الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خميس الزعابي يحنط الحيوانات لأغراض تعليمية

خميس الزعابي يحنط الحيوانات لأغراض تعليمية
10 أكتوبر 2011 21:34
خميس الزعابي فنان له مساهمات واضحة في كثير من الفنون، وله حصيلة من المشاركات على الصعيد الفني، لا يمكن أن تجاهلها، فعدا عن كونه مصوراً فوتوغرافياً ومحاضراً، فهو أيضاً أبدع في الفنون التشكيلية والأعمال الحرفية، التي زين بها مدينته الصغير المستلقية على الساحل الشرقي كلباء، فضلاً عن اهتمامه بمجال التحنيط.



(كلباء) - استطاع خميس الزعابي أن يحصد الكثير من الإطراء والتشجيع، وهو لا يزال طالباً في المدرسة، من خلال ممارسته لفن التحنيط، وهو يعد أول من قام بإبراز هذه الموهبة على مستوى المنطقة وقتها.
حفظ الجسم

يقول الزعابي “التحنيط هو حفظ الجسم المراد تحنيطه من التلف والتحلل والاحتفاظ بالمظهر الخارجي لإبقائه على شكله الطبيعي، وذلك بأن يوضع عليه مواد كيميائية، فيبدو طبيعياً كما لو كان على قيد الحياة، فلا تتحلل أنسجته أو تتعفن أجزاؤه بعد أن أزيلت الرطوبة عنها”. ويضيف “لو عدنا إلى تاريخ التحنيط نجد أن القدماء المصريين هم أول من مارس هذا الفن، نظراً لاعتقادهم بأن الروح تعود إلى الجسد بعد الموت، حيث كانت عقيدتهم تدفعهم إلى ذلك، وكانوا يظنون أن الروح قد تضل الطريق في عودتها ولا تتعرف إلى جثتها إذا تحللت وتعفنت، لذلك ابتكروا مواد من الطبيعة كالزيوت العطرية والتوابل والأملاح، وغيرها، لكي تبقى الجثة في حالتها الطبيعية، وكانوا يضعون مع الجثة الزاد والمتاع، حيث يجد الميت زاده ومتاعه في رحلته حيث يقضى حياته الباقية”. ويتابع “كان الكهنة ورجال الدين هم من أبدعوا في ممارستها، حيث كان يحنطون الأغنياء والمشاهير، ومن أشهر من حنط رمسيس الثاني وتوت عنخ آمون، وهما من فراعنة المصريين القدماء. ولقد تطور فن تحنيط الحيوانات، فمنذ أن كان مجرد عملية حشو بسيطة، حتى أصبح عملاً مدروساً له قواعده وطرقه الخاصة إلي أن أصبح لكل مدرسة متحفها الخاص بها، يمارس فيه الطلاب هوايتهم المفضلة، ويقومون بتحنيط الطيور والثدييات والزواحف، وغيرها من الحيوانات”.

ويوضح الزعابي “جاءت فكرة التحنيط وأنا ما زلت طالباً في المدرسة، وقتها عندما انتشر الجراد، للمرة الأولى في الإمارات، وبكميات هائلة، فكرت بعملية توثيق لهذا الظاهرة، لتبقى ذكرى حاضرة في الأذهان، من خلال تشكيل لوحة فنية أساسها الجراد. حيث قمت بتجميع كمية كبيرة منه، وقمت بتحنيطها ولصقه على فلين، وقد تم تشكيله وفق خريطة الإمارات العربية المتحدة، ورأى اللوحة أمين المختبر، الذي قام بتطوير الفكرة من خلال تشجيعه وحثه ومساعدته على توسيع مفهوم التحنيط، حيث أعطاني ثعلبا فقمت بعمل عملية جراحية لاستخراج طلقة من رأسه فلما مات الثعلب شرعت بتحنيطه، وبعدها انتشر خبر العمل الذي قمت به، فتم تخصيص مكان خاص في المختبر لمزاولة الهواية، مع توفير جميع المواد التي احتاجها في عملية التحنيط”.

متعة وتعب

يقول الزعابي “كان الأمر ممتعاً على قدر الجهد والصبر اللذين يحتاجهما العمل، وكلما شرعت في الانتهاء من تحنيط حيوان ما أجد نفسي أبحث عن غيره من الحيوانات التي توجد في البيئة المحلية، فكان هناك ترقب وانتظار من المحيطين بي حول الوجه والهيئة الذي سيخرج عليها العمل”.
ويوضح أن فن التحنيط من الفنون الذي يحتاج إلى قدر من ضبط النفس، والقوة النفسية والصبر، لأن المرء سيتعامل مع جثة الحيوان بطرق ومراحل عدة حتى ينتهي إلى نتيجة مرضية تحقق مفهوم التحنيط على الوجه الصحيح.


