الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوروني كل سنة مرّة!

4 أكتوبر 2013 21:02
بالتأكيد لن يتم الإعلان عنها عند أشقائنا في الخليج العربي، فهذا المبلغ «لا يوفي معهم»، حتى لو كان مقابل لا شئ، كما هو هذا العمل فعلا وقولا. إنه عمل رائع جميل مذهل مميز، لكن.. يا للخسارة!! إنه مجرد عمل مؤقت، ومرتبط بموعد محدد، ينتهي بانتهاء المدة، مثل عمال التراحيل. فعلا، المطلوب منك – في هذا العمل - أن تعمل شيئا، لا بل المطلوب أن لا تفعل شيئا على الإطلاق، لمدة سبعين يوما بالتمام والكمال، مقابل 18 ألف دولار عداً ونقداً، وطبعا ستكون خلال هذه المدة، ماكل شارب نايم، على حساب المعازيب. هذه الوظيفة غير الدائمة، هي من أفضل الوظائف في العالم، فهي وظيفة دائمة، ولا تقلق خلالها ولا بعدها، من إمكانية إفلاس الضمان الاجتماعي أو أي صندوق تقاعدي معروف أومجهول. أعلنت عن هذه الوظيفة، وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، وهي تطلب من الفائز بالوظيفة أن يستلقي على ظهره، لمدة سبعين يوما، دون أن يفعل شيئا، وذلك لغايات محددة، وهي دراسة تأثير هذا البقاء الطويل- لا شغلة ولا عملة - على رواد الفضاء، من ناحية تفاعل الجسد ومدى تأثير ذلك على العضلات.... لا بل إن الفائز سوف يتعرض لثلاثين يوما إضافية لإعادة التأهيل، ولا أعرف اذا كانت مشمولة بـ18 ألفا، أم أن لها حساباً خاصاً. لا أخفيكم أن ريالتي قد سالت عند هذه الوظيفة.. تخيلوا لا شغلة ولا عملة، لا تفكر من أين ستحضر ثمن وجبتك، ولا ماذا تطبخ، لا تتحرك عن السرير، فتتيح لنفسك فرصة هائلة للتأمل الذاتي، وهي بالطبع وظيفة بلا مؤهلات على الإطلاق، ولا حتى في مجال اللغة واستخدام الكمبيوتر، فلا تضطر الى محاولة إرضاء رب العمل، الذي يرضى عنك في هذه الوظيفة اذا كنت أكثر كسلا وتكاسلا وتقاعسا. تخيلوا أن أحصل خلال سبعين يوما على 18 ألف دولار وهي تقارب راتبي خلال عام كامل، تنزل فيه «صمّيلتي» يوميا، وأنا أبحث عن موضوعات للكتابة، تارة أنجح وغالبا لا أنجح، لكنني أقوم بتدوير مقالات سابقة وقلب عاليها أسفلها،.... تخيلوا أنني لن أضطر الى مثل هذا العمل بقية السنة.. سنة على الأقل،، «زوروني كل سنة مرة». لكن الذي يخيفني هو أن أبطح نفسي لسبعين يوما على الفرشة، خلال تواجد الحكومة، أي حكومة عربية بالتأكيد-، وعندما أعود اليكم بعد مئة يوم (مع فترة التأهيل- سأكتشف أن الـ18 ألف دولار تحولت الى 18 دولاراً فقط، في قيمتها الشرائية، لأن: - المشتقات البترولية تكون ارتفعت 20%، رغم انخفاضها عالمياً. - رسوم تسجيل السيارات وجمركها ارتفع 50%. - الملابس ارتفعت جميعها «بعد نجاح رفع أسعار الملابس الأجنبية في مرحلة سابقة» الى ما لا يقل عن 40%. - الخضراوات ارتفعت 60%. - اللحوم. - المعلبات. - الفول والحمص والفلافل. - طناجر الألمنيوم. - دوا الكحة. - الماء والكهرباء. - كلفة الإنترنت. - رسوم المسقفات. - أجور المواصلات - وكل شي.. كل شئ ارتفع..... وتلولحي يا دالية !! خلاص يا جماعة.. سوف أرسل كتاب استقالة مطنطن الى وكالة ناسا الأميركية وقد أطالبهم ببدل نهاية خدمة، على سبيل المناكفة، وأبقى معكم، حتى نعاني من الارتفاعات.. تكّة تكّة ... والموت مع الجماعة رحمة، كما كانوا يقولون. يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©