الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المسنون».. قلوب تبحث عن السعادة

«المسنون».. قلوب تبحث عن السعادة
10 مارس 2016 13:10
موزة خميس (دبي) فئة كبار السن من ضمن أولويات الدولة في مجال الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية، كما أن الاعتراف بفضلهم مسؤولية مجتمعية، نظراً لما قدموه لأبنائهم من تضحيات وخدمات أوصلتهم ليكونوا قادة اليوم، لكن البعض يعاني الإهمال والجحود. تقول مريم القطري، مدير دار رعاية المسنين بإمارة الشارقة، مدير قطاع شؤون الرعاية والحماية بالدار: إن «الكبار ليسوا فقط من يربي، وإنما هم يعلمون من حولهم، من تجاربهم، ومن ذكرياتهم نستقي مواقف، ومن أفواههم تخرج الحكم والمواعظ وأيضاً الدعاء لمن حولهم من الأبناء والأحفاد، ولذلك فإن الجلوس معهم وحولهم متعة». وتضيف «نلاحظ من خلال وجودنا معهم في دار رعاية المسنين، عندما يتحدثون عن ذكرياتهم، أنهم كانوا ملوكاً على بيوتهم وعائلاتهم، ويبتسمون أو يبكون عندما يتذكرون الأصدقاء والأماكن، ولذلك نعمل على توفير كل ما يمكن أن يدخل السعادة إلى قلوبهم». وبالنسبة لمن لديهم كبار سن في البيت، تقول: «علينا أن نتذكر معهم المواقف الجميلة التي حدثت، وحتى إن كان أحدهم قاسياً على أحد الأبناء، من الأفضل أن يتذكر معه الموقف، ويخبر والده أو والدته أن ذلك الموقف صنع منه إنساناً ناجحاً، فربما كان ذلك الأب يشعر بأسف من ذلك الموقف ولا يستطيع أن يبوح». وتتابع القطري: أنه « من المهم مراعاة مشاعرهم، فحين يقدم أحد الوالدين هدية رخيصة، وربما غير مقبولة من الابن، علينا أن نعبر لهم عن فرحتنا، وأنها جاءت في الوقت المناسب، فهما يحبان أن يدخل عليهم أبناؤهم بشيء ربما يكون متوافراً، ولكن مشاهدة ابنتهم أو ابنهم وهو يدخل بهدية، تعيد للوالدين ذكرياتهما عندما كانا يقدمان الهدايا أو المستلزمات، حتى وإن كانت هدية بسيطة كعلبة تمر أو كيس من الخبز». وبالنسبة لمركز الرعاية، تقول: إنه تم وضع برنامج حافل بالنشاطات داخل الدار وخارجها، كي لا يشعر المسن أنه في عزلة عن العالم الذي كان يعيش فيه، ومن بين الأنشطة إخراجهم إلى فناء الدار والحديقة التابعة له، ومشاهدة الفعاليات التي تقام في الإمارة، إلى جانب الرحلات إلى مختلف أنحاء الدولة للفئة القادرة. جانبان مهمان وتقول مريم الحمادي، مدير إدارة كبار السن في هيئة تنمية المجتمع بدبي: إن «سعادة كبار السن يحددها كبير السن نفسه، لذلك عند سؤالهم عما يسعدهم استنتجنا جانبين مهمين أولهما العلاقات الاجتماعية، فوجود الأشخاص بالقرب من كبير السن، سواء العائلة أو الأصدقاء، وتبادل الأحاديث معه يشعره بالأهمية واستمرارية محبة الأشخاص له، ومن جانب آخر تلبية احتياجاته، فكبير السن بحاجه إلى شخص يلبي له احتياجاته اليومية كذهابه لمواعيد المستشفيات وإنهاء معاملاته، وشراء احتياجاته»، مشيرة إلى أن هيئة تنمية المجتمع وضعت مبادرة لعام 2016 لتوعية طلبة المدارس، بأهمية توطيد العلاقة مع الآباء والأجداد، وصولاً لخلق علاقة بينهم أساسها الاحترام والتقدير، وإيجاد الوقت للاستماع لهم والاستفادة من خبراتهم وتلبية احتياجاتهم. وتؤكد أنهم «ذخر للمجتمع، فتجاربهم وخبراتهم لها تأثير كبير في تطوير المجتمع وصقل عقول شبابه، وتقوية الرابط بين الأفراد والوطن والالتزام بهويتنا الوطنية». رفقة ممتعة تقول أم سلطان سالم (ربة منزل): «يستحيل أن أترك أحد الوالدين في رعاية أحد آخر، حتى لو كانا بحاجة لرعاية صحية، لأن من أسباب سعادة الوالدين أن يكونا في منزلهما، وأن يتمتعا بكل وسائل الراحة، ولذلك أقوم بالذهاب بهما لموعد الطبيب»، مضيفة «أقضي وقتاً ممتعاً برفقتهما، كما أني أتصل بأي شخص من أصدقائهما، وأتيح لهما الفرصة للدردشة، وفي بعض الأحيان أقوم بزيارة أحد المسنين من أصدقاء الماضي، لأنه لا يستخدم الهاتف، وأنقل لهما الأخبار والسلام». وتوضح: «داخل الأسرة نحرص على التناوب في الجلوس معهما في حال انشغال البقية في شؤونهم الخاصة، المهم ألا نتركهما، فهما بركة بيتنا وحياتنا، ويكفيني الجلوس والنظر إلى وجهيهما وهما يتحدثان، فإن ذلك يدخل السعادة لقلبي ويدفعني للمزيد من العطاء»، مؤكدة: «لن أوفيهما حقهما، نظراً لما ضحيا به من أجلي منذ كنت صغيرة، وحتى أصبحت ربة أسرة». عربون محبة تقول ديمة سيف «عندما أصبح والدي غير قادر على قيادة السيارة شجعته على أن يوظف سائقاً ليتنقل بحريته ولا يكون مرهوناً بظروفنا»، مشيرة إلى أنها جعلت لهما مبلغاً شهرياً عربون محبة وبر، وفي كل مرة أضع ذلك المبلغ في كفيهما أسمع تلك الأدعية التي أنا بأمس الحاجة لها. وتوضح «هما ليسا بحاجة إلى تلك النقود ولكن هي لتطييب الخاطر». وتتابع «أعمل على أن أخرج معهما في جولة أقود السيارة خلالها السيارة، لأستمتع بقربي منهما، وعندما أذهب إلى دوامي صباحاً فإني لا بد أن أصبح عليهما، ويكفيني أن اسمع دعاء أمي، وأتفقد حاجتهما قبل الخروج للعمل، وبالنسبة لاحتياجات المنزل أو المطبخ نتحدث عن ذلك يومياً وفي الفترة التي تسبق المغرب، حتى نوفر ما يحتاجونه، فربما يرغبون في شيء غير متوافر في المنزل، كما أننا نخطط دوماً لرحلات ليستمعا بالجلوس مع كل أفراد الأسرة والأحفاد في مكان واحد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©