الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرشحون: الثقافة مسؤولية مشتركة

مرشحون: الثقافة مسؤولية مشتركة
30 سبتمبر 2015 18:05
غياب «الهمِّ الثقافي» عن برامج المرشحين لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي القادم، ليس بجديد، في ضوء ما يعانيه مفهوم الثقافة من إشكاليات حتى على المستوى العربي، حيث يرى البعض أن «الثقافة» ما زالت تقاد بطرق بدائية، وأن الهم الثقافي عند هؤلاء يعدُّ بطريقة أو بأخرى (حملاً زائداً) لا ضرورة له. فهل يكون خلو برامج المرشحين من الاهتمام الثقافي باعتبار أن الثقافة «مادة غير جاذبة للأصوات»؟ هنا يواصل عدد من المرشحين لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، إجاباتهم عن سؤال «الاتحاد الثقافي» المباغت: نسيج متداخل ترى نورة يوسف بن صندل المرشحة عن إمارة الشارقة أن الملمح الثقافي المفقود في الحملات الانتخابية للمرشحين يعود إلى التصور الملتبس لدى الكثيرين حول مصطلح الثقافة، وتضيف بأن الثقافة هي نسيج متداخل وذائب ومنصهر في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ولا يمكن فصلها وعزلها في قوالب ومفاهيم مغلقة تتعلق بالآداب والفنون فقط، ومن هنا كما أشارت نورة أتى اللبس وسوء الفهم وضبابية الرؤية تجاه غياب الدور الثقافي في حملات المرشحين، وقالت إن مطالباتها بتطوير المناهج الدراسية، على سبيل المثال، تدخل في صلب التطوير الثقافي أيضاً، لأن التعليم والثقافة في نظرها يتكاملان ولا يتعارضان، وكذلك فإن المطالبات بتنمية المرافق والخدمات الاجتماعية في حملات المرشحين، ستؤدي أيضاً إلى تنمية وتطوير الوعي الثقافي لدى الموطنين، لأن الأمر كما قالت سابقاً يرتبط بنسيج عام ومتداخل، وكل نماء وازدهار في جانب معين سينعكس إيجابياً على الجوانب الأخرى. وأضافت نورة بن صندل أن برنامجها الانتخابي يتضمن تعزيز وتطوير مراكز التدريب للعنصر النسائي في الدولة، مؤكدة على أن تطوير وعي المرأة التي هم أم وزوجة ومشاركة في الحراك الوطني، سيؤدي إلى زيادة تأثيرها الثقافي الإيجابي على أبنائها وأفراد أسرتها، وبالتالي فإن مثل هذه الاقتراحات والمبادرات من شأنها كما قالت أن تدفع بعجلة الثقافة والتنوير إلى التسارع والتواصل مع الثقافات والحضارات الأخرى في إطار من الحرية والتسامح وقبول الآخر مع الحفاظ على مبادئنا الوطنية والدينية والتراثية دون إفراط ولا تفريط. وأكدت بن صندل أن قيادتنا الرشيدة في الإمارات أعطت الجانب الثقافي ما يستحقه من مساحة ومن اهتمام ورعاية، وتم تتويج هذه الرعاية بالكثير من الإنجازات الملموسة، حيث أصبحت الشارقة على سبيل المثال عاصمة للثقافتين العربية والإسلامية، وانعكس هذا التأثير المتنامي للفعل الثقافي في الصحافة والإعلام والنشاطات الكبرى مثل معارض الكتب ومهرجانات الموسيقا والآداب والفنون، وبالتالي كما أشارت بن صندل فإن حملات المرشحين رغم تباين خططها وأجنداتها إلا أنها في النهاية تسعى لخلق بيئة تفاعلية تشجع على الجودة والإبداع والابتكار وتثقيف الطفل والمرأة، من خلال تفكير منهجي ووضع خطط تنموية