السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنامل طفل تتحدى الإعاقة وترتدي قفاز الإرادة

أنامل طفل تتحدى الإعاقة وترتدي قفاز الإرادة
9 أكتوبر 2011 20:57
تجسد حالة الطفل أحمد عبد الرزاق استمراراً لقصة نجاح المعاقين في الاستفادة من طاقاتهم وإمكاناتهم لأقصى درجة ممكنة، وفي ذلك يقول عصام الدين سيد أخصائي التأهيل بمركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة، إن أحمد أظهر قدرات فنية عالية فاقت كثيراً من غيره من الأطفال ممن هم في مثل مرحلته السنية، وعن كيفية التعامل مع حالته الصحية منذ التحاقه بدورات رعاية التأهيل بالمركز في عام 2007، بينت أنه كان يبلغ من العمر 6 سنوات، وكان تشخيص الحالة يشير إلى أنه يعانى قصوراً في الإدراك، تشتت الانتباه وفرط الحركة والنشاط، “حيث لم يكن يستطيع أحد إيقافه، فقد كان يتحرك ويركض بسرعة شديدة”، مع قصور في مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي. (أبوظبي) - يوضح عصام الدين سيد أخصائي التأهيل بمركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة، أنه تم تقييم حالة أحمد من خلال مقابلة الوالدين، والملاحظة السلوكية المباشرة له في مواقف مختلفة، وأيضاً من خلال بعض الاختبارات، مثل اختبار مهارات السلوك التكيفي “فاينلاند”، وذلك لتحديد نقاط القوة والضعف لدى أحمد، حتى نعمل على تعزيز وتقوية نقاط القوة، وعلاج نقاط الضعف. نقاط الضعف والقوة ولفت عصام الدين إلى أن تقييم حالة أحمد أظهر أنه يعاني قصوراً في مهارات السلوك التكيفي، كما أظهر التقييم أن نقاط القوة لديه تتمثل في المهارات الحركية، ومهارات الحياة اليومية، بينما تمثلت نقاط الضعف في مهارات التواصل “اللغة الاستقبالية واللغة التعبيرية”، المهارات الاجتماعية. تابع سيد: بعد الانتهاء من تقييم أحمد وتحديد نقاط القوة والضعف، تم إعداد البرنامج التربوي الفردي لأحمد والذي تضمن تنمية وتحسين مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي، مع تحسين المهارات الاجتماعية المتعلقة بالتفاعل مع الآخرين “الاستئذان، إلقاء التحية، مساعده الآخرين”، وأيضاً تحسين مهارات اللعب، كما تضمن البرنامج تعديل السلوكيات غير المقبولة لدى أحمد والتي تمثلت في “الحركة الزائدة، تشتت الانتباه والعناد”. تحسن ملحوظ إلى ذلك، يؤكد عصام الدين سيد، أنه في نهاية العام الأول لأحمد في المركز، ظهر التحسن على أحمد في مختلف المجالات، نذكر منها في مجال التقليد “استطاع أحمد تقليد الأوضاع الحركية المختلفة، تقليد حركات الشفاة، تقليد الإشارة إلى أجزاء الجسم”، وفي مجال الإدراك الحسي “استطاع أحمد التتبع البصري، مطابقة الألوان”، وفي مجال رعاية الذات، استطاع أحمد “خلع ملابسه، استخدام الحمام، تفريش أسنانه”، وفي مجال الاستخدامات الشخصية عبر العين واليد، استطاع أحمد “رص وضم الخرز”، وفي المجال المعرفي اللفظي استطاع أحمد “التعبير لفظياً بكلمة حمام عند الحاجة، التعبير لفظياً عن طلب شيء بكلمة أعطني، وأن يعبر لفظياً بكلمة افتح واغلق، التعرف إلى زملائه في الصف ويناديهم بأسمائهم، التعرف إلى مدرس الصف ومناداته باسمه”، كما ظهر التحسن على أحمد في مجال الانتباه والتركيز من خلال “الاستجابة للنداء عند سماع اسمه، تركيب البازل متدرج الصعوبة، زيادة فترة جلوسه على الكرسي”، وفي المجال الاجتماعي “أصبح أحمد أكثر قدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين، اكتساب مهارات اللعب الفردي والجماعي، وتنفيذ الأوامر البسيطة”، وفي مجال الحركات الدقيقة “التشكيل بالصلصال”. ويضيف عصام الدين سيد، مع بداية العام الثاني لأحمد داخل المركز تم استكمال تنفيذ البرنامج التربوي الفردي في مجالاته المختلفة، وأثناء تدريب أحمد على المهارات المختلفة بدأنا نلاحظ حب أحمد الشديد للصلصال ورغبته الدائمة في استخدام الصلصال لعمل أشكال مختلفة مستوحاة من البيئة المحيطة به، فقمنا باستخدام الصلصال كمعزز لأحمد عند تنفيذ المهام المكلف بها، وقد ساهم هذا في اكتسابه العديد من المهارات المختلفة، بجانب بزوغ موهبته في التشكيل بالصلصال. وفي نهاية العام الثاني لأحمد داخل المركز، ظهر تحسن شديد على أحمد في مهارات التواصل اللفظي، المهارات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين، زيادة حصيلته اللغوية والمعرفية، زيادة فترة انتباهه وتركيزه، تحسن تواصله البصري مع الآخرين، نمو موهبته في التشكيل سواء بالصلصال أو بالمكعبات. وفي العام الثالث لأحمد داخل المركز، تضمن برنامجه التربوي الفردي التركيز على ثقل موهبته في التشكيل بالصلصال بجانب المهارات الاستقلالية، ولذلك تضمن برنامجه الفردي التدريب على مهارات التشكيل بالصلصال والسيراميك والمكعبات، وقام بتدريب أحمد على هذه المهارات أخصائي التأهيل داخل المركز وبمساعدة مدرسي أحمد داخل الصف. نموذج لكل طفل في نهاية العام الثالث استشعر الجميع سواء داخل المركز أو في المنزل من الوالدين بالتطور الشديد في حالة أحمد، والذي تجلى في نمو مهاراته الاجتماعية وتحسن تواصله مع الآخرين، وقدرته علي التعبير عن احتياجاته ورغباته بشكل لفظي، زيادة انتباهه وتركيزه، قلة حركته واندفاعيته، ولكن تبقى مهارة أحمد في التشكيل بالصلصال هي التطور الأهم في حالته، حيث أصبحت لديه القدرة على تشكيل العديد من الأشكال المتعلقة بالبيئة المحيطة بالصلصال والمكعبات، مع اهتمامه بأدق التفاصيل الخاصة بهذه الأشكال مثل، “مسجد الشيخ زايد، المجلس العربي، الموبايل، وغيرهم”، وقد أثارت هذه الأشكال إعجاب كل من شاهدها. ويرى عصام الدين سيد أن حالة أحمد تعد نموذجاً يؤكد أن كل طفل سواء كان طبيعيا أومعاقاً، لديه إمكانات وقدرات إذا أحسن استغلالها وتنميتها بشكل جيد قد تصنع منه طفل متميزاً ومتفوقاً في مجال ما، وبالتالي يكون منتجاً ومفيداً لمجتمعه وليس عبئاً عليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©