الإمارات توقع اتفاقيات تعاون في مجال الاتصالات والسياحة والاستثمار مع الجبل الأسود

وقع معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، اتفاقية تعاون اقتصادي مع معالي فلاديمير كافاليك وزير الاقتصاد في دولة الجبل الأسود (مونتنجرو)، وتشمل التعاون في قطاعات الاتصالات والسياحة، وجذب الاستثمار، والصناعة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتجارة، كما وقع مع معالي أندريا لومبار وزير النقل والمواصلات في الجبل الأسود اتفاقية تعاون في مجال الأجواء المفتوحة. وأكد المنصوري، في بيان صحفي أمس، نجاح الإمارات في استهداف معظم دول العالم التي تعتبر استراتيجية للدولة والتي تساهم في تعزيز سياسة التنويع الاقتصادي والانفتاح التي تنتهجها الإمارات لتنويع الاقتصاد وتعزيز البيئة الاستثمارية. ولفت معاليه إلى أن الإمارات تتمتع بحالة اقتصادية فريدة كونها استطاعت أن تجمع بين التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط واستغلال الموارد النفطية لدعم هذه السياسات الحكيمة من خلال بناء أحدث البنى التحتية في العالم ما مكنها من التعامل بكفاءة عالية مع المتغيرات الاقتصادية العالمية التي تهدد كبرى الاقتصادات حول العالم. جاء حديث معاليه خلال لقائه دولة إيجور لوكسيتشن رئيس وزراء دولة الجبل الأسود بحضور فلاديمير كافيليك وزير الاقتصاد، والوفد المرافق له، حيث نقل المنصوري تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وبدوره حمل رئيس وزراء دولة الجبل الأسود معالي المنصوري تحياته الى سموه ورحب بوفد الدولة لزيارته دولة الجبل الأسود. وبحث الطرفان أطر التعاون المشترك بين البلدين والقطاعات التي سيتم التعاون من خلالها والفرص الاستثمارية التي توفرها القطاعات الاقتصادية في كلا البلدين. وخلال اللقاء، أكد معالي المنصوري توجه دولة الإمارات نحو دفع العلاقات الاقتصادية مع الجبل الأسود إلى مستويات متقدمة. ولفت معاليه إلى أن الهدف من الزيارة هو مناقشة السبل الكفيلة بتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وزيادة معدلات التبادل التجاري وتنشيط عملية تدفق الاستثمارات بينهما عبر استكشاف القطاعات الاقتصادية التي تعتبر موضع اهتمام مشترك بين البلدين ومعالجة كافة العوائق والتحديات التي تؤثر على هذا التوجه. وأطلع معالي المنصوري، رئيس وزراء دولة الجبل الأسود على نتائج الزيارة وتحديداً الاتفاقيات الاقتصادية التي تم توقيعها خلال الزيارة مع وزيري الاقتصاد والمواصلات. ولفت معالي المنصوري إلى أهمية الموقع الاستراتيجي لدولة الجبل الأسود التي تمتد على طول الساحل الأدرياتيكي، مما جعلها جسر تواصل بين البحر المتوسط ووسط أوروبا نظراً لامتلاكها شبكة جيدة من النقل البحري والبري، وأهلها لتكون مقصداً للسياح، ومكاناً جاذباً للاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجال السياحة تحديداً. وقال معاليه إن “الجبل الأسود دولة واعدة ونتطلع الى الاستفادة من كافة الفرص الاستثمارية التي توفرها تحديداً في مجال الاستثمار الزراعي والصناعات الغذائية والسياحة والنقل خاصة وانها تسعى حالياً لتسريع عمليات الإصلاحات وفق المعايير الأوروبية كي تصبح عضواً بالاتحاد الأوروبي”. وأشار معاليه إلى أن برنامج الزيارة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام حفل بمجموعة من اللقاءات التفاعلية مع كبار المسؤولين الحكوميين والاقتصاديين من البلدين الى جانب تنظيم لقاء مشترك بين رجال الأعمال، حيث تم التباحث والتشاور حول سبل إقامة علاقات استثمارية وتجارية فيما بينهم. وعلى هامش الزيارة أيضاً التقى المنصوري والوفد المرافق، معالي بلينساف ميكونوفيك وزير الثقافة، حيث تم التباحث حول استكشاف سبل التعاون في مجال الثقافة. وتخلل الزيارة عقد لقاءات مشتركة لترويج الفرص الاستثمارية في كلا البلدين، حيث التقى وفد الدولة برئاسة المنصوري، كل من أليكساندار باجدونافيك عمدة مدينة سيتينجي، وماريا كاتوفيك عمدة مدينة كوتور، ودراغان كانكاراس عمدة مدينة تيفات. وفي نهاية الزيارة شدد الطرفان على أهمية التنسيق المستمر ودعم جهود البلدين لتتكلل الزيارة بالنجاح، وتعود بالفوائد الملموسة على كلا البلدين من أجل التوصل الى بناء علاقات اقتصادية مثمرة لكلا الجانبين. وحول آلية متابعة نتائج الزيارة، قال محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي، وكيل وزارة الاقتصاد إن الوزارة تعتمد آليات فعالة لمتابعة نتائج مختلف الزيارات الدولية التي تقوم بها، مشيراً إلى أن نتائج زيارة الجبل الأسود تحتاج إلى متابعة فورية نظراً لأهمية الفرص التي تم استكشافها في مختلف القطاعات الاقتصادية. وأضاف “اتفقنا مع المسؤولين في دولة الجبل الأسود أن يتم تعيين منسقين من الجانبين للتواصل في المستقبل القريب ونقل التقارير حول التطورات وآخر المستجدات حول ما تم الاتفاق حوله”. ويستند الاقتصاد في الجبل الأسود جزئياً على الزراعة (نحو 14% من الناتج المحلي)، وأهم المنتجات الزراعية هي التبغ والزيتون والبطاطس والحبوب والحمضيات والعنب، كما ينمو مجال التصنيع سريعا، وأهم الصناعات هي صناعة الصلب، والألمنيوم، وصناعة التعدين والفحم، وصناعة تجهيز المنتجات الغذائية، وصناعة المنسوجات، إضافة للصناعات المتعلقة بقطاع السياحة. وجزء كبير من عائدات البلاد يعتمد على التصدير. وأهم الشركاء التجاريين هم ايطاليا، وسويسرا، والبوسنة والهرسك.