الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عربيات يرفضن خاتم الزواج من أجل العمل

عربيات يرفضن خاتم الزواج من أجل العمل
10 أكتوبر 2011 13:21
رغم ارتفاع سن زواج الفتيات في عالمنا العربى بشكل واضح، إلا أن كثيرات منهن كان الامتناع عن الارتباط اختيارهن، رافعات شعار "العمل أولاً". انهن فتيات بحثن عن طريق جديد لتحقيق ذواتهن، بعيداً عن الفارس الذي يحضر على حصان أبيض، كما هو الحال في قصص التراث الشعبى. وفي هذا الصدد، تشير نرمين عزت، معدة بأحد المحطات الفضائية (33 عاماً)، إلى أنها فى نظر كثيرين قد أصبحت عانساً لتخطيها سن الثلاثين، لكنها في الحقيقة لاتبالي بـ"الغمز واللمز" من قبل الأهل والأقارب حول عدم أسباب زواجها حتى الآن، لانها اختارت ذلك بإرادتها ولم تشأ أن تصبح زوجة فحسب. وتقول إن كثيرين ممن كانوا يتقدمون لزواجها كانوا يعترضون على طبيعة عملها في التلفزيون وكانوا يطلبون منها ترك عملها، وهو ما رفضته مراراً. وتؤكد نرمين أن ذلك لا يعني عدم رغبتها في الزواج بقدر ما يعني أنها لاترضى مجرد الزواج للحصول على لقب متزوجة بصرف النظر عن التازلات التي تقدمها. أما أماني ابراهيم، طبيبة 40 عاماً، فترى أن الزواج مجرد قسمة ونصيب حسب الأمثال الشعبية، لكن نظرة المجتمع للفتاة التي لم تتزوج ربما تكون هي المشكلة فلا أحد ينظر لنجاحات الفتاة في عملها وحصولها على مناصب رفيعة. وترى أماني أن الرجل الشرقي ربما يكون أنانياً في أحيان كثيرة رافضاً طموح المرأة، ويعتبره عثرة في طريق نجاحها كزوجة وأم، مع أن هذا الأمر غير صحيح، فالمرأة قادرة على أن تصبح زوجة وأم ناجحة وامرأة ناجحة أيضاً في مجال عملها إذا لاقت الدعم المرجو من المحيطين بها، لكن المجتمع الشرقي هو الذي يعطلها كثيراً بحجة أن المرأة ليس لها سوى بيتها وزوجها. ندى سليمان، موظفة في مجال العلاقات العامة 36 عاماً، تشير إلى أنه ليس صحيحاً أن ارتفاع سن زواج الفتيات نتيجة لعزوف الشباب. وترى أن السبب الرئيسي هو رغبة الفتيات في عدم الاقتران بأي شاب لتحصل على لقب متزوجة. وتشير إلى أن هناك أولويات أخرى باتت تهم المرأة مثل عملها وطموحها الوظيفي، في مقابل أن كثيرا من الرجال لايبالون بذلك ويفضلون المرأة "التابع" على حد قولها. وعن نظرة المجتمع لها بعد تخطيها سن الثلاثين، تقول ندى إن الأمر أصبح لايؤرقها لأنها لن تنال رضا الجميع في مقابل أن كل خطوة تخطوها للأمام في عملها كافية لأن تنسيها تلك المسألة. نوران فخرى، محامية 29 عاماً، ترفض المثل المصري القائل" ظل رجل ولا ظل حيطة" وترى أن قرار الزواج ليس بالأمر الهين فهو حياة جديدة بكل تفاصيلها ومن ثم فإن صعوبة الاختيار عامل أساسي فى مسألة تأخر الزواج. وتقول إن كثيراً من الرجال يرفضون أن تكون زوجتهم محامية بحجة أنه كيف للرجل أن يقبل أن تتعامل زوجته مع مجرمين ومتهمين، رغم أن الأمر يماثل الطبيبة التي تتعامل مع كل أنواع البشر لأن وظيفتها تحتم عليها ذلك. وتتساءل نوران: ما الفرق بين رجل يخدم مجتمعه من خلال عمله وسيدة تخدم مجتمعها أيضاً من خلال عملها. وتشير نوران إلى أن عمل المرأة الآن أصبح أهم لديها من لقب متزوجة. وتشير د. بهيجة إسماعيل، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الازهر، إلى أن مشهد انتظار الفتاة لزوج المستقبل واضعة يدها على خدها لم يعد موجود الآن، فرغم ارتفاع سن الزواج بشكل كبير خلال العشر سنوات الأخيرة في مختلف البلدان العربية. وتقول بهيجة إن الوضع الثقافي والتعليمي لكثير من الفتيات جعلهن يتريثن عند اختيار شريك الحياة بما يتناسب مع طريقة تفكيرهن وعملهن أيضاً حتى إننا نستطيع القول أن لقب عانس لم يعد دقيقاً أو منصفاً لوضع الفتاة غير المتزوجة أو على الاقل من المكن وصفها بالعنوسة الاختيارية. وترى بهيجة أن ارتفاع نسبة الفتيات المتعلمات وخروج الفتيات للعمل قد ساهم بشكل كبير في تأخر سن الزواج. وتشير إلى أن عدم قبول الرجل الشرقي للوضع الجديد التي فرضته المرأة يجعله لايزال يفكر بعقلية "سى السيد"، وهو الأمر الذي يفسر عزوف فتيات كثيرات عن فكرة الزواج. وفي نفس الوقت، فإن انتهاء الحياة العملية لكثير من الفتيات الناجحات بمجرد الزواج يجعل أخريات يفكرن بتروي قبل الارتباط، ويرفضن الخضوع لقائمة طويلة من شروط الرجل ربما يأتي في مقدمتها ترك العمل والتفرغ للمنزل وللحياة الأسرية. كما أن استقلال المرأة مادياً بسبب العمل جعل حاجتها لزوج ولو من منطلق الاحتياج المادي غير موجود على أمر الواقع. لكن بهيجة تؤكد في الوقت ذاته أن ذلك لاينفي أن هناك أزواج يساندون نجاح زوجاتهم في حياتهم العملية، لكنهم على الأقل ليسوا القاعدة بل هم الاستثناء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©