سليمان يطالب الفلسطينيين بإنجاز الأهداف المتاحة وتأجيل المستعصية

انطلقت الجولة الثانية من الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة أمس، وسط أجواء من التفاؤل بإمكانية توصل اللجان الخمس المتحاورة، إلى تفاهمات لإنهاء حالة الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية في فترة اقصاها نهاية شهر مارس· واستهلت لجان الحوار الخمس أعمالها بجلسة افتتاحية تحدث فيها الوزير عمر سليمان رئيس الاستخبارات المصرية، ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى· وحض سليمان في كلمته ممثلي الفصائل والقوى الفلسطينية على الإسراع بالتوصل الى اتفاق بينهم، وطالبهم بإنجاز الأهداف المتاحة حالياً وارجاء المسائل المستعصية· وأكد ضرورة الاتفاق على ''حكومة فلسطينية توافقية غير فصائلية، قادرة على الاتصال والتواصل مع العالم، لخدمة قضايا رفع الحصار والتمهيد للانتخابات، وإعادة الإعمار، ما يستلزم أن يكون أعضاؤها من ذوي الكفاءة العالية والروح الوثابة للعمل والإنجاز في هذه الظروف الصعبة''· وقال سليمان إن الجامعة العربية سيكون لها دور أساس في تطبيق ما يتم الاتفاق عليه بين الفصائل· وخاطب ممثلي القوى والفصائل الفلسطينية قائلا ''إن الشعب الفلسطيني يترقب نتائج اجتماعاتكم فلا تخيبوا أمله''· وأضاف ''الوقت أمامنا محدود وعلينا أن ننهي ما هو متاح ونؤجل ما هو مستعص''· وطالب سليمان اللجان الخمس بـ''التصدي لكل الخلافات لتنهيها بالواقعية وبالروح الإيجابية والتنازلات المتبادلة بصرف النظر عن المصالح الفصائلية ''ولننسى الماضي ولنبني المستقبل''· وطالب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، الفصائل الفلسطينية بالعمل بأسرع ما يمكن من أجل إنجاز توافق حول القضايا محل البحث خلال السقف الزمني الذى اتفق عليه، حتى يمكن البناء على هذا الاتفاق والتقدم في القضايا الأخرى، خاصة عملية الإعمار واستئناف العملية السلمية· وخاطب أبوالغيط ممثلي الفصائل قائلا: ''بانخراطكم في هذا العمل البالغ الأهمية، اثبتم لشعبكم الصامد، ولنا وللعالم، أنكم لن تخذلوا قضيتكم، وأنكم بالفعل على مستوى المسؤولية التي يتطلبها التصدي لقيادة العمل السياسي النضالي من أجل انهاء الاحتلال الإسرائيلي''· وأضاف ''أن الرؤى والأساليب قد تختلف، وقد تتعارض بل وتتناقض، ولكن لا اعتقد أن هناك خلافاً على الهدف، وهو ضرورة بزوغ الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وبالتالي فالحوار الجاد والعميق والمسؤول هو السبيل الوحيد للتوصل الى رؤى مشتركة وأساليب متفق عليها من أجل تحقيق الهدف''· ودعا أبوالغيط ممثلي الفصائل الى ''تغليب المصلحة الفلسطينية العليا على أي مصلحة أخرى، حزبية كانت أو سياسية أو فئوية، فمصلحة الوطن فوق الجميع، وطريق الكفاح ضد الاحتلال لايزال طويلا، ولا يزال البعض في إسرائيل يعتقد بامكانية تصفية القضية الفلسطينية بوسائل شتى، ولا يجب اتاحة أي فرصة لنجاح مثل تلك المخططات ففي اتحادكم قوتكم''· وأكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، وقال لقادة الفصائل الفلسطينية ''يجب أن تتوصلوا إلى توافق لأن حالة الإنقسام تضر بالقضية الفلسطينية ، ولا يمكن أن تكون مسألة الضرر غائبة عنكم'' محذراً من انهيار فلسطيني قادم إذا استمر الوضع على ماهو عليه، من انقسام جغرافي وسياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة· وأعرب عن اعتقاده بأن ''هذه الجولة من الحوار هي المحاولة الأخيرة وأن الموقف العربي لن يظل ساكتا ولا متسامحاً مع الانقسام الفلسطينى''· وأكد الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة ''حماس'' أن ''فرصة نجاح الحوار كبيرة هذه المرة، معرباً عن اعتقاده بأن الجميع أمام منعطف، ومن الضرورى العمل من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني كله، خاصة