الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإمارات وتركمانستان .. علاقات اقتصادية متميزة وآفاق واسعة للاستثمارات المشتركة

الإمارات وتركمانستان .. علاقات اقتصادية متميزة وآفاق واسعة للاستثمارات المشتركة
23 أكتوبر 2014 23:05
أبوظبي (الاتحاد) بلغ عدد الشركات التركمانية التي يستثمر فيها رأس مال إماراتي أكثر من 50 شركة، في الوقت الذي تقوم به العديد من الشركات بعملية تسجيل حالياً، مما سيضاعف هذا الرقم خلال الفترة القريبة المقبلة وفقاً لتقرير للسفارة التركمانية بالدولة. واكد التقرير انه نتيجة للجهود المشتركة التي تبذلها كل من تركمانستان والإمارات تعززت العلاقات الاقتصادية بين البلدين لتصبح الإمارات خامس أكبر شريك تجاري مع تركمانستان، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في المواد غير الهيدروكربونية مليار دولار. وتتعزز العلاقات المشتركة بشكل وطيد منذ استقلال تركمانستان في العام 1991، حيث يحتفل شعب تركمانستان بالذكرى الثالثة والعشرين لاستقلال بلاده في اليوم السابع والعشرين من شهر أكتوبر من كل عام. وتمتلك الإمارات ظروفاً ممتازة لمجتمع أعمال تركمانستان، فالعديد من الاستثمارات والشركات التركمانية تدار بنجاح من خلال مكاتبها في مختلف إمارات الدولة. وتتعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين بوجود رغبة قوية لدى اتحادات الأعمال في كلا الجانبين للتعاون والشراكة، يساعدها بذلك توفر رحلات طيران شبه يومية تقريباً، حيث تدير تركمانستان خمس رحلات ركاب ورحلة شحن أسبوعياً، وتقدم فلاي دبي خمس رحلات أسبوعياً، وتعمل هذه الرحلات بقدرتها الاستيعابية الكاملة. وتعلو سمعة تركمانستان في العالم بشكل لافت، وما يدلل على ذلك إنجازات البلد في قطاعات التعليم والاقتصاد والثقافة والرياضة، وتطوير علاقات التعاون بين تركمانستان وبلدان العالم في مختلف الاتجاهات، نتيجة سياسة «الابواب المفتوحة» لتوسيع علاقات الصداقة مع دول العالم المتقدم. ونتيجة للإصلاح التدريجي خلال فترة الثالث والعشرين عاماً الماضية منذ الاستقلال، تعزز الوضع الاقتصادي للبلاد بصورة ملحوظة، فقد تم خلال تلك الفترة، حيث تم العمل على تنمية مجالات الأمن الغذائي وإيجاد هياكل الإدارة العامة المتكاملة، كما تم تأسيس آلاف الشركات والجامعات والمسارح والمدارس والمستشفيات ورياض الأطفال ومشاريع الإسكان وغيرها من المنجزات، كما أن شعب في تركمانستان أصبح ينعم منذ فترة طويلة بخدمات مجانية في مجالات الغاز والكهرباء والماء، بالإضافة إلى الإسكان بأجور رمزية فضلاً عن انخفاض أسعار الخبز وخدمات المرافق العامة. وتحتل تركمانستان موقعاً مرموقاً في نظام الطاقة العالمي بصفتها إحدى الدول الرئيسية المنتجة للنفط والغاز، وفي هذا السياق تتخذ الدولة موقعاً يتسم بدرجة عالية من الشعور بالمسؤولية لأجل تطوير التعاون الدولي على أساس خدمة مصالحها الوطنية وتلبية احتياجات شركائها العالميين، وعليه فإن سياستها في هذا الصدد استهدفت تنويع إمدادات المواد الكربوهيدراتية / الهايدروكربورنية لضمان أمن الطاقة. وتولي تركمانستان اهتماماً بالغاً بالسياحة، ففي عام 2007 أطلقت الدولة مشروعاً ضخماً تحت مسمى «أفازا» لإنشاء مرافق سياحة في منطقة بحر القزوين، التي تعد من أكبر مناطق السياحة والترويح على مستوى العالم، وتعمل بها حالياً شركات من عشرين دولة، بما في ذلك شركة إمارتية «دراجون أويل». وقد حرصت تركمانستان على أن تلعب دور الشريك السياسي والاقتصادي الذي يمكن الاعتماد عليه والوثوق به، وذلك وفقاً لفهم واضح للارتباط بين المشاريع الاستثمارية الضخمة وأمن المنطقة واستقرارها، وقد تجسد ذلك في المقام الأول في الإدارة السياسية لقيادة الدولة وإدراكها للأهمية القصوى للسياسة الاستثمارية الناجحة ودورها في تحديث الدولة والارتقاء بها. ولكي تكون الدولة جاذبة للاستثمارات لا بد من توافر عوامل من قبيل الاستقرار السياسي المستدام والنمو الاقتصادي المضطرد وأسعار صرف العملة المجزية، فضلاً عن وجود قاعدة صلبة من الموارد اللازمة، وقد توفرت جميع هذه العناصر في عشق أباد لإيجاد بيئة مريحة للمستثمرين، من حيث السكن والعمل، كما تم توفير ذلك في المدن الأخرى التي تشهد تحديثاً مستمراً لمشاريع البنى التحتية المتقدمة بما في ذلك الفنادق الفخمة ووسائل الاتصالات الحديثة والشوارع الجديدة وسبل النقل والمراكز الطبية. كما تشهد تركمانستان تطويراً لأطرها القانونية في مجالات النشاط الاقتصادي الخارجي ففي هذا السياق تم سن عدد من القوانين وتطوير العديد منها بمشاركة مباشرة من قبل برامج العون الدولي المطروحة من قبل الاتحاد الأوروبي. وتكفل الدولة حرية مزاولة النشاط الاقتصادي من قبل جميع الشركات والمؤسسات المختصة والمهتمة، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية في تركمانستان وعلى أساس بعيد المدى. كما أن الدولة تتكفل أيضاً بحماية مصالح المستثمرين الأجانب الذين توفر لهم الدولة الظروف الملائمة لكي يمارسوا نشاطهم الاستثماري وذلك بمعاملة حقوق الملكية للمستثمرين الأجانب على قدم المساواة مع المستثمرين المحليين، بالإضافة إلى أنظمة الضرائب والجمارك التفضيلية. ومنذ استقلال تركمانستان نشأت علاقات ودية بينها وبين دولة الإمارات تميزت بالثقة المتبادلة والنجاح الذي يظهر علاقة الصداقة والتفاهم العميق بين البلدين. وتستمد العلاقات العريضة بين الدولتين قوتها من التفاعل المتبادل منذ قرون، إذ توجد مجموعةٌ واسعةٌ من القواسم المشتركة بينهما في الثقافة والدين والتجارة وتبادل الخبرات والتاريخ، وتمتلك الدولتان قاعدة قوية في قطاع المواد الهيدروكربونية، وتقوم شركة (دراجون أويل) الإماراتية بعملها في تركمانستان منذ عام 1999 واستثمرت ما يقرب من (2) مليار حتى الآن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©