السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سريلانكا والحسم العسكري ضد نمور التاميل

سريلانكا والحسم العسكري ضد نمور التاميل
11 مارس 2009 00:53
في عام 1992 استقال الليفتنانت كولونيل ''جوتاباهايا راجاباكسا''، من الجيش السريلانكي بعد أن أمضى ما يزيد على عقدين في الخدمة النظامية· بعد ذلك التاريخ بعام، انتقل''راجاباكسا'' إلى لوس أنجلوس، وبدأ العمل في مجال تقنية المعلومات· وفي عام ،2001 سمع الرئيس بوش وهو يقول إن الجميع يجب أن يحددوا موقفهم ''إما معنا أو ضدنا'' في الحرب العالمية التي تخوضها الولايات المتحدة ضد الإرهاب· لم يكن''راجاباكسا'' في حاجة إلى إقناع لأنه، وهو الضابط المزين صدره بالنياشين، والذي يشغل في الوقت الراهن منصب وزير الدفاع استنتج منذ زمن بعيد أن القتال الذي تخوضه بلاده ضد التطرف، والذي تحول إلى حرب أهلية عام،1983 كان يتطلب حلا عسكرياً عبر جبهة واحدة· وهو يقول عن ذلك:''الدرس الذي تعلمته هو أن محادثات السلام لن تقودنا إلى شيء· هل يمكنك أن تخبرني عن مكان واحد نجح فيه مثل هذا الأمر؟''· بعد عملية تعزيز كبيرة لبنية القوات والمعدات، تبدو سريلانكا الآن وكأنها على حافة تحقيق نصر ضد مقاتلي ''حركة نمور تحرير تاميل إيلام''، وإذا ما تحقق هذا النصر النهائي بالفعل، فإن سريلانكا ستكون قد نجحت فيما فشلت فيه دول أخرى في المنطقة مثل الهند وباكستان وهو إخماد تمرد مسلح بالقوة العسكرية· ووراء نجاح آلة الحرب السريلانكية، تقف المعدات العسكرية الصينية، وتقاسم المعلومات الاستخبارية مع استخبارات الدول الأجنبية، والتركيز على الاحترافية العسكرية· ويوضح دبلوماسي غربي مقيم في ''كولومبو'' هذه النقطة بقوله:'' لقد نجح السريلانكيون في تطوير الطريقة التي يعمل بها الجيش، والتي تقوم على أسس عسكرية منطقية بحتة''· كما أن الحكومة السريلانكية ضيقت الخناق على مصادر التمويل الخارجي لنمور ''التاميل''، ولكنها حققت في ذلك نجاحاً محدوداً· فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قد جمدت أموال مؤسستين خيريتين واعتبرتهما واجهتين للإرهاب، فإن الدول الأوروبية قد تباطأت في ذلك، كما يقول المسؤولون السريلانكيون· في نظر أنصارهم، بما في ذلك السريلانكيون التاميل الذين يعيشون في المنفى، يعتبر رجال نمور التاميل مقاتلين من أجل الحرية· وهذا الرأي يجد تعاطفاً في الهند التي يسكنها ما لا يقل عن 60 مليوناً من التاميل، كما يجد تعاطفاً أيضاً في دول الغرب، التي بذلت حكوماتها محاولات عديدة من أجل إقناع الطرفين المتحاربين في سريلانكا بالجلوس على مائدة المفاوضات، كان آخرها تلك التي تمت عام ·2002 ولكن نفور الرأي العام العالمي من ذلك النوع من التكتيكات العنيفة التي لجأ إليها نمور التاميل، شجع سريلانكا على إحياء حربها على الإرهاب التي كان عقلها المدبر هو''راجاباكسا'' الذي عاد إلى البلاد وأصبح وزيراً للدفاع خلفاً لشقيقه الأكبر''ماهيندا''، الذي فاز بمنصب الرئاسة عام ·2005 في ذلك الوقت تشكك حلفاء سريلانكا في قدرتها، على مواجهة نمور التاميل بحسب وزير الخارجية