الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ارتفاع أسعار الفواكه والخضار.. استغلال مدروس أم عرض وطلب؟

19 يناير 2007 00:18
تحقيق وتصوير - موزة خميس: حين أصدرت الإدارة المركزية للإحصاء بوزارة الاقتصاد دراسة حول التغير في أسعار المواد الغذائية، وجاء فيها أن الأسعار تترواح ما بين الارتفاع والانخفاض، وهي في الحدود الدنيا نتيجة قرار مجلس الوزراء الخاص بفك الاحتكار في استيراد المواد الغذائية، إلا أن المستهلك يرى أن ذلك التراجع ما كان إلا وسيلة لتبريد قرار مجلس الوزراء حتى لا يتم تفعيله·· ثم عاد التجار إلى التلاعب بالأسعار لصالحهم الشخصي ولصالح الجهات التي يتم الاستيراد منها· ولايزال المستهلك سواء المواطن أو المقيم يعانون من جنون ارتفاع الأسعار الذي لا يوفر لهم إلا هم التفكير الدائم في تدبر العيش، وعندما تأتي مناسبة مثل الأعياد والمناسبات الأخرى فإن الأسعار تتضاعف لتسعد قلوب الجشعين من التجار·· وتضيف الهم إلى قلوب البسطاء وخصوصا أؤلئك الذين يعيشون على رواتب التقاعد أو بطاقات الإعانات الخاصة بالشؤون، وليس لديهم أي دخل آخر· التحقيق التالي يتسعرض آراء عدد من المواطنين والمقيمين في سوق الخضار والفواكه في الشارقة وسوق دبي المركزي للخضار والفواكه حول ارتفاع أسعار الفواكه والخضار· معاناة المتقاعدين بشيء من التشاؤم يقول عبدالله جمعة أحد المواطنين المتقاعدين إن الإنسان في هذا الزمن عاد لعصر ما قبل النفط، حيث يعيش بين الصبر والأمل، واللحاف الذي يمد على قدر الحجم أصبح قصيرا جدا! وأضاف: ''راتبي 4400 درهم وهو راتب تقاعدي، وأعيش في منزل فيه زوجتان و8 فتيات و4 أبناء، وأعول أسرة زوجتي التي فيها أرملة وأبناء أيتام أساعدهم، حيث لا تكفيهم مكافأة الشؤون·· واليوم عدت للتو من السوق أعاني من الهم لأن صندوق الطماطم أصبح بـ 30 درهما، ونحن نحتاج صندوقين كل عدة أيام، وكيس البصل أصبح بـ 45 درهما، أما الفواكه التي تتحدثون عنها فالكثير منها بالنسبة لنا للفرجة فقط، فعندما أشتري آخذ المهم مثل درزنين من الموز وصندوقين من البرتقال، وحين أرغب في البذخ أشتري كرتون تفاح أو رمان، وبالتأكيد التجار سيدافعون عن أنفسهم والفقير هو الظالم''· موسى الحمادي أيضا يعيش على راتب التقاعد الذي يذهب جزء كبير منه للبنك نتيجة قرض قديم أخذه وهو موظف ولا يزال ما تبقى منه يثقل كاهله للآن، وقال ''ذهبت بالأمس إلى سوق الخضار والفواكه في دبي ودخلت للشبرات وكان الارتفاع في أسعار الفواكه يقصم الظهر·· ونحن ذوو رواتب التقاعد لا نملك لأنفسنا شيئا، فمن زادت رواتبهم خلال السنوات الماضية يشتكون، فماذا نقول نحن؟ إن أي زيادة في رواتب الغير يواكبها ارتفاع في الأسعار، ونحن المتقاعدون ندفع الثمن''· وأضاف الحمادي: ''أسعار الفواكه أصبحت أغلى من القيمة الغذائية للفاكهة، والزيادة ليست فقط في الفواكه، حتى ملابس الأطفال التي كنا نشتري القطعة منها بـ 50 درهما في العام الماضي، فإننا وجدنا سعرها مؤخرا يتراوح مابين 100-150 درهما! فمن يرحمنا من جشع التجار؟ على الأقل لا بد من خفض أسعار السلع الغذائية، ومنع التجار من زيادة أسعارها ووضع عقوبات لمن يخرق ذلك''· استغلال الزيادات من جانبها أكدت فاطمة وهي ربة منزل مطلقة أن هناك فواكه لا تستطع شراءها أبدا نظرا لارتفاع أسعارها، مطالبة المسؤولين بأن يضعوا حدا لجشع التجار الذين ما إن يسمعون أي خبر عن زيادة في الرواتب أو العلاوات إلا ويبادرون برفع الأسعار حتى يقضوا على فرحتنا بها''· وتحدثت ماجدة عبد الغفار حمود مطلقة تعيش مع بناتها على الإعانة الشهرية من الشؤون الإجتماعية عن معاناتها من الغلاء كبقية المواطنين والمقيمين، مؤكدة أن وضع حد لجشع تجار الفواكه سوف يساهم في تخفيف العبء عن المستهلك· العرض والطلب من جانبه أكد عبدالحكيم مصبح السويدي رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة التعاونية أن ارتفاع أسعار الفواكه مرتبط بالعرض والطلب، مشيرا إلى أن الزيادة لا تخص الفواكه أو السلع الغذائية فقط، مشيرا إلى أنه خلال الأيام التي سبقت موسم الحج الأخير، والذي تزامن مع رأس السنة الميلادية ارتفعت أسعار تذاكر السفر، حيث أصبحت التذكرة التي كان سعرها يترواح ما بين 2500 و 3 آلاف درهم بـ 4000 آلاف درهم إلى المملكة العربية السعودية· واقترح السويدي إقامة مشروع شركة مساهمة تتمكن من الاستيراد المباشر للسلع وتوفير مخزون استراتيجي آمن، بحيث يكون الاستيراد مباشرا وليس عن طريق وكيل، وأن يكون للحكومة طرف فيها كجهة رقابية وداعمة من حيث التسهيلات اللوجستية· وأوضح السويدي أن هذا المشروع سيعمل على خفض أسعار المواد الغذائية وغيرها بشكل ملحوظ· كما حمّل السويدي المستهلك جزءا من أسباب ارتفاع الأسعار، حيث ينقض على الشراء بكميات كبيرة من الخضار والفواكه قبل العيد بيوم أو يومين· من جانبه أيد أحمد الكويتي المسؤول بسوق دبي المركزي للخضار والفواكه رأي السويدي في أن المسألة تتعلق بالعرض والطلب، وإن التجار في بلد المنشأ مثل لبنان وسوريا والأردن يزيدون الأسعار حتى تغطي تكاليف الشحن والرحلة التي تقوم بها الشاحنات التي تحمل برادات الفواكه· وقال الكويتي إن هناك صعوبة في التحكم بالارتفاع الحاصل، لأن هؤلاء التجار حين يرسلون شاحنات الفواكه فهم يحسبون كل دقيقة منذ خروج الشاحنات وسعر الديزل الذي ارتفع، وتوقف الشاحنات للتفتيش في حدود المملكة السعودية، حيث يبقى البراد في حالة عمل دائم حتى لا تفسد المواد الغذائية، وكذلك حين تصل للإمارات· وأوضح أن التاجر الأصلي يخصم أجور العمال والمحاسبين والمحلات والشاحنة وسائقها الذي يقضي فترة العيد على الطريق بعيدا عن أهله، ولذلك ترتفع الأسعار، وعندما تصل للسوق لدينا فإن الفارق المضاف من التجار هنا لا يكون كبيرا مقارنة بما ينفقه التاجر من مصاريف لدفع إيجار المحلات، وأيضا فواتير الكهرباء والماء والهاتف والخدمات ورواتب العمال، وحتى سكن العمال·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©