الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

23 بحثاً تناولت قضايا الخليج الثقافية والتاريخية

23 بحثاً تناولت قضايا الخليج الثقافية والتاريخية
11 مارس 2009 23:25
تنوعت بحوث الملتقى العلمي العاشر لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحظي الخليج كوحدة سياسية وتاريخية واجتماعية بعدة بحوث في الملتقى، في حين حظيت كل دولة على حدة بعدد من الدراسات، هنا تفاصيل بعض البحوث التي ناقشها الملتقى والتي بلغت (23) بحثاً تتناول قضايا الآثار والتراث التقليدي والتاريخ بمختلف عصوره القديمة والإسلامية والحديثة والمعاصرة، علاوة على تقارير حفريات التنقيب عن الآثار في دول مجلس التعاون· كان نصيب الخليج، وإن كانت جميع البحوث في النهاية، تتعلق بالخليج ثلاثة بحوث أولها: ''صناعة آلات الحرب وتجارتها في منطقة الخليج في صدر الإسلام وعصر الدولة الأموية'' للدكتور سيف بن شاهين بن خلف المريخي الذي يذكر أن صناعة آلات الحرب استحوذت على اهتمام العرب منذ عصر الجاهلية، فازدهرت تجارتها وتعددت مراكزها وتنوع إنتاجها· وكانت منطقة الخليج تعد في صدر الإسلام وعصر الدولة الأموية من أهم مناطق إنتاج آلات الحرب وتصديرها إلى أرجاء الجزيرة العربية وغيرها من البلدان المجاورة· وكانت مضرب الأمثال في الجودة والإتقان في الصنع منها على سبيل المثال الرماح الخطية والرماح الرُدينيَّة والرماح السمهرية والسيوف البصرية· أما قطــر فكانت تشتهر بتربية وإنتاج الإبل القوية السريعة الخفيفة التي تسمى بالقطريات· أما البحث الثاني فكان عن ''علاقة البرتغاليين بالقبائل العربية في الخليج'' للباحث محمد بن حميد السلمان الذي أبرز أن هذا التعامل لم يكن سهلاً، على الرغم من تأسيس علاقة جيدة مع بعض تلك القبائل أول الأمر، خصوصاً التي كانت تجاور حدود البصرة، طبقاً للمصادر البرتغالية، ولم يخل الأمر من التدخل المباشر في النزاعات والصراعات التي كانت تحدث، وتأثير مجمل تلك العلاقات على وجود البرتغاليين في الخليج في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين· أما البحث الثالث فاهتم بالوثائق العائلية وأهميتها في تاريخ منطقة الخليج، من خلال قيام الباحث عبد العزيز بن إبراهيم العُمري، بدراسة مجموعة خاصة من الوثائق قاربت الخمسمائة وثيقة عائلية خاصة يتراوح قدمها ما بين الثلاثمائة سنة والمائة سنة· وجاء البحث الرابع تحت عنوان: أمن الخليج في سبعينيات القرن العشرين للباحثة أمل بنت إبراهيم الزياني، تطرقت فيه لمفاهيم الأمن وتطوراته، والمفاهيم السائدة عن الأمن في تلك الحقبة، واستناداً إلى الأحداث آنذاك تعرض البحث إلى مختلف المحاور والمواقف إقليمية أم دولية، وما ترتب عليها من ترتيبات كان سببها الظاهر انسحاب بريطانيا من المنطقة وتنامي فكرة (الفراغ)· وكان أبرز تلك الترتيبات استقلال دول الخليج عن بريطانيا، ولكن الباحثة تركت سؤالاً مفاده: هل تحقق الأمن الفعلي للمنطقة؟ عُمان وعِمارتها ركز الباحث العماني علي بن راشد المديلوي في بحثه ''شواهد العمارة الدينية في عُمان خلال فترة الألف الثالث قبل الميلاد'' على ربط الشواهد المعمارية التي خلفها لنا المجتمع العماني القديم بالتطورات الاجتماعية والاقتصادية التي مر بها المجتمع· ولفت إلى صعوبة استقراء الآثار والمخلفات التي تركها لنا الإنسان العماني القديم كي تعين الباحث في وضع تصور عام لديانة المجتمع قديماً، فلم يعثر على كتابات تبين المعتقد السائد لديهم، ولم يكشف عن معابد شاخصة تدل على تطور المفهوم الديني لدى هؤلاء، وحاول قدر استطاعته تسليط الضوء على أنماط العمارة الدينية القديمة التي خلّفها لنا الإنسان العماني القديم، وبيان طرق وعادات الدفن بالإضافة إلى طقوس وتقاليد تجهيز الميت· كما رصد بعض بعض التأثيرات الدينية التي اكتسبها المجتمع من خلال احتكاكه بالمراكز الحضارية المجاورة كبلاد الرافدين وعيلام ووادي السند· وكان لعمان بحث آخر تناول دور العمانيين الريادي في البحرية الإسلامية، وفيه بين الباحث سعيد بن محمد الغيلاني مكانة إقليم عمان الذي كان مركزا بحريا مهماً، إذ من سواحله انطلقت السفن العمانية تجوب البحار والمحيطات محمّلة بمنتجات وموارد عمان الصناعية والزراعية والحيوانية ثم تعود إلى الإقليم بصنوف من السلع والبضائع في تبادل تجاري كبير منتظم جعل منها إحدى أهم المحطات التجارية على امتداد فترة غير قصيرة من عمر الزمان· ويورد الباحث: يسجل التاريخ أن بداية البحرية الإسلامية كانت أيضا من إقليم عمان، عندما انطلقت أول حملة بحرية إسلامية من ميناء جلفار سنة 16هـ متجهة من الساحل الغربي للخليج إلى ساحله الشرقي، ويذكر أن هذه الحملة البحرية اشتبكت مع القوات الفارسية حول جزيرة قشم ودارت هناك أول معركة بحرية إسلامية انتصر فيها الجيش المسلم على الجيش الفارسي · دلمون وأخَواتها أما الباحث البحريني الدكتور عبدالعزيز علي صويلح فاتجه نحو حضارة ديلمون ليقرأ دلالاتها من خلال الاكتشافات الأثرية، مستفيداً مما تقدمه للمؤرخ من معلومات تحرضه على إعادة النظر في المعلومات التاريخية السابقة، من دون أن يعني ذلك قطعية صدقها أو صحتها المطلقة· وهكذا، طرح الباحث إلى جانب هاجسه الرئيس والعلني، قضايا ضمنية أخرى لا تقل أهمية عن موضوع اهتمامه الأول· وبعض هذه القضايا ما يزال يثير جدلا كبيراً في أوساط المهتمين بالعلوم الإنسانية، فإذا كانت القضية الكبرى بالنسبة للبحث الحالي؛ هي رصد الإضافات المعرفية التاريخية التي أتت بها أعمال التنقيبات الأثرية في مملكة البحرين حول حضارة دلمون والتي مورست خلال نصف قرن على أرض مملكة البحرين، أو تصحيح المعرفة التاريخية السابقة· وخلص إلى أن العناصر المعرفية الجديدة التي أتت بها فرق الآثار المختلفة - بغض النظر عن نوعها وكمها وعمقها - هي إحدى الإضافات الضرورية لاستكمال كتابة تاريخ مملكة البحرين الحقيقي خلال فترة حضارة ديلمون· إلى دلمون أيضاً ذهب الباحث البحريني محمد رضا إبراهيم معراج ليرصد تطور صناعة الأختام الديلمونية ومواضيعها، مشيراً إلى أنها تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في حالة تعذر الكشف عن الكتابات والنصوص المسمارية التي توثق تاريخ مرحلة زمنية معينة، مؤكداً أن اكتشاف الأختام الدلمونية في المناطق الأخرى النائية مثل بلاد ما بين النهرين وبلاد وادي السند يعتبر دليلا ماديا على سعة انتشار حضارة دلمون وطبيعة الاتصال الحضاري مع الثقافات الأخرى من خلال العلاقات التجارية· وللبحرين بحث ثالث أيضاً تمثل في بحث ''الدلالات التاريخية لمراسلات ووفادة أهل البحرين على