الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علمتني الهزيمة أن أحترمها

23 أكتوبر 2014 00:55
لو سألت أي مدرب عن الهزيمة لقال لك على الفور.. «لو كانت الهزيمة رجلاً لقتلته»، فما أكثر ما وضعت رؤوس مدربين تحت مقصلة الإقالة بسبب الهزيمة، خاصة في البيئات الرياضية التي ترى في الهزيمة عاراً لا يمكن دفنه في التراب إلا بإكراه المدرب على توقيع وثيقة الانفصال. لكن الهزيمة ليست كل مرة زلزالاً يضرب البيت فلا يترك منه شيئاً، الهزيمة دروس منها يتعلم المدربون والهزيمة كشف للأخطاء وتعرية للنواقص ومقدمة للانتصارات بخاصة عندما تستفز الملكات وتستنفر الحواس وتشعل في اللاعبين سعار الفوز. والهزيمة التي مني بها «الأبيض» في آخر ودياته أمام أوزبكستان، استنفرت كل حواس النقد وحضرت في كثير من الكتابات محمولة على الخوف والتشكيك ومحرضة على رسم الكثير من دوائر القلق، هي من طينة الهزائم التي يحتاج إليها أي مدرب وأي فريق ليفتح عينه على كثير من الحقائق ولتتكشف له الكثير من الأخطاء الفردية والجماعية، الفنية والتكتيكية، الإستراتيجية والنفسية أيضا. صحيح أن ما كان في عرض «الأبيض» أمام أوزبكستان من ارتباك يقول: إن هناك أشياء خرجت عن طبعها، وكشفت عن نواحي قصور في الاختيارات البشرية وفي التوظيف التكتيكي، إلا أنها نوع الهزائم التي تفرض على المدربين احترامها، أولاً لأنها في مباراة ودية، وثانياً لا يمكن أن تفصل عن سياقاتها الزمنية، وثالثاً إن حللت بشكل موضوعي دونما تشنج ولا مزايدات كانت دروسها وفوائدها لا تعد ولا تحصى، وأنا على ثقة من أن مهدي علي وجد في السقوط الاضطراري أمام أوزبكستان بالذات لوجود عطل كبير في تركيبة «الأبيض» ومنظومة اللعب، ما شجعه على الاعتراف بعديد من الحقائق وما جعله يدخل في حوار صريح مع الذات، ينسب لنفسه وللاعبيه كل الأخطاء التي ارتكبت ووجب تصحيحها حتى لا تحضر في المباريات الرسمية. وأجد من المنطقي جداً أن يطلب مهدي علي من اتحاد كرة القدم معاملة تبرر ما نقوله في العادة من أن المنتخب الوطني هو أولوية، كما أقدر العتاب الذي وجهه للجماهير عندما قال إن «الأبيض» غريب وسط أهله، فالمنتخب الإماراتي بحاجة لأن تكون جماهيره إلى جانبه في كل اللحظات، وأجد في النهاية أن الهزيمة بمثابة كبوة أوجعت «الأبيض»، ولكنها أيقظته من نوم في العسل. بدر الدين الإدريسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©