الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجراحة ليست الحل الوحيد لالتهاب اللوزتين

الجراحة ليست الحل الوحيد لالتهاب اللوزتين
1 أكتوبر 2015 22:35
خورشيد حرفوش (القاهرة) التهاب اللوزتين من أبرز الأمراض التي تنتشر بين الأطفال، وتعد شكوى شائعة ويندر أن يوجد شخص إلا ويكون قد اشتكى منها مرات عدة خلال طفولته، لاعتبارات فسيولوجية، وأخرى تتعلق بسلوكات الأطفال أنفسهم. وحتى عهد قريب كان كثيرون يعتقدون أنه من الضروري استئصال اللوزتين لأنهما تتسببان في مشاكل صحية للأطفال، وأنه كلما عجل باستئصالهما كانت النتائج أفضل، لكن هناك من يرى أنه من الخطأ أن ننظر إلى المشكلة بهذه النظرة، فاللوزتان وجدتا لوقاية الإنسان من الأمراض، وتعزيز قدرته على مقاومة للجراثيم والفيروسات. وأنه لا يجب أن تستأصل اللوزتان والزوائد الأنفية ما لم تحدث أضراراً ملموسة للطفل. وظيفة أساسية في هذا الإطار، تقول الدكتورة رحاب الشطي، إخصائية الأنف والأذن والحنجرة، بمستشفى الدمرداش بالقاهرة، إن اللوزتين - كما هي الزوائد الأنفية - بصفتهما التشريحية عبارة عن عقدتين لمفاويتين تقعان أعلى الحلق في القسم الخلفي من الفم، ويمكن رؤيتهما عند فتح الفم ووظيفتهما الأصلية أنهما تساعدان في الحالة الطبيعية على تصفية الجراثيم والبكتيريا الضارة، ومنع دخولها للجسم وتسببها في إحداث المرض. لهذا تتعرض اللوزتان للالتهابات بشكل متكرر عند الأطفال، مع البلعوم، وغالباً ما تصاب اللوزتان والبلعوم معاً. وتتابع «اللوزتان والزوائد الأنفية، مماثلتان للغدد الموجودة على جانبي العنق، وتحت الإبطين، ورأس الفخذ، ويلاحظ أن جميع هذه الغدد المذكورة يمكن أن تتضخم وتتورم حين يكون الجزء القريب من أي منها ملتهباً أو مصاباً. وهذا يحدث حين تتولى عملية المكافحة لقتل الجراثيم التي تهاجمها، وتعزيز عملية مقاومة الجسم لها. ومن الطبيعي أن تتضخم اللوزتان بشكل طبيعي وتدريجي حتى يبلغ الطفل التاسعة من عمره، ثم تأخذ بالتقلص». وتضيف «في السابق كان يعتقد أن اللوزتين الكبيرتين نسبيا ينبغي استئصالهما، إلا أن التطور الطبي يؤكد ألا أهمية للحجم، واستئصال اللوزتين أصبح يتم في حدود ضيقة جداً ومحدودة. ولم تعد كثرة تعرض الطفل لالتهابات اللوزتين والرشوحات والسعال والتهابات الأذن والحمى الرماتيزمية وتشنجات بعض أعضاء الجسم سبباً لاستئصال اللوزتين حتى وإن تضخمتا إن كان الطفل يتمتع بصحة جيدة، ولا يصاب بالتهابات الحلق إلا قليلاً. والطبيب المعالج هو الذي يقرر ذلك وفق حالة الطفل الصحية». خلايا لمفاوية وفيما يتعلق بالزوائد الأنفية، تقول الشطي إن الزوائد الأنفية هي كتل من الخلايا الليمفاوية التي تقع خلف الحنك الأملس، عند ملتقى مسالك الأنف والحلق، وعندما تتضخم هذه الزوائد تضخماً كبيراً، فقد تسد المسالك الأنفية للطفل، وتُكره الطفل على أن يتنفس من الفم، وتسبب له الشخير أثناء النوم، وتحول دون نزول المخاط من الأنف بسهولة، الأمر الذي يسبب متاعب بالتنفس، والرشح، والتهابات الجيوب الأنفية، وكل هذه الأعراض كانت تسبب عادة إزالة الزوائد الأنفية، أما الآن فإنها تعالج بنجاح من دون الحاجة إلى جراحة، ولا سيما بعد وجود علاجات خارجية وداخلية لتقليص الخلايا، ووجود مضادات للجراثيم للقضاء على تلك الالتهابات. لكن هناك حالات قد تستدعي استئصال اللوزتين والزوائد الأنفية معاً، وهناك أيضاً حالات تستدعي استئصال الزوائد الأنفية فقط إذا كانت بالفعل تؤثر على عملية التنفس الطبيعي للطفل. وتوضح أنه من المعروف أن الزوائد الأنفية تنمو دائماً إلى حد معين، ويحاول الجسم تكوين خلايا لمقاومة جديدة، حيث كانت اللوزتان موجودتين، وليس في ذلك إلا دليل على أن العملية الجراحية لم تكن ناجحة، أو على أنه لابد من إجرائها من جديد، بل ذلك يعني أن الجسم يريد أن تكون في تلك المنطقة خلايا، ويحاول جاهداً التعويض عنها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©