الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
16 فبراير 2010 20:16
أكدت دراسة أميركية أن من يعملون في وظائف تخلق جواً متوتراً مستمراً فإن ذلك يؤدي إلى إصابتهم بارتفاع ضغط الدم. هذا يجعلني أتساءل هل هناك وظيفة ليس لها أعراض جانبية؟ ترى هل يكون العامل البسيط اقل توترا من عالم الذرة؟ ترى هل يكون حارس البناية اقل توترا من الرئيس الأميركي؟ لابد أن كلا المهنتين لهما توتراتهما وأعراضهما الجانبية، لكن بلا شك أن مهنتنا هذه، أي مهنة الصحافة التي كانت تسمى سابقا مهنة البحث عن المتاعب، تجعل من يبتلي بها يعيش في توتر مستمر طوال العمر، بل إن المواطن العربي بشكل عام يعيش حياة مليئة بالتوتر المستمر بشكل يومي، فهو متوتر في الوظيفة التي يخشى أن يفقدها، وهو متوتر في البيت من وراء مطالب الزوجة والأولاد، وهو متوتر لأن سوق الأسهم ضيعت كل فلوسه، وهو متوتر في الشارع جراء أجهزة الرادار التي تضبطه متلبسا بتجاوز السرعة المحددة بسبب سرحانه وتوتره بسبب الأحداث المتسارعة في المنطقة والتي تزداد تعقيدا يوما بعد يوما، بل أنه متوتر في المقهى لأنه يعرف أنه يعيش في دائرة مغلقة ومغلفة بالتوتر الذي كان ينفثه مع دخان السجائر الذي تم منع تدخينه في كل مكان.. الدكتورة شانتال جيمون من جامعة لافال في كيبيك بكندا قالت هي وزملاؤها في دراسة نشرت في المجلة الأميركية للصحة العامة، إنهم اكتشفوا أن التعرض المستمر للتوتر في العمل يفضي إلى ارتفاعات ملحوظة في ضغط الدم بين الذكور، خاصة من لا يجدون دعما اجتماعيا كافيا في العمل. وأوضحت نتائج أخرى أن الرجال والنساء الذين لا يجدون سوى دعم ضئيل من رؤسائهم أو زملائهم يهددهم خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بصورة أكبر حتى ممن يعانون توترا شديدا، بينما اتضح أن من يحصلون على دعم اجتماعي أكبر ونسبة كبيرة من التوتر المهني لم يصبهم فيما يبدو ارتفاع ضغط الدم.. وبطبيعة الحال وكبقية الأشياء فإن مسالة الدعم الاجتماعي في مجتمعاتنا العربية غائبة أو غير مفهومة، بل إنك تجد أن أرباب العمل ليس لديهم سوى التنطع بالأوامر شرقا وغربا وزيادة التوتر الوظيفي لدى الموظفين الغلابة المتوترين.. ويقال أن تغيير المكان عند الشعور بالتوتر واستنشاق هواء جديد وشرب الماء أو عصير الليمون أو شراب النعناع أو اللبن أو القراءة كلها تسهم في تهدئة الأعصاب وتخفيف التوتر، وهناك نصيحة قرآنية وهي في ذكر الله وفي الصلاة وقراءة القرآن: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب».. سعيد سالم rahaluae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©