الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نازحون سوريون في تركيا يروون حكايات الاضطهاد

9 أكتوبر 2011 00:21
مع إيداع أحد نجليه السجن في سوريا واختباء الآخر أدرك أبو محمد البالغ من العمر 45 عاما ويعمل صائغا أن الشرطة السرية تتعقبه، لذلك ودع زوجته قبل اسبوعين واغلق متجره وفر إلى تركيا. أبو محمد مجرد واحد من آلاف السوريين الذين فروا عبر انحاء الحدود منذ بدأ نظام الرئيس بشار الاسد حملة دموية ضد الاحتجاجات المناهضة للنظام قبل سبعة اشهر وقصته ليست فريدة. وقال “اتيت لانهم بدأوا يقتفون أثري (في إشارة الى قوات الامن السورية)”، واضاف “لم يتبق شبان في سوريا فهم إما في السجن او فروا الى دول أخرى.. النساء والمسنون فقط هم من تبقوا في القرى”. وروى أبو محمد انه منذ ترك منزله في اللاذقية على الساحل الشمالي لسوريا قرب الحدود التركية لم يتحدث الى زوجته لأن خطوط الهاتف مراقبة، وقال “ان ابنه البالغ من العمر 13 عاما مختبئ في مكان ما في سوريا”. واضاف انه لم يكن امامه من خيار سوى الفرار بعدما اعتقلت قوات الامن ابنه البالغ من العمر 16 عاما خلال احتجاج مناهض للحكومة وعذبته”، وتابع موضحا “اخذوا طفلي ولم يسمح لي بزيارته إلا مرة واحدة.. لم اتعرف على وجهه بسبب التعذيب، واضطررت للفرار إلى تركيا”. وكان مكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، قال ان آلافا من السوريين اختفوا أو سجنوا منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس الماضي. بينما تنفي حكومة الاسد أي تقارير عن انتهاكات حقوق الانسان وتقول انه ليس امامها من خيار سوى استعادة القانون والنظام. وبدت الكآبة على وجه أبو محمد لكنه كان حريصا على التخلص من همومه وهو يصف مشاهد قوات الامن وهي تقتل الرجال والنساء رميا بالرصاص في بلدته، وقال “رأيت بعيني امرأة تقتل بالرصاص بينما كانت تنشر الغسيل خارج نافذتها.. لقد شاهدت اشخاصا يقتلون بالرصاص لدى خروجهم من المسجد بعد ادائهم الصلاة.. هؤلاء الاشخاص لم تكن معهم اسلحة وكانوا ابرياء تماما.. الجنود السوريون دخلوا قرية بدباباتهم وبدأوا اطلاق النار دون سابق انذار”. ويحتمي أبو محمد في احد المخيمات الحكومية الستة في اقليم هاتاي التركي على الحدود السورية التي تؤوي نحو 7600 لاجئ سوري. ولا تشير تركيا الى هؤلاء على انهم لاجئون بل تصفهم بـ”الضيوف” قائلة ان بوسعهم المجيء والذهاب كما يشاؤون. وفي حين تحاول الحكومة التركية ابعاد وسائل الاعلام عن المخيمات للحفاظ على امن السكان، سمحت لـ”رويترز” بدخول نادر إلى احد المخيمات الاسبوع الماضي. وينام الرجال والنساء والاطفال في المخيم الذي يؤوي نحو ألف شخص في خيام نصبت داخل مبنى مهجور في حين تعمل الخيام المنصوبة خارجه كفصول دراسية مؤقتة، ويجري توفير التعليم من المستوى الابتدائي الى الثانوي. وداخل احد الفصول ردد الاطفال قائلين “مرحبا كيف حالكم” باللغة التركية التي تعلموها حديثا. واغلب المدرسين من المنطقة المحلية لأن كثيرا من سكان اقليم هاتاي يتحدثون التركية والعربية. لكن بينما يخرج الاطفال للعب في الفناء في الخارج متناسين محنتهم يجلس الرجال على المقاعد في احباط وملل. وأحضر أبو ماجد (46 عاما) اسرته بأكملها من جسر الشغور في شمال سوريا بعدما بدأت الشرطة التردد على منزله يوميا محذرة إياه من مغبة المشاركة في الاحتجاجات، وقال “عندما بدأت الاحتجاجات كانوا يأتون الى منزلي كل يوم ويقولون اذا شاركت في هذه الاحتجاجات فسنودعك السجن.. فاض بي الكيل واتيت الى هنا.. الوضع في سوريا سيئ جدا.. بالامس كان الجيش يطلق النار عشوائيا على الناس”. وقال ابو سيف وهو طالب جامعي من اللاذقية عمره 24 عاما موجود في المخيم منذ نحو اربعة اشهر “اتيت لأن الاسد وانصاره يقتلون الجميع حتى الصبية والابقار والحمير.. يجب الا يظل العالم صامتا.. معمر القذافي فقد شرعيته في عيون المجتمع الدولي في 16 يوما لكن لم يحدث شيء بالنسبة للاسد بعد سبعة اشهر”.
المصدر: أنطاكية (تركيا)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©