محمد عبدالسميع (الشارقة)
نظمت إدارة التراث والشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، أمس، في مكتبة الشارقة العامة، ندوةً بعنوان «الفكر الإنثرولوجي في كتابات الرحالة؛ نماذج من الحضارة الإسلامية». شارك فيها ستة من الباحثين والأكاديميين المتخصصين، وهم: د. رسول محمّد رسول (العراق)، وخالد المعالي (ألمانيا)، ود. عادل الكسادي (اليمن)، د. وأحمد بوغلا (المغرب)، ود. إغناطيوس غوتيرث (إسبانيا)، وإغناثيو فيراندو (إسبانيا).
وقال سعادة محمد عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام إن إدارة التراث بالدائرة حققت انجازات متميزة من خلال الأنشطة التراثية والاجتماعية التي تنظمها سواء داخل الامارات أو خارجها، وكذلك من خلال التفاعل مع المؤسسات الاقليمية والعربية والدولية تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأكد العويس على أهمية الاستمرار والتواصل في هذا الملتقى الريادي في الشارقة والذي يكرس جهود الباحثين لتوثيق أعمال الرحالة المسلمين والتعريف بها.
وقال عبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة: نحتفي في ملتقى التراث هذا العام بالرحلة والرحالة، الذين كان لهم اسهام بارز في الثقافة العربية الإسلامية، يتجلى ذلك من خلال ما تركوه من مخطوطات وكتب ومع التقدم الذي شهده العالم على كافة الأصعدة إلا أن الرحالة لازال لهم دور بارز في هذا السياق، وفي الإمارات تجارب تشمل (أدب الغوص، الرحالة بالمناسبات الوطنية، تجربة الجولة حول العالم وغيرها).
وقد سعت الندوة إلى تحقيق أهداف علمية وثقافية، منها: توثيق دور علماء الإنثرولوجيا المسلمين في إثراء دراسات الحضارة الإسلامية، والتعرف إلى الدور الذي أداه العلماء المسلمون في وضع منطلقات الفكر الإنثرولوجي وريادتهم فيه، وإبراز دور الاستشراق وجهود المستشرقين في مجال الرحلة، وما دونوه من ملاحظات إنثرغرافية عن بعض الشعوب، وتسليط الضوء على ما تقوم به إمارة الشارقة وما تساهم به من أدوار لإبراز معالم الحضارة وموروثها الإنساني في مظاهر نهضتها الحضارية من قيم مادية وثقافية.
وقسمت محاور الندوة ثلاثة محاور: الأول «مفهوم الإنثرولوجيا ــ المصطلح والدلالة والأصول التاريخية»، والثاني «قراءات إنثرولوجية في فكر العلماء والرحالة المسلمين ــ أوراق عمل مختلفة في فكر الإدريسي والمقدسي والمسعودي وابن خلدون والمقريزي وغيرهم»، والثالث «التأصيل العربي والإسلامي للفكر الإسلامي ـ نماذج من دراسات علماء الإنثرولوجيا المحدثين العرب والمستشرقين عن المجتمعات الإسلامية».
وبدأت الجلسة الأولى بمشاركة كل من د. إغناطيوس غوتيرب، د. رسول محمّد رسول، أ.د. أحمد بوغلا.
تناول إغناطيوس في ورقته «أدبيات الرحلة الأندلسية وامتيازها عربياً وإسبانياً»، وجاء فيها: أن مؤلفات الرحالة الأندلسيين تحتل مكانة بارزة في سياق أدبيات الرحلة العربية التي تعتبر بدورها من الروافد الأكثر أهمية لجنس الأدب الرحلوي، وأن شهادات المسافرين العرب شاركت في تكوين رؤية لوقائع تاريخية واجتماعية تخص حضارات أخرى لا تتوافر عنها مصادر أو مراجع غير تلك الانطباعات والاحكام والاوصاف التي دونها الرحالة. وان الرحلة الاندلسية إضافة إلى ما وفرته من انطباعات ومعلومات فهي أيضاً تتغنى بجماليات أسلوبية وإنشائية ترقى بها إلى جنس أدبي رفيع.
أما د. رسول محمد رسول فجاءت ورقته بعنوان «من الإناسة التركية إلى الإناسة السياسية.. قراءة في تجربة المسعودي» مبيناً أن تجربة المؤرخين والرحالة العرب في معاينة الواقع اليومي والممارسة الحياتية والكتابة عنهما اكتسبت اهمية بارزة في تاريخ الأنثروبولوجيا أو علم الإناسة، خصوصاً ما يتعلق بتجربة الرحالة والمؤرخ أبو الحسن المسعودي. الذي وضع منهجية وتوصيفاً للأجناس البشرية، وكذلك توصيفاً للسياسي من منظور إناسي.
وقدم د. أحمد بوغلا ورقة بحثية بعنوان «ثيمات الرحلة الأندلسية وأساليبها»، تناول فيها سياق الأنواع وسردية الرحلة وخصوصيات كل نوع من أنواع الرحلة الأندلسية على مستوى السرد والوصف والمكان والزمان وحضور الآخر.
وفي الجلسة الثانية قدم إغناطيو فيراند ورقة بعنوان «من الخيال إلى الواقع.. رحلة أبي الطاهر السرقسطي، صاحب المقامات اللزومية»، أما خالد المعالي قدم ورقة بعنوان «كتابات إيرابيل إبرهارت.. على الرمال»، وشارك د. عادل الكسادي بورقة عنوانها «دور الرحالة والمستشرقين الأوروبيين في دراسة مجتمعات جنوب الجزيرة نموذج الإمارات ـ من منظور أنثروبولوجي».
وقد أقيم على هامش الندوة معرض «رحلة في الجزيرة العربية» احتوى على مجموعة صور لأهم مؤلفات الرحالة، منهم: جورج أوغست والن، تشارلز دواتي،آن بلنت، إيزابيل إيبرهارت،جون فلبي،المسعودي، الإدريسي.
عدد اليوم