طموحة ومبشرة ومتواصلة. ثقافة إلكترونية ويؤكّد المحامي سالم إسماعيل المدفع: «برنامجي قائم أساساً على نشر الثقافة القانونية، إلا أن الثقافة بمفهومها الكبير والشامل تغيَّب عن معظم برامج المرشحين حالياً، كونهم يسعون إلى ملامسة قضايا البيئة المحلية في تمظهراتها الاجتماعية والاقتصادية، حيث يلقون الضوء على النقاط التي تهمّ المواطنين الإماراتيين، وغالباً ما تكون ذات طابع اقتصادي يتعلَّق بمسألة القروض وتسديد الديون وتأمين متطلبات الحياة المعيشية بصورة تامة، فضلاً عن الزمور التعليمية والصحية. وبرأيي الشخصي فإن الثقافة لا تقف عند مرشح انتخابي أو أكثر، فهي قضية يجب أن تتولاها الحكومات نظراً للدعم الكبير الذي تتطلبه إذا ما أردنا منها الوصول إلى حالة متطورة فكرياً وتوعوياً. تجربة جديدة من جهته يوضح الدكتور عبيد علي راشد بن مسلم المنصوري، أن الثقافة من المسائل والقضايا المهمة في تشييد أوطان قوية ومتينة. ولا يدلّ عدم التركيز عليها في برامج المرشحين الحاليين للمجلس الوطني، على تجاهلهم لها أو عدم اعترافهم بأهميتها وحاجة بلداننا لها، إذ يجب أن نضع بعين الاعتبار أن الانتخابات جديدة بالنسبة لعدد كبير من المرشحين، لكن وضمن كل الظروف والمعطيات الراهنة يوجد من يوجّه برامجه لتثقيف الناس وتقديم المعرفة لهم بوجوهها المتباينة والمتشابهة. أيادٍ بيضاء ويعتقد المرشح صالح محمد صندل أن معركة الانتخابات القادمة ستكون محتدمة بين الكثير من الأطراف ما يضع الناخب في حيرة حقيقة نظراً لكثرة عدد المترشحين وتنوع الوعود، لذلك فإن التعرف على المرشح وقراءة خطابه والتعرف على نقاط الضعف فيه من شأنه أن يوجد لنا نواباً أكفاء لأن الاختيار بلا شك سيكون جيداً وخصوصاً أن الشارع الإماراتي يعاني من إحباط شديد بسبب النواب السابقين، والذين لم يقدموا للمواطن ما يرضيه ويتوافق مع تطلعاته وطموحاته، لذلك فإن التواصل مع الإعلام يساهم في طرح مبادرات جديدة لم تكن مطروحة من قبل. وقطعاً للثقافة دورها في توعية المجتمع وحمايته من الأفكار المضللة. ويرى أن اهتمامات صاحب السمو حاكم الشارقة وأياديه البيضاء في كل مجالات الثقافة، كبيرة وملموسة الأمر الذي لم يُترك له مجال في إضافة الجديد، وأن اهتمام الإعلام بالتركيز على هذا الجانب جعله يضع في اعتباره أهمية تضافر جهود النواب في هذا الجانب وإيجاد قنوات اتصال وتعاون بين مثقفي الدولة وإعلاميها. حاضر بقوة ويقول المرشح مسلم سالم بن حم العامري: على العكس تماماً، فقد كان الجانب الثقافي والتوعوي حاضراً وبقوة ووضوح في برنامجي الانتخابي، وفي كل الجوانب والمواضيع التي تم التركيز عليها في البرنامج؛ ففي الجانب المتعلق بتعزيز دور المرأة ودعم التشريعات والبرامج الخاصة بالأسرة والطفل، ركزت على دور المرأة في تربية جيل أكثر وعياً وثقافةً وحباً للوطن، وما سوف نطالب به من تقليل ساعات عمل المرأة ومنحها الوقت والإجازات الكافية لمتابعة شؤون أسرتها هو لأجل أن تقوم المرأة بدورها في تثقيف النشء وهي أهم المهام السامية للمرأة. وفي جانب دعم فئة الشباب والأخذ بيدهم نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأماناً، فقد أكدت بأنني سوف أعمل على دعم ومساندة التشريعات الخاصة بمشاريع الشباب وتحفيزهم على الابتكار والإبداع، واستحداث برامج ومشاريع لاستثمار الطاقات الخلاقة للشباب وحمايتهم من العادات الدخيلة والأفكار الهدامة وتعزيز الحس الأمني ومبادئ العقيدة والولاء والانتماء وحب الوطن والقيادة لديهم.. وكذلك المطالبة بإنشاء جمعيات خاصة بالشباب للتوعية الاجتماعية والأمنية، بهدف حمايتهم من التطرف وتحفيزهم على مكافحة الكراهية والتمييز، وآفات المجتمع والعادات السيئة، وهذا هو أهم جانب تثقيفي موجه لفئة الشباب والتي تعتبر فئة مستهدفة بالتضليل وغرس أفكار هدامة. وفيما يتعلق بجزئية المسؤولية المجتمعية والأمنية في برنامجي الانتخابي، فقد حرصت على التركيز على هذا الجانب لخدمة المجتمع وتعزيز أمنه واستقراره وازدهاره وترسيخ مبادئ الانتماء والتلاحم والإخاء بين كل شرائح المجتمع والعمل على تفعيل الشراكة المجتمعية بين الأفراد والمؤسسات والشركات، ودعم البرامج التوعوية والدورات التثقيفية لرفع مستوى الحس الأمني لدى المواطن، وتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ مبادئ عقيدتنا وثقافتنا وخصوصية عاداتنا، فالجانب الثقافي هو محور وقلب هذه المسؤولية. مجتمع مثقف ويرى المرشح فاهم عبدالله حريميش الحبسي في الثقافة ودعمها أهمية وضرورة، ولكنه لم يطرح أي شق يتعلق بدعم الثقافة ضمن محاور حملته الانتخابية القائمة على الصحة، والسكن، والوظيفة، والتعليم، لأن المجتمع الإماراتي حسب قوله هو بالأصل مجتمع مثقف ومحافظ على قيمه وتقاليده الأصيلة، والأدب والكياسة هما جزء من ثقافته وسلوكه اليومي، لذلك لم يطرح أي قضية تتعلق بدعم الثقافة في برنامجه الانتخابي الذي برأيه يجب أن يلبي حاجات الناس الضرورية والأساسية وتلبي طموحاته في حياة أفضل، وقد يفعل ذلك ويقدم طروحات لدعم الثقافة ومشاريعها، بعد أن يدخل قبة المجلس.. العنوسة والطلاق وفي رأي المرشح وليد شيبان محمد الدبدوب الحبسي أن الثقافة هي التعليم وهي الفطنة، وبرنامجه لم يخل من دعم الثقافة عندما ركز على تعزيز التعليم ونشره بين الشباب ومحاربة العنوسة والطلاق، وتعزيز الرقابة الغذائية، أما الأمور الأخرى من دعم البرامج الثقافية والمثقفين تأتي حسب رأيه في مراحل لاحقة بعد التركيز على الأمور الأساسية في الحياة ويمكن طرحها في المستقبل. بنية معرفية من جهته اعتبر المرشح مصطفى الزرعوني، أن الحديث عن مفهوم (الثقافة)، باعتباره بنية اجتماعية ومعرفية في العمل البرلماني، يتطلب في البداية وعياً متكاملاً وواضحاً، من قبل المرشح تجاه صلاحيات المجلس الوطني الاتحادي، وهو أمر من شأنه المساهمة في بلورة برنامجه الانتخابي، ورؤيته التنموية ككل، معتبراً أن هناك الكثير ممن يودون الانضمام للعمل في المجلس، دونما فهم متكامل لما يستطيعون تقديمه، إلى جانب افتقارهم إلى المعرفة بالآلية الاستشارية والتنفيذية تحت قبة البرلمان. وأوضح الزرعوني أن البرنامج الانتخابي يقوم على الاهتمامات والمطالب العامة للمجتمع، حيث جاء كل من