الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انطلاقة الكرة الآسيوية «معطلة».. والسبب «25 فقيراً» !!

انطلاقة الكرة الآسيوية «معطلة».. والسبب «25 فقيراً» !!
25 يناير 2015 22:50
معتز الشامي (سيدني) تعيش القارة الصفراء في مأساة حقيقية، تعطل من انطلاقة كرة القدم، وتعطل كل فرص تطور اللعبة وانطلاقتها إلى الأمام، ففي الوقت الذي قفزت فيه أوروبا وقادت اللعبة كنموذج مثالي من الاحترافية، ظهرت أميركا اللاتينية أيضاً كقوى كروية تحترم، وذلك رغم تفاوت الظروف الاقتصادية بين دولها، ولكن اللعبة شهدت ولا تزال تشهد تطوراً كبيراً، خصوصاً على مستوى المنتخبات الوطنية. وما يقال على أميركا اللاتينية يمكن أن يقال على أفريقيا، فالقارة السمراء تحولت إلى مصنع لمواهب العالم لتفريخ المواهب الكروية، بالتوازي مع اهتمام اتحادات الكرة في دول أفريقيا الفقيرة التي تكاد تكون أفقر من دول آسيوية كثيرة في قارتنا، بتطوير اللعبة وتقوية منتخباتها ولاعبيها. ولا تحقق القارة الصفراء الانطلاقة المتوقعة، أو المنتظرة في ظل تباطؤ النمو الحقيقي للعبة وتعطل كل خطط الإصلاح حتى باتت الأقدام الصفراء «مكبلة» بسبب العوز والحاجة، خاصة في ظل انتشار الفساد والتلاعب في نتائج المباريات، ورشوة الحكام، التي أصبحت كلها آفات تنتشر بسرعة الصاروخ في بعض دول شرق ووسط آسيا لتزيد من أوجاع اللعبة وتعطل أسباب نهضتها في القارة الصفراء. هذا الأمر دفعنا لأن نرصد أحد أبرز الأسباب الحقيقية التي تعوق كل محاولات سابقة للتطوير، ويشعر المتابع للعبة في آسيا أن الحديث عن خلق قوى كروية مستقبلية تسهم في انطلاقة اللعبة أمر من المستحيلات، طالما كنا نحاول أن نتعمق في تفاصيل الكرة الآسيوية، وكيفية السعي للعمل على زيادة نهضتها، في إطار حلقات الملف الذي بين يدينا، ويتناول أحلام القارة الصفراء الكبيرة وإنجازاتها الضعيفة والفقيرة. ويبدو أن الاتحاد الآسيوي قد وضع يده على أسباب «بطء» التطور وتواضع اللعبة في القارة الصفراء، عندما تيقنت إدارته الجديدة بقيادة الشيخ سلمان بن إبراهيم، أن الخلل يكمن في «ضعف» أكثر من ثلثي الاتحادات الوطنية في القارة الصفراء الشاسعة، والتي تفتقر إلى مقومات التخطيط السليم، وبرامج الإعداد الجيد لمختلف جوانب النهوض باللعبة. تفيد المعلومات أن 25 اتحاداً آسيوياً يحتاج لدعم مادي بشكل مستمر حتى يستطيع الإنفاق على مصاريفه الأساسية، لكن المفاجأة تؤكد أن الاتحاد الآسيوي لم يمنح تلك الاتحادات الفقيرة مساعدات مالية سوى 8 ملايين و250 ألف دولار بشكل سنوي لكل اتحاد خلال 3 سنوات، وتحديداً منذ 2013 وحتى 2016، وهو مبلغ قليل ولا يمكن تلك الاتحادات من إدارة أمور موظفيها وليس لعبة كرة القدم نفسها. ويرتبط منح كل الأموال أيضا بضرورة تقديم الاتحادات ما يثبت أن لديها مشاريع للتطوير، حتى يواصل الاتحاد القاري دعمها وإشراكها في برامجه للدعم والتطوير، والتي يخصص لها مبلغ يتخطى 34 مليون دولار أيضاً خلال فترة الـ4 سنوات نفسها، بإجمالي إنفاق كمساعدات عينية ومادية وتطويرية يصل إلى 57 مليون دولار في 4 سنوات، وتضم قارة آسيا 47 اتحاداً وطنياً تقسم على 5 مناطق في القارة هي الشرق، الغرب، الآسيان، الوسط، الجنوب. واستطلعت «الاتحاد» آراء أغلب أعضاء تلك الاتحادات التي رصدها الاتحاد الآسيوي، حيث اتفقت على ضرورة زيادة الدعم المادي على خططها الإدارية الداخلية والتطويرية، بالإضافة للاهتمام بالبرامج الموجهة لخدمة لاعبيها مثل مشاريع الناشئين وبرنامج «انطلاقة آسيا» والحكام الواعدين والمدربين الواعدين، وغيرها من برامج التطوير والتعلم. يأتي ذلك على الرغم من غياب أي خطط