الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلام الشرق الأوسط والشراكة المطلوبة

16 فبراير 2010 20:20
مع وجود هذا الاضطراب الذي يحيط بالدبلوماسية وعملية السلام في الشرق الأوسط، أصبح من الأكثر إلحاحاً من أي وقت مضى أن يتوحّد المجتمع المدني حول الواقع الواضح، بأنه لا يمكن لحل ينهي النزاع أن يتحقق إلا من خلال إيجاد دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل بأمن وسلام. أصبح "حل الدولتين" سياسة رسمية أميركية إبان إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، ويُنظر اليوم إليه على أنه أولوية أمنية وطنية في إدارة أوباما. وقد تم تبنيه دولياً من قبل الأمم المتحدة واللجنة الرباعية للشرق الأوسط ومنظمة التحرير الفلسطينية وجامعة الدول العربية، ومن قبل حكومات إسرائيلية متعاقبة. وقد أصبح "حل الدولتين" الآن يحدد جميع نواحي التفكير الأميركي عند التعامل مع الموضوع، بما فيه مواقف غالبية المنظمات الأميركية العربية واليهودية. ولا يعارض هذه السياسة في المنطقة سوى المتطرفين من حركة "حماس" و"حزب الله"، والمتطرفين الأيديولوجيين في اليمين الإسرائيلي. وفي الغرب، تقتصر المعارضة على الناشطين على أقصى التخوم السياسية اليمينية واليسارية. إلا أن الكثير من سياساتنا لم تتناغم بعد مع هذا الإجماع على السياسة. من الناحية الإيجابية، شهدت الشهور الأخيرة إجماعاً لم يسبق له مثيل بين إدارة الرئيس أوباما والكونجرس. صرح أنصار إسرائيل القدامى في الكونجرس بوضوح أن حل الدولتين يخدم المصالح الاستراتيجية الأميركية والإسرائيلية، وقد قاموا بالتالي بدعم جهود الإدارة المبكرة لإرساء قواعد محادثات سلام متجددة ولبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية. من ناحية أخرى، تستمر التوجهات القديمة بوجود رابح وخاسر، والتي ينظر فيها إلى فوز أحد الطرفين على أنه خسارة لا محالة للطرف الآخر، ويتم بذل المزيد من الطاقة على تحقيق نقاط في الجدل بدلاً من التوصل إلى حلول، تستمر بالهيمنة على العلاقة بين الحكومتين الفلسطينية والإسرائيلية، وكذلك بين الجاليتين العربية واليهودية ومنظماتهما في أميركا. ويقع التنافس بين الأهداف المذكورة والسلوك الفعلي في قلب الصعوبات التي تواجه جهود الإدارة في حل هذا النزاع، ويجب التغلب عليها. ورغم تصريحهم بهدف مشترك، فإن الجاليات العربية واليهودية التي تعيش داخل الولايات المتحدة، تجنبت حتى الآن إيجاد دينامية تعاونية. لم يتأسس التعاون بين الجاليات إلا بين جزء يسير من المنظمات، بينما يبقى مركز الثقل عدائِنا إلى حد كبير. ما زالت لغة خلع الشرعية عن الآخر والبحث المستمر عن "إثبات" بإيمان الآخر غير الراسخ، تعرّف معظم الطرح المتعلق بالنزاع العربي- الإسرائيلي، الأمر الذي يضر بتحقيق حل، تقول الجاليتان إنهما ترغبان في تحقيقه. ربما يكون ذلك دينامية يمكن فهمها (رغم أنها مدمّرة) بين طرفين غريبين يكافحان لإيجاد سبيل للخروج من نزاع مؤلم نشط. إلا أن هذه الدينامية لا مكان لها في الساحة السياسية الأميركية المحلية، حيث يجب أن تكون المصلحة الوطنية في حل هذا النزاع هي الأهم والأكبر. وفي الوقت الذي تعمل فيه إدارة أوباما على السعي قدماً لبناء تحالف دولي للسلام، يحتاج التحالف الداخلي من أجل "حل الدولتين" لأن يُخلق في هذا البلد. يجب أن يكون هدفه المركزي إعلام القادة السياسيين وخاصة في الكونجرس، عن اتساع هذا التحالف لصالح السلام بناء على "حل الدولتين" وعمق الالتزام الذي يمثله. يحتاج أعضاء الكونجرس وغيرهم من الشخصيات في المجال العام، الدعم الكافي ليعتنقوا هذا التوجه بحق، وليكونوا على ثقة بأنه يأتي بفائدة سياسية وليس بكلفة. يحتاج تحالف كهذا لأن يتبلور حول نواة من المنظمات العربية واليهودية، إذ أن هاتين الجاليتين تتوقعان احتمالات أكبر الخسائر في حل هذا النزاع، وأوسع معرفة مفصلة بالشرق الأوسط. يتطلع الأميركيون الآخرون إليهم بالطبع لقيادة هذا التحالف. إضافة إلى ذلك، ونتيجة لعلاقاتهم العميقة الشخصية والسياسية مع الفلسطينيين والإسرائيليين بالترتيب، تتواجد هاتان الجاليتان في أفضل موقع لدعم الإدارة وجهودها لجمع الأطراف معاً من أجل محادثات سلام تنتهي بوضع حد للنزاع والاحتلال. من الطبيعي وجود اختلافات في الفروقات الدقيقة ومجالات الاهتمام والتأكيد، داخل وبين الجاليتين، حيث أنها ترعى الحوار وتشجع أفكاراً جديدة خلاّقة. يجب ألا يكون الهدف خنق هذا التنوع وإنما إيجاد أكبر جمهور ممكن لاتفاقية السلام. يحتاج تحالف كهذا لأن يكون واسعاً بشكل كافٍ ليضم جميع المنظمات التي تدعو إلى "حل الدولتين"، حتى لو كانت تعاني من خلافات حول سبب دعمها له، أو أفضل سبيل للوصول إلى هذا الهدف أو حتى كيف تعرّفه بدقّة. ما نحن بحاجة إليه هو وسيلة يضمن من خلالها العرب وغيرهم من الأميركيين المهتمين أن مجموع الجهود التي يبذلونها تدعم قضية الأمن الوطني الشاملة المعرضة للخطر. يتوجب علينا جميعاً نحن الذين نريد إنهاء هذا النزاع أن نجتمع معاً من أجل قضية مشتركة، وأن نلقي المواقف القديمة البالية غير المثمرة بعيداً وأن نعطي الدعم السياسي الضروري للقادة على كافة الجوانب، خاصة الجادين في العمل من أجل الوصول إلى حل. لقد حان الوقت لسياستنا لأن تصطف مع أهدافنا السياسية المشتركة. رئيس فريق "العمل الأميركي من أجل فلسطين ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©