الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ضربة البداية» تحدد نجاح العام الجامعي

«ضربة البداية» تحدد نجاح العام الجامعي
2 أكتوبر 2015 01:49
أحمد السعداوي (أبوظبي) تخطيط الوقت خلال العام الدراسي والانتظام في البرامج والأنشطة الجامعية المختلفة بما تضمه من أنشطة علمية وترفيهية وتثقيفية، يسهم في تحقيق تكامل شخصية أي شاب، ويكسبه مهارات تيسر له الاستفادة من العام الدراسي على أكمل وجه، ويعيش عاماً دراسياً موفقاًَ، ينعكس على مسيرته التعليمية، وبالتالي على مستقبله، فيستطيع تحقيق آماله وطموحاته، اعتماداً على نجاحاته الدراسية وكم الخبرات التي استفاد منها في حياته الجامعية، قبل الدخول إلى معترك الحياة العملية، وهذا يمكن تحقيقه بسهولة عبر التخطيط الجيد والمواظبة على تأدية المشروعات والخطط الدراسية خلال العام الدراسي بهمّة عالية، وبالتالي يسلك الطلاب طريق النجاح باقتدار. أنشطة مفيدة يقول ياسر عبد الرحمن الحارثي، طالب هندسة كيميائية بالمعهد البترولي بأبوظبي، إن عطلته الصيفية برغم ما بها من أوجه ترفيه كثيرة، إلا أنها لم تخلُ من أنشطة مفيدة، اعتبرها أفضل تأهيل للسير بنجاح في دراسته الجامعية، مشيراً إلى أنه قضى إجازته الصيفية في شركة تكرير الرويس مشاركاً في برنامج لمدة شهرين لإعداد طلاب الهندسة للعمل في شركات البترول. وقابل خلاله الكثير من الأشخاص الجدد من العاملين في مصفاة الرويس واكتسب الكثير من التجارب والمهارات، ثم ذهب في رحلة تعليمية إلى كوريا الجنوبية بهدف الاستفادة من التجربة الكورية في النهضة الاقتصادية السريعة التي قامت بها في السنوات القليلة الماضية. ويضيف أن بداية العام الدراسي تمثل له فرصة لتجديد العزيمة والأهداف، حيث يقوم كل عام بوضع أهداف ساعياً إلى تحقيقها خلال العام الدراسي، مشيراً إلى أنه من المهم أن تكون الأهداف واقعية وطموحة. كما يقوم ببعض الأنشطة الرياضية وبعض من الاستجمام لاستقبال العام الجديد بنفس هادئة ومستعدة للجهد الشاق. وحول تخطيط يومه أثناء الدراسة، يقول إن تحديد ساعات النوم تمثل اهتمامه الأول عند التخطيط ليومي ومن ثم توفير بعض الوقت لممارسة الرياضة، كما يخصص ساعة عمل لكل ساعة دراسية يقضيها في المحاضرات، موضحاً أنه يحاول التعامل مع المواد الدراسية الصعبة التي يقابلها، من خلال بذل قصارى جهده لفهم واستيعاب هذه المواد ومن ثم يصل لقناعة أن الدرجة التي سيحصل عليها لا تهمه، كونه بذل كل ما في وسعه، وهذه الطريقة تخفف عنه الكثير من الضغط وتساعده في تحمل أعباء هذه المواد. جدية تامة أحمد محمد علي السويدي، طالب السنة الرابعة بإحدى جامعات أبوظبي، يقول «ذوو النفوس الطموحة من الشباب يأخذون العام الدراسي بجدية تامة ويستغلون ما تيسر لهم من ظروف وأوقات لبذل مزيد من السعي الدؤوب لصقل مهاراتهم، وزيادة خبراتهم، ورفع الوعي بالذات عبر كثير من الوسائل منها الانضمام، بالإضافة إلى المناشط والبرامج التثقيفية والترفيهية التي تنظمها مختلف الجامعات، وبالتالي يزداد خبرة في الحياة وفي طباع الناس وحتى في ميادين العمل المختلفة». ويؤكد أن بين هؤلاء الشباب المبدعين من يملك موهبة يجب عليه أن يستغلها جيداً بما يزيد من مهاراته وقدراته، ويجعله أكثر إقبالاً على العام الدراسي الجديد وأكثر ثقة في قدراته على استيعاب المواد الدراسية المختلفة التي ربما يواجه صعوبات في التعامل مع بعضها، لافتاً إلى أن من الشباب من خطط في الإجازة أن يقرأ كتبا، في مختلف التخصصات، فقرأ وبنى شخصيته الخاصة من تراكم الخبرات. ويضيف أنه دوماً يحاول الجمع بين الرياضة وصقل موهبته الكتابية بالإضافة إلى عمل بدوام جزئي لحساب إحدى الشركات في الصيف، مع قائمته التي ينجزها من الكتب المتنوعة واستكشافه للعالم والآخر من خلال السفر، وعبر تلك الأنشطة المتنوعة يستعد للعام الدراسي