لنشر اللعبة أو تطويرها فنياً لدى الجانب الأعظم من تلك الاتحادات، في ظل وجود تقارير تتحدث عن «فساد إداري» واختلاسات وتلاعب في أوراق الدعم والمساعدة المالية ليس فقط من الاتحاد الآسيوي، ولكن أيضا من «الفيفا»، ولا أدل على ذلك من تحويل بعض رؤساء الاتحادات في بعض دول آسيا المغمورة إلى لجنة الأخلاق في الفيفا لأسباب مختلفة جميعها تتعلق بالذمم المالية وبسوء إدارة المشاريع التطويرية والأموال التي تخصص للتطوير. ورأت أغلب الأصوات ضرورة تصدي الاتحاد الآسيوي بتشريعات أكثر قوة وصرامة لأي محاولة قد تظهر على السطع وتقترب من التلاعب بخطط التطوير أو توجيه أموال الدعم من الفيفا، أو من الاتحاد القاري نفسه، فيما كانت المفاجأة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يهتم بتطوير اللعبة في آسيا ويخصص أكثر من مليون دولار للإنفاق على عمليات التطوير ومشروعي الهدف، وكرة القدم من أجل الأمل. وكشفت مصادر بالاتحاد الآسيوي، أن الفيفا رفع قيمة الدعم المادي واللوجستي لمعظم الاتحادات الآسيوية لقناعة مسؤوليه بأن آسيا تحتاج المزيد من الاهتمام، ويأتي ذلك في ظل قوة العلاقة التي تربط بين بلاتر رئيس الاتحاد الدولي المرشح لولاية خامسة، والشيخ سلمان رئيس الاتحاد الآسيوي، والتي كان من شأنها أن تزيد اهتمام الاتحاد الدولي بالسعي لمزيد من التطوير للعبة، فضلاً عن الاهتمام بتوفير الملاعب وبناء أخرى في دول ليس لديها حتى ملاعب لكرة القدم تصلح لتدريب الناشئين بالقارة الصفراء. وإذا كان الفيفا ينفق أيضاً على باقي دول العالم الفقيرة من أجل تطوير كرة القدم ورفع دعم الاتحادات الوطنية لأكثر من مليون دولار في الموسم، فالأمر يختلف في أفريقيا التي تستغل مشاريع الفيفا في تصدير مواهبها لقارتي آسيا وأوروبا، وهو نفس ما تفعله أميركا اللاتينية، ولكن العكس تماما يحدث في آسيا، التي لا تزال تعتمد على جهود الاتحادات الغنية في القارة، والتي لا تزيد عن 14 اتحاداً على الأكثر، ورغم ذلك يتفاوت الاهتمام بتطوير اللعبة بينها، كما يتفاوت النجاح الإداري فيها، فقوى اليابان وكوريا والصين وأستراليا ليست مثل ما نمتلكه نحن في دولنا بغرب آسيا، وتحديداً الإمارات والسعودية وقطر باعتبارهما الثلاث دوريات الأقوى في منطقة الغرب، ويضاف إليها أوزبكستان وإيران. من جانبه رد الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي، على مطالب الاتحادات الضعيفة التي تطلب مزيداً من الدعم، كما رد أيضا على استفسار يتعلق باهتمام الاتحاد الآسيوي بزيادة الأموال المخصصة لمشاريع التطوير، بالإضافة إلى زيادة مقابل المشاركة في بطولات الأندية والمنتخبات بما يعود بالنفع على اللعبة، حيث كشف أن هناك بالفعل العديد من الخطط لتطوير مداخيل الاتحاد خلال الدورة المقبلة، سعياً وراء المساهمة من قبل الاتحاد القاري في رفع معاناة بعض الاتحادات، التي تحتاج لمزيد من العمل وبذل الجهد للنهوض باللعبة. وقال: «لدينا قناعة بأن نشر اللعبة في القارة لن يتم بين يوم وليلة، بل على العكس تماماً فهو سيتطلب جهدا وتعبا وعرقا وأموالا تنفق، لكن يجب أيضا أن نحث الاتحادات الوطنية على العمل وتقديم ما يثبت أن لديها رغبة حقيقية في تحقيق الانطلاقة، ونحن نشعر بذلك بالفعل لدى العديد من الاتحادات التي تحتاج منا التدخل لتطويرها بالشكل المناسب». وتابع: «العمل على تطوير اللعبة في آسيا يحتاج إلى الصبر والتركيز في النهج العلمي والصحيح لتحقيق القفزة المنتظرة، ونحن نسعى لتوفير موارد مالية إضافية عبر مشاريع تهدف إلى زيادة المداخيل المالية، لأن الحقوق الأساسية للاتحاد مباعة قبل أن نتولى المسؤولية، وسيظل الأمر