«العميد» يهاجم بلا مهاجمين و «البرتقالي» يتفوق بـ «التحالف الثلاثي»

فشل النصر في تحقيق كل الأهداف التي دخل بها مباراته أمام عجمان مساء أمس الأول في الجولة الرابعة لكأس اتصالات لكرة القدم، فقدم أسوأ العروض، وخسر النقاط الثلاث، ولم يتمكن من كسر “عقدة عبد القادر”، التي تلازمه أمام كل الفرق التي يقودها المدرب العراقي عبد الوهاب عبد القادر، وأيضا لم ينجح في الاحتفال بإعادة افتتاح ستاد آل مكتوم بعد التجديدات الشاملة التي أجريت له فخرج “العميد” من اللقاء صفر اليدين. ولم تكن خسارة النصر 2/3 مجرد تعبير عن تفوق عجمان، الذي استحق الفوز بجدارة لأنه كان الأفضل، بقدر ما كانت أيضا تعبيرا أكبر عن تراجع “رهيب” في مستوى أداء لاعبي “العميد” على المستويين الفردي والجماعي وضعف في القدرة على تنفيذ المهام الهجومية والدفاعية أمام منافس يعرف كيف يحقق أهدافه من خلال طريقة لعب يقودها بنجاح مدرب واع من خارج الخطوط وينفذها لاعبون ملتزمون داخل الملعب. لعب النصر أسوأ مبارياته منذ منتصف الموسم الماضي، واستحق الخسارة، بل إنه أفلت من هزيمة ثقيلة بعد أن تفوق الحارس البديل حميد عبد الله، الذي شارك أساسيا لأول مرة هذا الموسم وأنقذ مرماه من عدة أهداف محققة، وظهر وكأنه يلعب وحده في مواجهة الطوفان الهجومي وإبداع الثلاثي الجزائري كريم كركار، واللبناني حسن عتيق، والسنغالي إبراهيما توريه، والذي ظهر كأنه “تحالف ثلاثي” على دفاع وحارس “العميد”. وكان سوء التوفيق أيضا ملازما للنصر في المباراة بأن يتعرض الإكوادوري تينيريو للإصابة في الدقائق الأولى من المباراة، ثم يتعرض الأسترالي مارك بريشيانو أيضا للإصابة ويخرج بين الشوطين، وذلك في ظل غياب الغيني إسماعيل بانجورا أيضا، لارتباطه بمباراة دولية مع منتخب بلاده في التصفيات الإفريقية، لكن ذلك لم يكن وحده كافيا لتبرير سوء الأداء أمام عجمان، خاصة أن الفريق يفترض أن يملك البدائل التي تستطيع سد النقص في الصفوف. الغريب أن الإيطالي والتر زنجا تعامل مع خروج تينيريو مصابا بفكر دفاعي إيطالي بعد التقدم بهدف بريشيانو، فأشرك المدافع حميد عباس بدلا من “التورنادو”، ولعب بلا مهاجم حقيقي لمدة 85 دقيقة، مع الاعتماد على يونس أحمد وحده في الخط الأمامي وهو مهاجم غير صريح، واستمر ذلك في الشوط الثاني أيضا بعد إشراك العائد من الإصابة جمال إبراهيم، الذي لم يتمكن من القيام بدوره الهجومي بعد أن فرض لاعبو عجمان سيطرتهم على اللقاء. ووقع المدرب الإيطالي في خطأ كبير عندما حاول الدفاع عن هدف تقدمه مبكرا في الدقيقة 6 فكان رد “البرتقالي” قاسيا وبالثلاثة، لأن دفاع عجمان وجد نفسه بلا أي ضغوط وكذلك خط الوسط فشارك الجميع في المساندة وشن الهجمات باتجاه مرمى حارس النصر في ظل المساحات الخالية الكثيرة التي وجدها كركار ورفاقه للتلاعب بدفاع النصر، خاصة في الشوط الثاني، الذي كان بإمكان الضيوف تسجيل “نصف درزن” من الأهداف خلاله لو أرادوا ذلك. اعتراف إيطالي وعقب المباراة اعترف الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر أن فريقه استحق الخسارة لأنه لعب مباراة هي الأسوأ له خلال 6 أشهر كاملة، وقال: لم يكن لاعبونا في حالتهم الطبيعية وذلك بعد مرور 20 دقيقة، خاصة بعد إصابة تينيريو قائد الفريق و”الملهم” للاعبين في الملعب وسبب تحفيزهم وزيادة حماسهم، وزاد الموقف سوءا بعد إصابة بريشيانو بشد في العضلة والاضطرار لاستبداله، وذلك في غياب بانجورا وعلي عباس لارتباطهما الدولي وطلال حمد للإصابة. وبرر زنجا عدم الدفع بمهاجم صريح عقب إصابة تينيريو بعدم وجود المهاجم الذي يستطيع الاعتماد عليه مبكرا، في ظل تعرض حسين إبراهيم “إيتو” للإصابة في لقاء بني ياس وعدم استعادته لمستواه في التدريبات، وأيضا عودة جمال إبراهيم من إصابة أبعدته طويلا، وقال: فضلت إشراك حميد عباس ومن بعده حسن أمين لأن اللاعبين يملكان قدرات دفاعية وهجومية كنا نحتاجها، ولكن أداء لاعبي فريقي منح لاعبي عجمان فرصة التفوق في اللقاء. وأضاف مدرب النصر: لابد أن نتعامل مع ظروفنا وأن نقبلها، ولا يمكن أن نجلس نبكي على الحظ السيئ بسبب إصابة لاعبينا، ولابد من العمل خلال الأيام المقبلة من أجل الاستعداد لمواجهة العين لأنه لا يمكننا تأجيل المباراة، وعلينا تجهيز لاعبينا نفسيا بعد الشعور بالإحباط، وذلك من أجل ضمان انطلاقة قوية في الدوري أمام فريق كبير على ملعبه وبين جماهيره. وقال زنجا: مازال أمامنا العديد من المباريات والمشاركات المهمة ولابد من الاستعداد لكل ذلك، ولا يمكن أن يتم الحكم على الفريق بقسوة في هذه المرحلة، كما أنه لا يمكن أن تكون النظرة للمدرب أنه أفضل مدرب عندما يفوز، وأنه أسوأ مدرب عندما يخسر، لأن هذه هي الكرة، ويبقى فيها كل شيء وارداً.