السريلانكية ''باليثا كوهون''الذي يقول إن جنرالا سويدياً كان قد قاد في السابق قوات ''الناتو'' في البوسنة، والذي قاد أيضاً مهمة لمراقبة الالتزام باتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين في سريلانكا، قد أخبره أنه ليس أمامهم فرصة لمواجهة نمور التاميل· ويقول وزير الخارجية إن دبلوماسيين غربيين قد أيدوا في ذلك الحين تلك الرؤية القاتمة للجنرال السويدي· ''لم نكن نتوقع انهيارهم بهذه السرعة بعد أن كانوا قد بنوا شهرة بأنهم مقاتلون لا يقهرون'' هذا ما يقوله ''كوهون'' الذي شغل من قبل منصباً دبلوماسياً في الأمم المتحدة· والشيء الذي ساعد على استمرار تلك الشهرة، هو التمويل السخي الذي كان نمور التاميل يتلقونه من التاميل المغتربين الذين يتركز معظمهم في كندا وبريطانيا، ويقدر عددهم الإجمالي بـ800 ألف شخص يؤيد معظمهم جبهة نمور التاميل في قتالها من أجل الحصول على حق الحكم الذاتي· ولكن الدعم المالي الذي يقدمه المغتربون السريلانكيون يظهر أيضاً في المعسكر الآخر: فـ''جوتابهايا راجاباكسا'' حاصل على الجنسية الأميركية بعد أن أقام اثني عشر عاما هناك· وقائد الجيش الجنرال ''ساراث فونسيكا'' يحمل البطاقة الخضراء· ويشير الباحثون إلى أنه مثلما يتبنى التاميل في المنفى مواقف متشددة بشأن السياسات الوطنية، فإن السريلانكيين المنتمين إلى الغالبية السنهالية الذين عاشوا في المنفى مثل'' راجاباكسا'' دأبوا هم أيضاً على تبني مواقف متشددة وتقليداً لأسلوب جمع الأموال الذي لجأت إليه حركة نمور التاميل، بدأ البنك المركزي السريلانكي من جانبه بيع ما يعرف بـ'' سندات المغتربين الوطنية'' لدعم وتمويل عملية إعادة الإعمار التي ستتم بعد انتهاء العمليات الحربية· ويقول النقاد إن التركيز على سحق حركة ''نمور التاميل'' قد جاء على حساب الحل السياسي للمظالم طويلة الأمد التي تشكو منها الأقلية التاميلية· ويخشى هؤلاء النقاد من إمكانية تراجع الحكومة المنتصرة عن الوعود التي كانت قد قدمتها في السابق بخصوص تفويض السلطة للجزء الشمالي من البلاد الذي يتحدث التاميلية، وهو ما قد يؤدي، في نظرهم، إلى ظهور جيل جديد من الشباب ''التاميلي'' الذي يشعر بالاستبعاد والإقصاء· ترد الحكومة على هؤلاء النقاد بالقول إنه ليس بوسعها إجراء إي إصلاحات إلا بعد أن تحسم القتال لمصلحتها بشكل نهائي ويتوقف هذا القتال تماماً· وتذكر مصادر الحكومة الانتخابات الإقليمية التي أجرتها العام الماضي في المنطقة الشرقية التي سلمتها جبهة نمور التاميل إلى قوات الحكومة، كدليل على حسن نيتها· ويقول ''الآن كينان'' المحلل الرئيسي في مجموعة الأزمات الدولية'' إن إزالة جبهة نمور التاميل من المسرح قد يفتح الأفق لبدائل سياسية للمجتمعات التاميلية'' ويضيف:'' بيد أن ذلك يتطلب أن تتيح الحكومة الفرصة للتاميل للحديث بحرية، وأن تستمع إليهم، وتستجيب لطلباتهم، حتى لو استمروا في انتقاد سياساتها الحكومية، فهذا هو الشيء الذي يتعين عليهم - في الحكومة - أن يثبتوه الآن''· سايمون مونتليك -كولومبو ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©