلاقة، حتى أصبحنا نرى التفرقة والبغضاء بين الناس، ونرى ذلك التفاوت في الفهم بحقيقة العلاقة بين الصغير والكبير في العائلة الواحدة، فبعض كبار السن، يرون أنه من حقهم ككبار معاملة الصغير دون احترام، أو عدم مراعاة صورته الاجتماعية أمام الناس، فيصبح الكبير لا يبالي بالمظهر العام للصغير أمام المجتمع، مما يعرض الصغير للتهميش والإحساس بعدم تقبل المجتمع له، وبالتالي تضرر الصغير نفسيا واجتماعيا وأحيانا أخلاقيا، وفي المقابل، فالكبير ما يزال ينتظر الاحترام والتقدير من الصغير، وفي هذا تكمن المعضلة· والنتيجة إحساس الظلم في نفسية الصغير وفي نفسية الكبير، الصغير يرى أن هذا الشخص المفترض أن يكون قدوة لا يحترمه ولا يقدره، وبالتالي فسيفقد الإحساس بواجب احترامه لهذا الكبير، وفي المقابل، فالشخص الكبير سيحس أن هذا الصغير لا يحترمه، والنتيجة النهائية خلاف نتيجة مفاهيم مختلفة لماهية العلاقة الحقيقية بين الصغير والكبير· الشخص يكون كبيرا بأفعاله، وباحترامه للناس، وبالمحافظة على الصورة الاجتماعية للصغير، فهو قدوة للصغير، إن احترمه وحافظ على كرامته، سيجبر الصغير على احترامه وتقديره بكل السبل، ولكن إن كانت المعاملة تفتقر للاحترام وتفتقر للتقدير، فسيحصل النفور من الصغير وسيتولد الكره في قلبه، فقبل أن ننتظر احترام أبنائنا لنا، علينا أن نحترمهم ونعودهم على الاحترام، فنحن قدوة لهم، فهم مرآة لأعمالنا· كمال سالم اليماحي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©