الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطاع الطيران الخليجي يحلق فوق السحاب

قطاع الطيران الخليجي يحلق فوق السحاب
20 يناير 2007 22:24
إعداد - عدنان عضيمة: جاء في مستهل موضوع الغلاف في مجلة (ميد) التي تصدر اليوم الأحد أن دول الخليج العربي تقوم الآن ببناء أساطيل ضخمة من أحدث وأضخم طائرات النقل التجاري، بالإضافة إلى أضخم المطارات المتخصصة بتشغيلها؛ إلا أن بعض المخاوف بدأت تساور المراقبين من أن يفوق هذا التوسع الكبير الحاجة الحقيقية للمنطقة· ويقول المحلل هيوغ توملينسون في تقريره إن دول الخليج طالما وضعت صناعة الطيران التجاري في أعلى قائمة الصناعات التي يمكنها أن تسهم في تخفيف الأعباء المستقبلية لاعتمادها على النفط كمصدر للثروة· وسارعت هذه الدول إلى ضخ مليارات الدولارات في تمويل مشاريع تشييد البنى التحتية المتقدمة المتعلقة بهذه الصناعة تمهيداً للانطلاق بها إلى آفاق جديدة على المستوى العالمي· وبدأت شركات الطيران الوطنية في الدول الخليجية بزيادة عدد طائرات أساطيلها مدفوعة بتنبؤات مغرقة بالتفاؤل بزيادة الطلب العالمي على هذه الصناعة· وظهرت في الأشهر الأخيرة مخاوف تتعلق بالتساؤل عما إذا كان هذا الطلب المتنامي على النقل الجوي سيتصف بالديمومة· وبدأ المحللون المتخصصون باستقراء واقع وآفاق هذه الصناعة التساؤل عما إذا كانت شركات الخطوط الجوية في دول مجلس التعاون الخليجي التي تضع ثقلاً كبيراً من الاستثمارات في هذه الصناعة غير المأمونة يمكنها أن تعثر على العدد الكافي من المسافرين حتى يتمكنوا من ملء طائراتهم العملاقة ومطاراتهم ذات الاتساع الهائل التي انطلقت مشاريع بنائها على قدم وساق في تلك الدول· وتشير إحصائيات صادرة عن المنظمة العالمية للطيران المدني (إياتا) والمتعلقة بالمدى المتوسط إلى أن مثل هذه التوجهات يمكن تبريرها؛ ويقول برايان بيرس رئيس المحللين الاقتصاديين في إياتا: (من المرجح أن يؤدي توسيع المطارات وأساطيل الطائرات في دول الخليج إلى تغيّر جوهري في هذه الصناعة، إلا أن حجم استثماراتهم فيها تبدو كأنها تتفوق على أعداد المسافرين الذين يمكنهم اجتذابهم إليها)· ويبقى الشرق الأوسط المنطقة الأسرع نمواً في صناعة الطيران، ولقد تفوقت في هذا المجال حتى على دول آسيا الهادي، إلا أن إحصائيات (إياتا) لشهر نوفمبر من عام 2006 أظهرت أنه بالرغم من ارتفاع أعداد المسافرين إلى مستويات قياسية في هذه المنطقة إلا أن سرعة نمو الطاقة الاستيعابية للطائرات فاقت سرعة نمو الطلب على المقاعد للشهر الخامس على التوالي· وارتفعت أعداد المسافرين خلال نوفمبر 2006 بمعدل 18,3% عما كانت عليه في الشهر ذاته من عام ،2005 فيما زادت الطاقة الاستيعابية للطائرات بمعدل 20,1%· وعلى نحو مشابه، زادت حركة الشحن الجوي في نفس الشهر من عام 2006 بمعدل 17,3% ولكنّها بقيت دون الزيادة في طاقة النقل على الطائرات التي ارتفعت بمعدل 21,6% عما كانت