الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلال مداح .. صوت الأرض والحنجرة الذهبية

طلال مداح .. صوت الأرض والحنجرة الذهبية
23 أكتوبر 2014 23:45
(أبوظبي - الاتحاد) أسهم الملحن والمغني طلال بن أحمد جعفر الجابري في تطوير الأغنية السعودية، حيث ولد في مكة أغسطس 1940، وتولى تربيته منذ ولادته زوج خالته علي مداح، فأطلق عليه اسم طلال مداح، وكان صديقه منذ الصغر من هواة ترديد الأغاني المشهورة في ذلك الحين للموسيقار محمد عبد الوهاب، فبدأ يلقن طلال تلك الأغاني، ويشاركه في ترديدها، كما كان والده من المجيدين للعزف على آلتي المدروف والسمسمية، وساعد ذلك في إدخاله مجال الفن، وجعله يعشق هذا اللون ويهواه. حياته الفنية عُرف طلال مداح بألقاب عديدة منذ دخوله عالم الفن، منها «الحنجرة الذهبية، قيثارة الشرق، صوت الأرض، زرياب»، والأخير هو اللقب الذي أطلقه عليه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، إلى جانب «أستاذ الجميع» الذي أطلقه عليه «فنان العرب» محمد عبده، كما قال عنه، إنه فنان الأغنية السعودية الأول. اشتهر طلال فنياً كملحن ومغن بعد فترة الستينيات، حيث غنى خلالها أعمالاً من تلحين كبار، مثل الموسيقار طارق عبد الحكيم، وغازي علي، وفوزي محسون وعبد الله محمد وسراج عمر، محمد عبد الوهاب، كما غنى عدداً من النصوص التي كتبها الأمير بدر بن عبد المحسن، ومن أهم تلك الأعمال في تلك الفترة «زمان الصمت»، و«وعد» من ألحان طلال مداح نفسه. أشعل طلال مسارح القاهرة في السبعينيات رغم وجود أساطير الغناء في العالم العربي، مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، حيث قدم العديد من الأغنيات التي حققت نجاحاً كبيراً وقتها، مثل «مقادير» و«أغراب» و«هلي الجدايل»، وفي بداية الثمانينيات اتجه طلال مداح لطرح الأغاني القصيرة، مثل «أحبك كثر خطوات الثواني» و«زلزيني» و«بسكات»، لكن هذا لم يستمر طويلا، فقد ابتعد عن الساحة الفنية مؤقتاً، وانتقل للعيش في لندن، وكان يتنقل بينها وبين المغرب لمدة 4 سنوات، ولكنه عاد إلى المملكة ليشدو في منتصف الثمانينيات، وتحديدا عام 1985 إلى المكان الذي شهد بزوغه الفني، مدينة الطائف في افتتاح البطولة العربية، وأطرب الحضور بمواله الرائع «زارنا في الظلام..يطلب سترا»، وأدى العديد من الأغنيات الأخرى منها: «العشق» من ألحان رفيق دربه سراج عمر، و«ما عاد لي نفس» و«احرجتني»، من ألحان عبدالرب ادريس، ليحصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية، الذي منحه إياه في ذلك الوقت الملك فهد بن عبد العزيز. قديم متجدد كل ما قدمه طلال خلال فترة التسعينيات، تجديد لأغانيه القديمة في الستينيات والسبعينيات بتسجيل وتوزيع مجدد، أو غنائها على آلة العود كجلسات، مثل «بعد إيه ترسل كتاب، ظالم ولكن، الله يرد خطاك» وغيرها من روائعه القديمة، كما أصدر بعض الألبومات الجديدة، مثل «أنا راجع أشوفك، ذهب، العطر»، الذي عاد فيه للتعاون مع رفيق دربه الملحن سراج عمر، كما رجع تعاون طلال مداح مع بعض الملحنين المصريين، مثل الدكتور إبراهيم رأفت في أغنية «عز اغترابي»، ومع توفيق فريد في عملين هما، «وفقك الله» و«لحظة غضب». معاناة تزوج طلال مداح 3 مرات، الأولى زوجته أم عبد الله تزوجها في الطائف عام 1380ه، وله منها 4 أولاد، و3 بنات أكبرهم عبد الله، أما الثانية أم رشا، فأنجبت له بنتين، والثالثة أم خالد، وأنجبت منه خالد و3 بنات. وفي سنواته الأخيرة عانى طلال مداح انسداد صمامات القلب، وأجرى عملية قسطرة ونصحه الأطباء بالراحة والابتعاد عن التدخين، لكنه استمر في أداء الحفلات والغناء، حتى توفي إثر أزمة قلبية، وهو على مسرح المفتاحة، بعد موجة تصفيق كبيرة، وسقط من على الكرسي، وهو يتهيآ لأداء أغنية «الله يرد خطاك»، وشيعه أكثر من 100 ألف من محبيه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©