الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عباءات لمياء عابدين مسكونة بروح لاتينية

عباءات لمياء عابدين مسكونة بروح لاتينية
23 أكتوبر 2014 23:50
بنفحات لاتينية عابقة بالسحر والغموض غلفت المصممة الإماراتية لمياء عابدين مجموعتها الجديدة من العباءات، بحرارة الألوان وروعة المطرزات، مبتكرة باقة متنوعة وزاهية من القطع التي تتسم بالجرأة والخروج عن المألوف. وارتحال لمياء في تشكيلتها الأخيرة إلى أحضان الحضارة المكسيكية، ونهلها من المفردات التراثية لشعوب أميركا اللاتينية، لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة نهج مدروس وفكر مثقّف، فقد أجادت لمياء اختيار مواضيع تشكيلاتها الموسمية من وحي الثقافات التي تؤثر في رصيدها الفني وخيالها الخصب، مضيفة لمسات من روح الشرق، نفذت بقصّات متقنة، لتشكّل أيقونات تشي بموضة مختلفة في مجال تصميم العباية. وضمت لمياء في باقة 2014 باقة غنية من الخامات، ولعبت بها على وتر حرارة الألوان وتنسيقها الجذاب، لترسم لوحات تذكر بفن «الكولاج»، حيث مزجت فيها مجموعة من المشغولات اليدوية، وقطعاً من حياكة «الكورشية» وزعتها بسخاء على العباءات المصنوعة بأقمشة من الحرير والشيفون والدانتيل. واستلهمت أبرز ملامح مجموعتها من أسلوب الرسامة المكسيكية فريدا كاهلو السريالي، عبر تصاميم زاخرة بعبق التراث اللاتيني، وروح الحضارة المكسيكية، آخذة منها عناصر الغنى والدفء في اللّون والملمس لتضفي على كل قطعة هالة من الفن والجمال. فريدا كاهلو، مصدر إلهام المجموعة، رسامة شهيرة ولدت في أحد ضواحي كويوكان في المكسيك عام 1907، وتوفيت عام 1954. أصيبت بشلل الأطفال فتأذت رجلها اليمنى، وخلّف ذلك عوقاً بساقها أثر عليها نفسياً حتى إنها لم ترتدِ الفستان في حياتها إلاّ مع جوارب صوفية حتى في عز الصيف كي تخفي إعاقتها. وتعرضت عام 1925 لحادث سير، ظلت على إثره ممددة على ظهرها عاما كاملا. فوضعت لها والدتها سريراً متنقلاً ومرآة ضخمة في سقف الغرفة، فطلبت كاهلو ريشة وألواناً وأوراقاً، وراحت ترسم صورتها يومياً واكتشفت بذلك شغفها بالفن. وهي لم تدرس الرسم، لكنها تلقّت دروسا فيه، واستطاعت عبر لوحاتها أن تجعل المتلقي يرى الألم حياً، حيث كان الرسم المتنفس الوحيد لآلامها، ويصنف النقاد أعمالها ضمن الاتجاه السوريالي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©