وأن هناك تمثيلا كاملا من كل الفصائل''· وأعرب عن أمله في أن يخرج الحوار بنتائج جيدة على كل المسارات· وأعرب عضو اللجنة المركزية لحركة ''فتح'' زكريا الأغا عن أمله في أن تحقق جلسات الحوار التوافق، وأن يتم الوصول إلى اتفاق مصالحة ينهي الانقسام· وقال: ''لا مجال آخر سوى الوحدة الفلسطينية، وليس أمامنا خيار آخر سواه''· وقال خالد البطش القيادي في حركة ''الجهاد الإسلامي'' إن ''الآليات التي وضعت لعمل اللجان لن تسمح لأي فصيل بعرقلة عملها، خاصة أن كل لجنة تضم ممثلين لكل الفصائل، بالإضافة إلى مراقبين من مصر والجامعة العربية''· وقال الدكتور ياسر الوادية ممثل الشخصيات المستقلة في الحوار، إن الشخصيات المستقلة والأكاديمية ورجال الأعمال وعلماء المسلمين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، عقدوا سلسلة من اللقاءات قبيل بدء عمل اللجان مع وفدي ''فتح'' و''حماس'' ومع عدد من المسؤوليين المصريين وأن هذه اللقاءات أكدت إصرار الجميع على الوصول الى الوفاق الفلسطيني لمواجهة التحديات القائمة ومعالجة الملفات العاجلة· وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، أن هناك ''عدة عوامل تدعو للتفاؤل بنجاح عمل اللجان، في مقدمتها تداعيات العدوان الدموي على غزة، وتصاعد الضغط الشعبي الفلسطيني باتجاه التوافق، وطي ملف الانقسام، والسير في إعمار غزة ، والتقارب العربي، والجدية في إنهاء الخلافات العربية قبل قمة الدوحة وتولي إدارة أميركية جديدة''· واعتبر الدكتور واصل أبو يوسف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية أن الوقت الذي خصصته مصر لعمل اللجان كاف، لأنه في حالة توفر الإرادة الصادقة، فإن الأمر لا يحتاج لأكثر من يوم أو بضعة أيام· حماس تريد إنجاز ملفات الحوار الخمسة بصورة متوازية غزة (ا ف ب) - أكد المتحدث باسم حكومة ''حماس'' طاهر النونو لوكالة ''فرانس برس'' أمس،أن حركته تريد إنجاز ملفات الحوار الخمسة بصورة متوازية، مع بدء جلسات الحوار الفلسطيني في القاهرة لتشكيل حكومة فلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني· وكانت الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركتا ''فتح'' و''حماس'' قد اتفقت الشهر الماضي، على تشكيل خمس لجان لبحث قضايا المصالحة والحكومة والأمن والانتخابات ومنظمة التحرير الفلسطينية· وقال النونو:''نحن جادون في التوصل إلى اتفاق وذاهبون للحوار، ليس من أجل الحوار بل من أجل تحقيق مصالحة حقيقية تنهي جذور الانقسام، وهذا يتطلب مواقف إيجابية من كل الأطراف''· وأضاف ان ''القضايا ليست سهلة، ولكننا نأمل التغلب على كل العقبات والتوصل لاتفاق في أقرب وقت ممكن''· لكنه أضاف ''نأمل أن نصل إلى إنجاز كل الملفات الخمسة بصورة متوازية لأن أي تعطيل لأي ملف يؤثر على كل الملفات''· وأكد النونو ''نحن نؤكد على ضرورة الإفراج عن كل المعتقلين في الضفة الغربية وإنهاء هذا الملف كما وعدت ''فتح'' وألا تكون هناك أي عقبات''· وقال القيادي في ''حماس'' مشير المصري:'' لن تغادر الفصائل مصر إلا بعد الوصول إلى المصالحة الوطنية''· وأكد عضو المكتب السياسي لـ''حماس'' عزت الرشق، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية(د ب أ) في القاهرة: ''هناك كثير من العقبات التي تعترض هذا الحوار، خاصة في العمل باللجان التي تحتوي كثيرا من التفاصيل، وكما يقال إن ''الشيطان يكمن فى التفاصيل'' ·· ولذا فمطلوب من الجميع ان يتعامل مع القضايا برغبة حقيقة أكيدة لتحقيق نتائج مثمرة والتوصل لاتفاق مصالحة''· وتابع '' ما أفرجت عنه السلطة من معتقلي ''حماس'' كان عددا قليلا ·· نعتقد انه كان لذر الرماد بالعيون، والمحزن أن هناك دائما حملة اعتقالات مستمرة، وأعطينا ''فتح'' أسماء 350 معتقلا منذ يوم الرابع والعشرين من فبراير الماضي، وهو موعد بدء أول مراحل الحوار هنا في القاهرة''