التعليم والصحة والاقتصاد وقضايا المرأة والطفل، وغيرها من المجالات المؤسساتية والاجتماعية، لتترأس أهم المواضيع المطروحة من قبل المرشحين، كونها تشكل بالمجمل أكثر الأصوات المجتمعية، ويمكن القول إن منظومة العمل الانتخابي، يجب أن تعكس مطالب الأفراد، بالدرجة الأساسية، وذلك بطبيعة الحال لا يلغي أهمية الثقافة، فنحن نتحدث اليوم عن كل أنواع الفنون. ويرجح الزرعوني، أن غياب الثقافة بمعناها المجتمعي، في المطالب البرلمانية المحلية عموماً، يعود لعدة أسباب، بحسب رأيه، ممثلةً بقلة عدد المثقفين، إلى جانب أن المجتمع لا ينظر للثقافة كضرورة وحتمية، في ظل غياب المنهجية الواضحة لدى وزارة ثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والتنسيق الفعلي مع المؤسسات التعليمية. ويوكد أن أهم ما يمكن التأكيد عليه في هذا الصدد هو أنه لا يمكننا تبني (الثقافة) كمحور استراتيجي، دون علاقة مباشرة وتواصل مستمر مع جمعيات النفع العام، وهنا رسالة يوجهها لزملائه المرشحين، وتحديداً من سينجح في الانضمام للمجلس، مفادها أن قراءة الشارع، والكشف عن ما يتطلع (المثقفون) لتحقيقه، على سبيل المثال، يحتاج لعقد اجتماعات ولقاءات مع المعنيين بالثقافة من جهة، والمهتمين بمتابعة الثقافة (الجمهور) من جهة أخرى. ويختم الزرعوني أن محور (الثقافة) في العمل السياسي، مطلب مهم، كون دولة الإمارات منذ التأسيس، قامت على مفردات بناء فكر الإنسان، ولا يمكننا الاستمرار في الحديث عن التنمية، بمعزل عن الثقافة، وهي اللبنة والبنية الأساسية لاستدامة الفعل الحضاري في الدول، ولتحقيق منعطف جديد في الحياة الثقافية، من خلال «الوطني الاتحادي»، يجب أن يؤمن المرشحون بالعمل الجماعي. خيط الثقافة يعتقد المرشح مبارك عوض بالكيلة العامري إن الثقافة هي الخيط الذي يشد عناصر المجتمع بكل أطيافهم إلى بعضهم بعض، وهي التي توجد التلاحم والالتقاء، حينما تتباين الآراء، لتكون هي من يصهر الجميع في بوتقة واحدة اسمها الوطن. ويقول: رغم أن برنامجي يخلو من محور يتحدث عن الثقافة صراحة، فإن هناك جوانب تشغلني مثل تفعيل ثقافة الولاء والانتماء والمحافظة على الهوية الوطنية، ووضع الجيل الجديد وبخاصة قطاع الشباب، على خريطة الاهتمام بثقافة نوعية، والتواصل مع المؤسسات ذات الصلة، كون الثقافة هي الخيط الذي يشد عناصر المجتمع بكل أطيافهم إلى بعضهم.? لا وقت المرشحة عائشة سالم إبراهيم الزعابي، لم يكن لديها الوقت للإجابة عن السؤال، واكتفت بإرسال ما رأت أنه يتعلق بالبعد الثقافي في حملتها، والذي يتمحور حول مفهوم تعزيز الولاء، والانتماء للوطن، وتوعية أفراد المجتمع بضرورة احترام قوانين الوطن والحفاظ على ممتلكاته من خلال تدشين منهج هويتي وطني، عبر برامج مدروسة في عملية التعليم، مع احترام حقوق الآخرين، وثقافات الدول الأخرى وعدم الإساءة إليها. المناهج الدراسية تدخل في صلب التطوير الثقافي، فالتعليم والثقافة متكاملان ...................... الممارسة البرلمانية الشفَّافة هي ثقافة تواكب متطلَّبات العصر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©