السبت 30 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لغة نادرة

20 يناير 2007 22:56
''كنت في المطار أنتظر انتهاء إجراءاتي من المطار، إذ بشخص ينادي على الجميع ويسأل: من يتقن لغة الإشارة هنا؟ لدينا شخص أصم لا يتحدث إلا بلغة الاشارة ونحن غير قادرين على فهم لغته، وعلى فهم ما يريد أن يقوله فمن يعرف كي يساعدنا في التحدث معه؟ رفعت يدي، ولم أتردد في المساعدة شكرني الشخص كثيراً لأنني تمكنت من مساعدته، وأهداني وردة جميلة شاكراً على ما قدمته من خدمة إنسانية متواضعة، سعدت بذلك ولكن سؤالاً طرأ في بالي فجأة: لم لا يتعلم العديدون من حولنا لغة الإشارة؟ ولم نضع أنفسنا في موقف حرج نحتاج فيه الى مساعدة الغير، من دون أن يكون لنا السبق في خدمة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم؟'' قصة قصيرة حدثت بالصدفة المحضة مع إحدى زميلاتي في مركز ذوي الاحتياجات الخاصة كانت تبلغني القصة وهي سعيدة بما استطاعت ان تقدمه، حزينة لأن غيرها لم يتمكن من المساعدة، نعم اخوتي الأحباء لغة الإشارة من اللغات المهمة النادرة معرفتها من قبلنا فعلى الرغم من وجود قواميس عديدة من حولنا تعلمنا لغة الاشارة إلا أننا وللأسف الى اليوم لم نتمكن من اعطاء هذا العلم حقه، فالعديد من حولنا لا يزال يجهل لغة الاشارة والتعامل مع فئة الصم في المجتمع غير مدركين من أن الدولة ولله المنة والحمد قد تقدمت كثيراً في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة وسعت بكل ما أوتيت من قوة الى تطوير حياتهم العملية والعلمية فقد أصبحنا نرى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وخصوصاً من فئة الصم تعمل في وظائف احترافية في العديد من القطاعات الحكومية والخاصة وتنجز معاملات مهمة تتعلق بأمورنا الخاصة ناهيك طبعاً من أن العديد من فئة الصم يأتي في مكانة ''المراجعين'' وحاله من حالنا حيث انه بحاجة ماسة الى من ينهي معاملاته في كل مكان، فكيف له ان ينهيها وهو لا يجيد لغة الاشارة؟ وكيف له من الأساس ان يتعامل معنا بأريحية ومن دون اي توتر أو استحياء ونحن نعطيه ايماءات بأننا لا نكاد نفهم شيئاً، وبأننا بحاجة ماسة الى من يفسر لغتهم؟ أما يكون هذا سبباً لانزواء العديد من هؤلاء عن المجتمع وعدم تقبلهم للخروج الى الوجود؟ ما أود ان أبعثه عبر مقالتي يكمن في رسالة الى جميع من يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة والى من يعنيه الأصم في المجتمع لأقول للجميع: تعلموا لغة فلذات أكبادنا من الصم واسعوا الى تعليمها لأبنائكم ولاخوانكم، ومن الجميل ان يساهم الأفراد في المجتمع الى الأخذ بيدي الصم، والأجمل من هذا عندما تدرج بعض المفاهيم الرئيسية الداخلة في لغة الصم الى مناهجنا التعليمية فالجميع يجب ان يكونوا على دراية بلغتهم حتى نعزز في قلوبهم روح انتماء ذوي الاحتياجات الخاصة الى مجتمعنا ولنبين للجميع بأننا مجتمع متكامل لا فرق فيه بين سوي وذوي احتياج خاص رسالتنا وهدفنا في الحياة هي خدمة مجتمعنا والارتقاء بواقع حالنا وحال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وكلي ثقة من ان العديدين سيقبلون على تعلم لغة الاشارة فمن اليوم عزيزي القارئ ابحث وابدأ بتعلم لغتهم تكسب أجرهم في الدنيا وأجر حسن تعاملك مع أخيك المسلم في الآخرة وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ''المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا''· ريا المحمودي- رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©