كذلك حتى 2020، ولكن رغم ذلك نحن نعمل من أجل توفير الدعم وكل ما يفيد الاتحادات الوطنية في القارة». بعضها حصل على 3 أو 4 ملايين «الفيفا» يدعم كل اتحاد وطني في القارة بـ500 ألف دولار سنوياً سيدني (الاتحاد) كشف تيري ريجيناس مسؤول تطوير الاتحادات الوطنية الأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، وأحد كبار المسؤولين عن مراقبة أداء الاتحادات الأهلية بمختلف قارات العالم أن «الفيفا» يساعد كل اتحاد وطني في آسيا بمتوسط لا يقل عن مليون و250 ألف دولار، مشيراً إلى أن أغلب تلك المساعدات توجه للنهوض بقطاعات الشباب وغيرها من النواحي ذات العلاقة بكرة القدم. ووعد الاتحاد الدولي في الدورة الجديدة بدفع مبالغ أخرى تبلغ 250 ألف دولار لكل من 209 أعضاء هي عدد الاتحادات الوطنية، و2.5 مليون دولار لكل من الاتحادات القارية الستة، ليصبح مجموع ما يحصل عليه كل اتحاد قاري سنويا 4.5 مليون دولار والاتحادات الوطنية الأعضاء 500 ألف دولار اعتبارا من العام الجاري بعد إقرار الزيادة على هامش مونديال البرازيل الماضي. وأشار ريجيناس إلى أن الاهتمام بتطوير اللعبة في بعض الدوريات أسهم في رفع قدرات اللعبة وزيادة انتشارها في آسيا، خصوصاً في دول غرب قارة آسيا، بالإضافة لبعض دول الوسط والجنوب مثل الهند التي تمتلك مقومات نهضة كروية حقيقية، بالإضافة إلى الصين وفيتنام وتايلاند. وأوضح أن هناك بالفعل دولاً في قارة آسيا لا تزال بعيدة عن الانطلاقة المنشودة، لأنها تحتاج لدعم مالي أكبر ولمشاريع ضخمة نظراً للظروف الصعبة لتلك الدول، سواء من حيث البنية التحتية أو الموارد المالية الضعيفة. وأوضح أن «الفيفا» سيستثمر خلال الفترة من 2015 وحتى 2018 ما مجموعه 900 مليون دولار في تطوير كرة القدم في دول العالم، وقال: «قارة آسيا ستحصل على نصيب الأسد من هذا المبلغ بسبب زيادة الدول التي تحتاج إلى الدعم، بالإضافة لقارة أفريقيا بطبيعة الحال». وأشار ريجيناس إلى أن الفارق بين القارتين، هو أن اللعبة في آسيا لا تزال تحتاج إلى الانتشار والممارسة في كل ركن من أركانها، بينما الأمر يعتبر ليس كذلك في أفريقيا، التي يعشق الملايين فيها لعبة كرة القدم، ولا توجد دولة في أفريقيا لا تجد فيها الصبية يلعبون الكرة في الشوارع. الجدير بالذكر أن الفيفا كان قد أنفق 800 مليون دولار عن الدورة من 2011 حتى 2014 على مشاريع التطوير ما يعني أن هناك زيادة 100 مليون دولار للدورة الجديدة، ويتم توزيع الميزانية التي يخصصها الفيفا للاتحادات الآسيوية والتي تتخطى حاجز الـ70 مليون دولار في العام، على النحو التالي: 41 ? للمساعدات المالية، و30 ? لتمويل مشاريع التطوير، و18 ? للتعليم والدعم التقني، و8 ? لخدمات التطوير و3 ? للخدمات الطبية. وتتمثل الأولويات الرئيسية للدورة الجديدة في مضاعفة الأموال المخصصة لتطوير كرة القدم للسيدات، دعم المسابقات الوطنية للشباب (الحالية والجديدة)، تحقيق خمسة أضعاف القدرة على توفير معدات كرة القدم في المشاريع ذات الأولوية مثل الشباب وكرة القدم للسيدات، وكرة القدم داخل الصالات وكرة القدم الشاطئية، وزيادة الدعم المالي للاتحادات الأعضاء للتصفيات المؤهلة لبطولات الشباب، وتعزيز نظام المعلومات الخاص بكرة القدم، وزيادة الاستثمار في نظام المعلومات الخاص بكرة القدم. كما سيتم تخصيص 600 ألف دولار لمشروع «الهدف»، اعتباراً من العام الجاري، مما يمثل زيادة قدرها 50 ? عن عام 2010 وحتى الآن، ما مجموعه 668 مشروعا من مشاريع «الهدف» في 202 من الاتحادات الأعضاء باستثمار إجمالي بلغ 284 مليون دولار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©