ومن الأدوات التي لا بد أن يستخدمها المحنط في هذه العملية، يقول الزعابي “عادة ما تشتمل على أدوات التشريح العادية، وفورمالين للحفظ والتخدير، ومادة البوراكس لقتل بقايا بكتيريا التعفن والتجفيف، وقطن أو نشارة الخشب للحشو، وأسلاك مختلفة السمك، وقصافة لقطع الأسلاك، ومسامير ودبابيس للتثبيت، وقواعد خشبية، وخيوط وإبر لخياطة شق البطن، وعيون صناعية فرجار لأخذ مقاييس النماذج”.
وعن مراحل عمل التحنيط، يوضح الزعابي “تتم من خلال وضع الجسم على لوح التشريح،
شق طولي في الجهة البطنية للحيوان، وسلخ جلده، ثم استخراج الأحشاء، واستخلاص أي قطعة من اللحم داخل الجسم. واستخلاص ماء الجسم وتجفيفه، واستخراج المخ، ثم دهن باطن الجسم بمادة التحنيط المستخدمة، وحشو فراغات الجسم بمواد الحشو وخياطة شق البطن، ثم علاج سطح الجسم بشمع منصهر لسد مسام الجسم”.

ويضيف “شرعت بتحنيط كثير من الحيوانات مثل السلاحف والثعلب والطيور النادرة والأخطبوط والورل والضب، كما قمت بتحنيط ماعز بفمين وثلاث عيون وغيرها. وقد واجهتني بعض الصعوبة في بداية الأمر على بعض أنواع من الحيوانات الرخوية، ومنها الاخطبوط، إذ يحتاج إلى وقت وصبر حتى يمكن التحكم به، فالكائنات الرخوية تعد من أصعب أنواع الحيوانات التي يمكن التحكم بها والتعامل معها في عملية التحنيط، إلا أنني أنجزت المهمة”. ويوضح “هدفي من التحنيط أن يعود توظيف الحيوانات المحنطة إلى أغراض علمية ودراسية وفق متطلبات المدارس الحكومية، والجامعات أو للعرض في المتاحف، ومنها نموذج الماعز، وهو موجود الآن في متحف التاريخ الطبيعي في الشارقة”.

ويتابع “كانت لي المعارض والمشاركات العديدة على مستوى المدارس، ونظراً لكوني أول من قمت بإبراز هذه الموهبة على مستوى المنطقة فكانت معارضي المدرسية تستقطب العديد من المسؤولين، كما قمت بالمشاركة بمعسكر علمي على مستوى الدولة بدبي، حيث حصلت على المركز الأول”.


خميس الزعابي في سطور:

* خريج دبلوم تقنية معلومات من جامعة الشارقة كلية المجتمع.
* حائز دبلوم التصوير الاحترافي والجرافيكس في ادوبي العالمية.
* عضو فاعل في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية.
* عضو فاعل في الجمعية القطرية للتصوير الضوئي.
* عضو فاعل في جمعية المصورين بالمملكة الأردنية للتصوير الضوئي.
* اشتـرك فـي مسابقة التصوير الفوتوغرافـي للمحترفين لمؤسسـة الإمارات للاتصالات وحاز المركز الأول سنة 1993.
* اشترك في المعرض العام التاسع عشر للعام 2000.
* شارك في المؤتمر والمعرض العالمي الثاني للبيئة الساحلية بنادي ضباط القوات المسلحة (أبوظبي) عام 2000 وحاز لقب الجناح المثالي بالمعرض.
* ساهم بأعماله بفعاليات القرية التراثية المقامة من قبل وزارة التربية والتعليم بمدرسة رفيدة الأنصارية الإعدادية للبنات بكلباء.
* فاز بالجائزة الثالثة بمسابقة البيئة الساحلية المقامة بالنادي البحري للفنون (الشارقة). 
* شارك في قرية التراث بمناسبة السباقات البحرية للزوارق المقامة على شاطئ الفجيرة.
* شارك بمعرض الوجوه المقام بمتحف الشارقة للفنون التشكيلية، وحصل على جائزة تقديرية.
* صاحب فكرة ومنفذ برنامج أصداء رقمية الذي أقيم بجمعية النهضة النسائية بدبي لشريحة المعاقين.
* صمم بيت الفنون بالفجيرة مقابل قلعة الفجيرة، بالتعاون مع المجلس البلدي بكلباء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©