الجديد، الذي يقوم فيه بحركة تنظيمية شاملة، لحياته ليصبح لكل نشاط وقت يلتزم به. وأوضح أنه يبدأ بتنظيم المواد والبحث في نقاط ضعفه واستغلال الأوقات الفائتة التي تكون بين محاضرة وأخرى لقضاء النشاطات الروتينية اليومية أو حل الواجبات وترتيب المقررات. وأن البداية الناجحة برأيه هي السر في التفوق والإنجاز وتجنب الضغوطات. وإذا زاد عدد النشاطات خلال فترة الدراسة يقوم بعمل قائمة لما سيقوم به متضمنة سلم الأولويات ليتجنب كثيراً من الشتات الذي يعانيه الأشخاص غير المنظمين، موضحاً أن الانتظام في البرامج المختلفة التي تتيحها الجامعات هي أفضل ما يستفيد منه الطلاب في هذه الناحية، بحيث تيسر له فرصة لتطبيق ما تعلمه عمليا وفي الوقت ذاته تنمية كثير من المهارات الشخصية والاجتماعية عبر التواصل مع زملائه المشاركين في تلك البرامج والأحداث التي تنظمها الجامعة على مدار العام الدراسي. صعوبة المواد يقول محمد المهري، طالب السنة الثالثة بكلية التقنية العليا بدبي، إن أهم شيء في العام الدراسي الجديد التعامل مع المواد الدراسية التي يراها الطالب معقدة، فكثير من الطلاب يواجهون صعوبة في التعامل مع هذه النوعية من المواد، والإقرار بصعوبة المادة هو بداية الحل، حيث يجب على الطالب أن يقوم بوضع جدول خاص لهذه المادة يتضمن مراجعة مستمرة وبحث في الإنترنت من أمثلة وشروح، ثم التوجه للمدرس، لأن حل المشكلة يكمن في مواجهتها. وحول دور الأسرة، يقول «يجب أن تكون حاضنة لجهد الطالب، فمهمتها الأولى تهيئة الجو الدراسي بلا تنفير الطالب منه، وبهذا تساعده وتحفزه مادياً ونفسياً. وتحاول أن تبعده عن أي اضطرابات في العلاقات الأسرية. وفي النهاية لا بد من رفقة تعين على الدراسة، وتتبادل المساعدة في حل واجب أو في كتابة بحث، كون التعاون موجوداً بالضرورة في كل وظيفة وتعلمه منذ البداية يحضر الطالب لبيئة العمل، كما أن الإنسان اجتماعي بطبعه، فحبذا أن يستثمر هذا الطبع في أشخاص ذوي فائدة وذوي قيمة. خاصة حين تكون علاقته مع أصدقائه في الجامعة قوية، فيقضون الكثير من الوقت في الاستعداد للامتحانات وتبادل النصائح وعمل المشاريع، فالأصدقاء يجعلون الحياة الجامعية سهلة ومريحة ويساعدون أي شاب على التفوق إذا أحسن اختيارهم. أهداف عامة ويقول الدكتور محمود درابسة، عميد شؤون الطلبة بجامعة الشارقة، إن من أهم أهداف الحياة الجامعية بناء شخصية الطالب الجامعي وتعزيز ثقته بنفسه وتعميق الحس الديني والاجتماعي والوطني والإنساني لديه. وهذا يتكون خلال الأنشطة المتعددة اللاصفية التي تقدمها عمادة شؤون الطلبة، ومنها النشاط الرياضي، عبر المجمعات الرياضية في الجامعات ومنها ما هو موجود بجامعة الشارقة واحد للطلاب وآخر للطالبات، حيث تتوافر الإمكانات الكبيرة لممارسة الأنشطة الرياضية واحتكاك الطلاب مع بعضهم البعض، وتعميق الحس الاجتماعي والثقافي بين الطلبة. وقال: «السكن الجامعي ينظم برامج اجتماعية وثقافية تخفف من وطأة الغربة عند الطالب وابتعاده عن أسرته، حيث تعزز برامج السكن الجامعي قدرة الطالب على الاعتماد على الذات والقدرة على تحمل المسؤولية، كذلك هناك مكتب التوجيه الوظيفي وتدريب الطلبة، حيث يقوم المكتب بعمل ورش تدريبية لتأهيل الطلبة لمرحلة الحياة العملية وكذلك توفير التدريب العملي للطلبة داخل الدولة وخارجها لإكسابهم المهارات والخبرات التي تعزز قدرتهم التنافسية في سوق العمل». تكامل الأنشطة اللاصفية لا تتعارض مع التميز العلمي بل تساعد على خلق روح المسؤولية والدافعية لدى الطالب للإبداع والتميز، وبالتالي ينهي عامه الدراسي بنجاح وتفوق، ومن ثم يصبح قادراً على أن يشغل مكانه في المجتمع بنجاح واقتدار حينما ينتهي من شهادته الجامعية، وقد اكتسب منها أكبر كم من المنافع والمهارات والخبرات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©