النبي صلى الله عليه وسلم'' للباحث صالح احمد الضويحي الذي تناولها من النواحي السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية، مفسراً مدلولاتها المختلفة· دراسات سعودية ومن دلمون إلى موقع دادان الأثري (الخريبة) في المملكة العربية السعودية، كان للمملكة نصيب الأسد في بحوث الملتقى، ومن بينها بحث الباحث عبد الناصر بن عبد الرحمن الزهراني عن الموقع يبرز تلف الكثير من مواد بنائه (أحجار، مونه، ملاط) والمتمثلة في عمليات الانفصال والتفتت والشروخ والتكلسات وغيرها، مما يؤشر على ضعف البنية الداخلية لمثل هذه المواد· وبعد عرض تفصيلي للفحوص والتحاليل التي جرت الاستعانة بها يخلص إلى توصية بعمل دراسة علمية وعملية لاختبار عدد من المواد المختصة بتقوية البنية الداخلية للأحجار بشكل عام وللأحجار الرملية بشكل خاص لانتقاء أفضلها وتطبيقه على عينات من موقع حفائر دادان· وما زلنا في المملكة العربية السعودية، حيث يرصد الباحث مسفر بن سعد الخثعمي تطور الفكر الديني في منطقة عسير في ضوء المدونات التاريخية والمخلفات الآثارية، ويعالج موضوع المعتقدات الدينية بهدف إلقاء الضوء على أبعاد الحياة الدينية لدى قدامى المنطقة، بما ضمته من أسماء المعبودات المتنوعة ونعوتها ورموزها، والتعرف على طقوسها وممارساتها الدينية المختلفة، وطبقة رجال الدين ووظائفهم· ويعتمد البحث في منهجه على الأدلة المادية أي الأدلة الأثرية المتمثلة في النصوص النقشية، والرسوم الصخرية، التي تنتشر في مختلف نواحي المنطقة، من خلال التعرف على مضامينها، وما ترمز إليه من المعتقدات الدينية المختلفة، فضلاً عن اللقى التي تم العثور عليها في مواقع المستوطنات البشرية، يضاف إلى ذلك كله المدونات التاريخية عربية كانت أم أجنبية· وفي دراسة ثالثة عن المملكة العربية السعودية يتتبع الباحث محمد بن فارس الجميل علاقة النبي صلى الله عليه وسلم واليهود في شمال الحجاز، بغية الوصول إلى معرفة الأسباب التي دفعت برسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' إلى الزحف نحو المستوطنات اليهودية وإخضاعها تحت سلطته· محاريب مكة وعقودها المعمارية في القرن الثالث الهجري أو التاسع الميلادي كانت موضوع البحث الرابع المتعلق بالمملكة العربية السعودية، وفيه حاول الباحث أحمد بن عمر الزيلعي من خلال النقوش الشاهدية أن يرسم صورة تقريبية لما كانت عليه أشكال العقود والمحاريب المكية في تلك الفترة التي لا نعرف فيها شيئاً عن طابع العمارة الإسلامية في الحرم المكي بسبب التوسعات والإصلاحات المستمرة التي شهدها عبر العصور· وقد ناقشت جلسات الملتقى بحوثاً أخرى تتعلق بالمملكة منها: هجرة بني حنيفة إلى خارج اليمامة في القرن الثالث الهجري للباحث عبدالله بن محمد السيف، و مكة المكرمة من خلال رحلة ابن المجاور تأريخ المستبصر للباحث نواف بن عبد العزيز الجحمه، و المواد التاريخية في كتاب: عادات وتقاليد عرب الرولة الذي ألفه البروفسور الرحالة ألويس موسيل، للباحث عبدالله بن علي الزيدان، و قبيلة آل مُرّة هل هم من بقايا عبد القيس؟ للباحث عبدالخالق بن عبدالجليل الجنبي، و الملك سعود في كتاب بنو ميشان - باريس 1960م للباحثة الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز· 3 بحوث عن الإمارات في الملتقى وجلسة اخرى من جلسات الملتقى لم تغب البحوث الخاصة بالدولة عن وقائع الملتقى، حيث ضم ثلاثة بحوث تخص الإمارات أولها بعنوان دور المملكة العربية السعودية في قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة للباحث سيف بن محمد البدواوي وفيه درس البدواوي تاريخ العلاقات الإماراتية السعودية خلال فترة قيام الاتحاد (1966-1974) مركزاً على دور المملكة في الدفع بعجلة الاتحاد التي واجهت عدة عقبات قبيل،1971 والجهود التي بذلتها في إنجاز هذا الحلم، حيث قامت المملكة العربية السعودية بتمويل رصف طريق دبي -رأس الخيمة والطرق الأخرى المتفرعة منه، وذلك بين عامَي 1967 و،1969 بالإضافة إلى جهود الملك فيصل خلال فترة مناقشات الاتحاد وحثّ الحكام على الوحدة وعدم التأخر في ذلك· وتشكيل اللجنة السعودية ـ الكويتية لحل إشكالية الاتحاد التساعي، وزيارة الإمارات التسع في محاولة لتقريب وجهات النظر وتذليل العقبات· وجهود بعض الشخصيات السعودية الفعالة في قيام الاتحاد، واعتراف المملكة بدولة الإمارات العربية المتحدة· أما البحث الثاني فكان بعنوان ''العلاقات البريطانية الإماراتية: النظام القضائي في أبوظبي'' وهي دراسة وثائقية للباحث عبدالله بن سراج منسى، اعتمد فيها على الوثائق البريطانية المنشورة بين عام 1935 و1960م، وتتبع خلالها جذور نشأة النظام القضائي منذ عام 1935م عندما بدأت الحكومة البريطانية التفكير في فرض النظام القضائي البريطاني على إمارت الساحل· وفي نهاية خمسينيات القرن الماضي؛ طالب المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ شخبوط بن سلطان حاكم أبوظبي بتعديل جذري للسلطة القضائية البريطانية في بلاده· وقد ماطله البريطانيون كثيراً في ذلك عبر: ؟ التنازل الكامل له عن مقاضاة مجموعات كثيرة من الرعايا (رعايا جميع الدول الإسلامية ما عدا باكستان) في مقابل إنشاء محكمة مشتركة· ؟ تقوم هذه المحكمة المشتركة بمحاكمة الحالات المختلطة والحالات الجنائية للرعايا الخاضعين للسلطة القضائية البريطانية في أبوظبي· وكان البريطانيون على قناعة تامة بأنه لم يحن الوقت بعد للاستجابة الكاملة لطلب الشيخ شخبوط؛ ولذا فكروا في دعوته لزيارة لندن بغرض عرض التنازلات التي يمكن لحكومة بريطانيا القيام بها كخطوة تكتيكية لكسب وده· واشترط البريطانيون إنفاذ تلك التنازلات بعد إنشائه نظاماً قانونياً يناسب الاضطلاع بالواجبات الجديدة· وعندما وافق الشيخ شخبوط على مقترحات حكومة صاحبة الجلالة المتعلقة بطلبه تنازلهم عن السلطة القضائية ببلاده؛ بدأ البريطانيون في إنفاذ تعهداتهم· وكان البحث الثالث بعنوان: ''قراءة في مخطوطة الفوائد في تاريخ الإمارات والأوابد لـمحمد بن سعيد بن غباش'' ألقته الباحثة عزة بنت عبد الرحيم شاهين، وهي مخطوطة مهمة على قلة صفحاتها، نظراً لقلة وجود مدونات ومخطوطات للأحداث والأوضاع والناس والقبائل والأحساب والأنساب عند الجيل القديم من أهل الإمارات كما تقول الباحثة· وقد قسّم المؤلف محمد بن سعيد بن غباش مخطوطته ''مخطوطة الفوائد في تاريخ الإمارات والأوابد'' إلى سبع فوائد تعرضت الدراسة إلى كل فائدة منها بالتفصيل، للتعرف على أحساب وأنساب قبائل الإمارات وبعض أحداث التاريخ فيها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©