الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

زيادة الإمدادات من خارج أوبك تضع مصداقية المنظمة على المحك

20 يناير 2007 22:51
إعداد - محمد عبد الرحيم: ظلت أسعار النفط معظم فترات العام 2006 تتمتع بالقوة، إلى درجة أن الدول الأعضاء في منظمة أوبك كان بإمكانهم ضخ أكبر كمية من الإنتاج وهم يتمتعون بنوع كامل من الحصانة· أما الآن فإن أوقات الاحتفال قد انقضت، فبعد التراجع الذي شهده سعر البرميل بنحو 20 دولاراً في نهاية موسم الصيف، عادت هذه الأسعار لتتراوح مرة أخرى ما بين مستوى 50 و60 دولاراً للبرميل في الأشهر الأربعة الأخيرة، قبل أن تعمد الأوبك إلى خفض للإنتاج، وتعلن عن انخفاض آخر لتضمن أنها ما زالت تمسك بزمام الأمور· وعندما تعهدت الدول الأعضاء بتنفيذ خفض الإنتاج بمقدار 1,2 مليون برميل يومياً في اجتماعهم الذي عقد في فيينا في أكتوبر المنصرم كانت الشكوك تساور الأسواق بشأن مدى رغبة الدول المنتجة في إنفاذ هذه المبادرة، إلا أن هذه الشكوك قد برهنت على عدم مصداقيتها، إذ إن كمية مقدارها 800 ألف برميل يومياً على الأقل قد تم سحبها من الأسواق· وكما يقول كيفن نوريش المحلل في مصرف باركليز كابيتال ''إن جميع الدول التي أشارت إلى أنها سوف تعمد إلى خفض إنتاجها قد فعلت ذلك باستثناء إندونيسيا - التي تعاني أصلاً من تراجع إنتاجها - حيث لم يكن أحد يتوقع أن تعمد جميع هذه الدول إلى خفض الإنتاج''· وكما ورد في ميد فإن المملكة العربية السعودية هي التي ستتحمل عبء هذا الانخفاض أكثر من غيرها في نهاية المطاف، وبمقدار يصل إلى 380 ألف برميل يومياً، وهي الدولة التي اعتادت أن تضطلع بالدور المركزي في القرار الذي تتخذه المجموعة· ووفقاً لإحصائيات منظمة أوبك نفسها فقد بلغ الإنتاج السعودي في المتوسط 8,75 مليون برميل يومياً في نوفمبر المنصرم مقارنة بكمية مقدارها 9 ملايين برميل يومياً في الشهر الأسبق أما في الإجمالي فإن أوبك تشير إلى أنها خفضت إنتاجها إلى 26,9 مليون برميل يومياً في نوفمبر من مستوى بلغ 27,5 مليون برميل في الشهر الأسبق، بالطبع باستثناء العراق التي ظل إنتاجها يتأرجح طبقاً للحالة الأمنية السائدة، وعلى كل فإن تأخر إنفاذ عملية الخفض الثاني للإنتاج حتى الأول من فبراير المقبل قد اعتبره بعض المحللين نوعا من التسوية التي تم التوصل إليها ما بين أولئك الراغبين في تنفيذ خفض سريع في الإنتاج وأولئك اللذين يفضلون الإبقاء على الوضع الراهن· ويقول جيوف باين المحلل في مصرف ايه بي ان آمرو ''إن الدول التي كانت تدفع باتجاه ضرورة خفض الإنتاج هي فنزويلا وإيران والجزائر وإندونيسيا بدعم مباشر من نيجيريا الدولة التي تطلع بمنصب رئاسة المنظمة، والتي كانت ترغب في أن يعتبر الاجتماع ناجحاً بكل المقاييس، وقبل إجراء المحادثات كان وزير النفط السعودي عبر عن قلقه بشأن الزيادة الملحوظة في مخزونات الخام، إلا أن آراءه قد شهدت نوعاً من التحفظ لاحقاً بعد أن كشفت البيانات عن أن هذه المخزونات يتم السحب منها بكميات متسارعة''· ويذكر أن المخزون في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية قد سجلت سحوبات بمقدار 40 مليون برميل يومياً في شهر أكتوبر، فيما اعتبر رقماً قياسياً من قبل وكالة الطاقة الدولية آنذاك· وبالإمكان اعتبار أن قرار الخفض يمثل نوعاً من التسوية، إلا أنه وبشكل مبدئي وفر فرصة جيدة لكلا الطرفين المنتجين والمستهلكين· إذ إن إمكانية واحتمال خفض الإنتاج قد وفرت الدعم اللازم للأسعار حتى بدون مضي منظمة الأوبك في اتخاذ ذلك القرار· وكما برهنت الأحداث لاحقاً فقد كانت هناك حجة للانتظار من أجل تقييم مدى قسوة الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وما ينتج عن ذلك من الطلب على وقود التدفئة، قبل اتخاذ قرار بشأن الموجة الحقيقية لخفض الإنتاج، ولكن عمليتي خفض الإنتاج الأخيرتين قد تضمنتا بدرجة من الإرباك والمرونة في نفس الوقت فيما يتعلق بتنفيذها· فلأول مرة تتم هذه التخفيضات على أساس مستوى الإنتاج الحقيقي وليس بناء على الحصص المقررة لكل دولة، لذا فإن هذه المراجعة الجديدة الخاصة بإدارة السوق قد عمدت إلى إعادة مسألة الحصص - والتي يمكن تجاهلها بارتياح عندما ترتفع الأسعار إلى ما فوق حاجز 80 دولاراً للبرميل - مرة أخرى إلى مقدمة الأجندة، إذ يقول نوريش ''إن مسألة الحصص في منظمة الأوبك باتت تحتاج إلى الاهتمام بدرجة ما وبخاصة مع انضمام أعضاء جدد، وفي ظل التغيير الملحوظ في مستويات الإنتاج في العديد من الدول الأعضاء الأخرى''· ويذكر أن أنجولا أصبحت الدولة الأولى التي انضمت إلى المجموعة في ديسمبر المنصرم منذ انضمام نيجيريا في عام ·1971 وعلى كل لم يتم إلزام هذه الدولة بحصة معينة حتى الآن، كما أنه ليس من المرجح أن تقبل بالالتزام بحد معين من الإنتاج بسبب التطوير الهائل في الحقول الرئيسية والتي تمضي قدماً بشراكة مع كبريات شركات النفط العالمية· وكما يقول باين ''إن هذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى تآكل وضمور مقدرة الأوبك على السيطرة على الإنتاج'' علماً بأن أنجولا تضخ الآن كمية مقدارها 1,4 مليون برميل يومياً، ومن المنتظر أن يقفز هذا الإنتاج إلى مستوى 1,8 مليون برميل بحلول نهاية العام ·2007
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©