الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلعة صيدا البرية تسقط فريسة الإهمال

قلعة صيدا البرية تسقط فريسة الإهمال
8 أكتوبر 2011 22:55
تزخر مدينة صيدا بآثار تراثية وكنوز قيّمة، وبعدد كبير من المساجد والكنائس والقلاع التاريخية التي أضفت على بوابة الجنوب أهمية فائقة، إضافة إلى مقامات الأولياء والقديسين التي ترجع إلى عصور وحقبات مختلفة، وهذا ما جعل منها مدينة أثرية بامتياز، حيث تكثر الآثار التي يعود بعضها للعصور الماضية، والى العقود الإسلامية والمسيحية والعربية والصليبية، وهو ما ميزها بعد بروز قلعتها البرية الكائنة عند «البوابة الفوقا» التي يعوّل على أهميتها التاريخية كشقيقتها القلعة البحرية، بحيث أنهما تعتبران من رموز المدينة. قلعة المعز القلعة البرية ارتبط اسمها سابقاً بـ»قلعة القديس لويس»، وهو ملك الفرنجة التاسع الذي قاد الحملة الصليبية السابعة، من العام 1248 إلى 1254، وقد أمر بترميمها نظراً لموقعها الاستراتيجي المشرف على تلة قديمة تكشف المدينة من ناحيتها الجنوبية، وتختزن في جوفها بقايا مراحل تاريخية متعاقبة، حيث يقال إن القلعة البرية عكس البحرية، أقيمت على انقاض قلعة أخرى، أقدم عهداً تعود إلى العهد الفاطمي، وتنسب إلى الخليفة المعز، وتنتشر فيها سفوح التل الأثري، وأعمدة تعود إلى العصر الروماني، وهناك «تلة المريق»، وهي عبارة عن مرتفع اصطناعي يصل طوله إلى مائة متر، وارتفاعه إلى خمسين مترا، والتلة المذكورة تقع إلى جنوب القلعة البرية، والتسمية تعود إلى تراكم بقايا أصداف المريّق، وهو نوع من المحار كان يستخرج منه الصباغ الأرجواني في العصر الفينيقي. وتاريخياً، القلعة البرية أو قلعة «المعز» نسبة إلى المعز لدين الله الفاطمي، هو من حصّن القلعة ورممها، قبل أن يعيد بناءها لويس التاسع أثناء فترة إقامته في عكار وصيدا، بين سنة 1250 و1254. وأدخلت على القلعة الأعمال و»الورش» الإنشائية لتحصين الأسوار والقلاع في صيدا، لحمايتها من الهجمات لاستعادة المدينة من يد لويس التاسع الذي عاد إلى فرنسا بعد أعمال الترميم التي بدأت عام 1253. إلى ذلك، يقول د. عبدالرحمن حجازي، صاحب دليل معالم صيدا الإسلامية «لم يكن لمدينة صيدا في العصور الإسلامية وما قبلها، قلعة تحمي مدخل الميناء والمدينة من جهة البحر من الغزاة، ومع اعتقادنا أن كل الشعوب التي استولت على مدينة صيدا، قد تركت بعض ملامحها على هذه القلعة، فإن غالبية كتب التاريخ المعاصرة، تعيد بناء قصر البحر إلى العهد الصليبي، مع أن البرج الضخم في هذه القلعة هو برج إسلامي، ويؤكد ذلك ما جاء في اللوحة الرخامية التي تعلو نافذة البرج المشرفة على ساحة القلعة وجاء فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم، انشأ هذا الحصن السعيد، المقر الكريم العالي جلبان الظاهري، سنة اثنين وخمسين وسبعمائة (752 ه – 1350 م)». مشاريع ترميم رئيس بلدية صيدا السابق د. عبدالرحمن البزري، يكشف في حديثه عن السعي المتواصل خلال توليه رئاسة البلدية، لتأمين الأموال اللازمة لإعادة تأهيل وصيانة القلعة البرية التي تعاني الإهمال والإقفال منذ سنوات طويلة، وذلك في إطار إنجاز مشروع الإرث الثقافي للمدينة، الذي يهدف إلى تحقيق مشاريع تتناسب والطبيعة الحقيقية لآثار صيدا وقلاعها، وأيضاً لتاريخ وتراث المدينة القديمة. والهدف من هذا كله تحسين المدينة وإفادة سكانها. ويقول «نحن لا نريد صيدا متحفاً خاليا من السكان، لا يوجد فيها سوى مطاعم ومقاه، بل نريد لهم أن يبقوا فيها وان يتطوروا اقتصادياً واجتماعياً ومالياً في شكل متواز مع التطور العمراني». أما رئيس البلدية الحالي المهندس محمد السعودي، فيؤكد أن مشروع تأهيل القلعة بهبة إيطالية، بات في مرحلته الأخيرة، والدراسة جاهزة والمديرية العامة للآثار وافقت عليها، والتنفيذ قريباً جداً. ويتابع السعودي «آثار صيدا تستحق كل الاهتمام، ولكن للأسف الإهمال موجود ونحن نعمل قدر المستطاع لتأهيل القلعة البرية». كبار السن من «الصيداويين» ما زالوا يتناقلون روايات عن وجود نفق يجمع القلعتين البرية والبحرية وهو يبلغ طوله تقريباً ثلاثمائة متر وارتفاعه متران ونصف المتر، والنفق المتفرع عنه، او النفق الطبي الموصل إلى معبد أشمون يبلغ طوله 2500 متر، وارتفاعه متران ونصف المتر. هذه المعلومات يؤكدها الباحث الأثري سامي فرحات عضو الجمعية اللبنانية للدراسات التراثية والأثرية.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©