عليه في نفس الشهر من عام 2005 بعد أن وضعت منشآت الجديدة قيد التشغيل· وتقدم إحصائيات (إياتا) المزيد من التفاصيل المهمة حول هذا الموضوع، ومن ذلك مثلاً أن أعداد المسافرين الجويين في الشرق الأوسط هبطت بشكل كبير عن الرقم القياسي الذي حققته في فصل الصيف الماضي، حيث بلغت 78,7% من أصل عدد المقاعد الجاهزة للاستخدام في شهر أغسطس، إلا أنها انخفضت إلى 69,2% في شهر أكتوبر قبل أن تستعيد بعض خسائرها لترتفع إلى 70,4% في شهر نوفمبر· ولا شك أن إقلاع الطائرات بأعداد قليلة من المقاعد الفارغة لا يعد مشكلة كبيرة بالنسبة لعمالقة اللاعبين في هذه الصناعة· وشهدت معظم شركات الخطوط الجوية الخليجية معدلات غير مسبوقة من النمو خلال فترة الارتفاع الكبير في أسعار النفط، تمكنت خلالها من تحديث منشآتها وأساطيلها حتى أصبحت تضاهي شركات الطيران العالمية الكبرى· وعلى سبيل المثال سارعت (الإمارات للطيران) إلى وضع خطط طموحة لزيادة الطاقة الاستيعابية من الركاب عندما طلبت 45 طائرة عملاقة جديدة من طراز إيرباص إيه ·380 وينقل تقرير (ميد) عن ناطق باسم شركة طيران الإمارات قوله: (لقد تعلمت طيران الإمارات أن المؤشر الأهم في مسيرتها التنموية لا يعتمد على مستوى الطلب من جانب الزبائن بل على عدد المقاعد التي يمكن للشركة وضعها قيد الخدمة· ونحن نعتقد أنه أصبح للشرق الأوسط بشكل عام، ومنطقة الخليج بشكل خاص حضور متزايد القوة في ميدان النقل الجوي العالمي، بعد أن استثمرت حكوماتها المليارات في تشييد البنى التحتية لاجتذاب زبائن صناعة الشحن الجوي ونقل المسافرين، كما اتخذت الخطوات التي تجعل أسواقها أكثر قدرة على اختراق الأسواق العالمية للمسافرين والاستثمارات المالية)· وأثبتت (طيران الإمارات) أنها صلبة العود بالرغم من المشاكل التي تواجهها مع (إيرباص) بسبب تأخير تسليمها أسطول الطائرات من طراز (إيه 380)· وبدا وكأنها نجحت في المنافسة على الخطوط العالمية البعيدة مثل الخط الذي يربط بين دبي والمملكة المتحدة، وأصبح عدد رحلاتها عليه 13 رحلة في اليوم الواحد متفوقة بذلك حتى على الشركة البريطانية (بريتيش إيرويز)· وهي تقوم أيضاً برحلات يومية إلى نيويورك· وتشهد مطارات المنطقة توسعات كبيرة، حيث تبدو تكاليف تطوير مطار أبوظبي هائلة بعد أن تم رصد مبلغ 6,8 مليار دولار لإنجاز مشاريع تنفيذ المرحلة الأولى من مراحل تطوير مطار أبوظبي، حتى يتمكن من استضافة 20 مليون مسافر سنوياً، فيما يعد مشروع مطار جبل علي الأضخم في المنطقة، والذي ستبلغ طاقته الاستيعابية 120 مليون مسافر سنوياً· ويبدو للخبراء كأن الشركات الخليجية الكبرى تنهج منهجاً متشابهاً في مشاريعها التطورية وخاصة منها طيران الإمارات والاتحاد للطيران والقطرية· ونقل التقرير عن ناطق باسم الاتحاد للطيران قوله: (إننا مستمرون في النمو، ونعتقد أن ظاهرة الأرقام المتصاعدة سوف تستمر)·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©