الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالله بن زايد يدعو إلى استراتيجية دولية تستهدف أسباب التطرف

عبدالله بن زايد يدعو إلى استراتيجية دولية تستهدف أسباب التطرف
30 سبتمبر 2015 18:24

شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في أعمال القمة التي ترأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك حول التصدي للتطرف العنيف، وذلك بمشاركة رؤساء ووزراء خارجية عدد من الدول الأعضاء المشاركين في أعمال الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأكد سموه إدراك دولة الإمارات حجم التهديد الخطير الذي يشكله التطرف على المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن الأيديولوجيات المتطرفة عادة ما تسعى إلى تسميم أفكار الشباب وتقسيم المجتمعات وتحريف الدين الإسلامي بما يخدم أجنداتها. وتعهد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في كلمة له خلال القمة، باستمرار التزام دولة الإمارات بدورها في التصدي لخطاب التطرف سواء عبر الوسائل الإلكترونية أو غيرها من الوسائل.

ونوه بأن هذه الأيديولوجية المتطرفة عادة ما تؤسس الدعائم للإرهاب، داعيا إلى ضرورة التصدي لهاتين الظاهرتين عبر استراتيجية دولية شاملة تستهدف الأسباب الجذرية للأيديولوجية المتطرفة.

وقال سموه "إن عمليات القتل المنهجي التي ينفذها "داعش" ضد المدنيين الأبرياء وإبادة الأقليات الدينية والسبي والاغتصاب الجماعي للنساء والتدمير المتعمد للتراث التاريخي.. تشكل صدمة لم يسبق لها مثيل في عالمنا المعاصر لضمير إنسانيتنا المشتركة".

وأضاف سموه "أن الحرب على الإرهاب والتطرف هي حربنا جميعا، نخوضها دفاعا عن قيمنا الإنسانية ضد الجماعات الإرهابية التي تستهدف أمن شعوبنا ومستقبل أبنائنا".

ونوه سموه بأن دولة الإمارات تلحظ المؤشرات الإيجابية والتقدم الذي يحققه التحالف الدولي في عملياته ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدا أن دحر هذا التيار المتطرف يتطلب جهود دولية مكثفة للقضاء عليه وعلى بؤر الإرهاب والضلال التي تستخدمها الجماعات التكفيرية كملاذ آمن بما في ذلك معسكرات التدريب خاصة في العراق وسوريا.

وشدد سموه على أن حل الأزمة في سوريا لا يكمن في أي تواصل مع المسؤولين عن الفوضى والدمار وإنما في تكثيف الحملات ضد "داعش" وأيضا في مواصلة الضغط والعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي عاجل يتماشى مع مبادئ "جنيف 1".

كما جدد سموه دعم دولة الإمارات للجهود التي يبذلها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتحقيق المصالحة الوطنية بين المكونات المختلفة للشعب العراقي وإصلاح مؤسساته.

وقال سموه إنه يتعين اتخاذ مزيد من التدابير الجريئة بهدف استعادة ثقة المكون السني في النظام السياسي والبناء على ذلك من خلال إنشاء جبهة وطنية موحدة ضد "داعش"، مبديا سموه في هذا الصدد استعداد دولة الإمارات لتقديم الدعم في الجهود التي تصب في هذا الاتجاه.

وأضاف سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية .. أنه "لا يخفى أن الفشل في إحراز تقدم في العراق وسوريا سيتسبب في استمرار نيران الصراع فيهما وامتداد خطرها إلى المنطقة الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم أزمة اللاجئين وانعكاساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تطال مختلف دول العالم".

ونوه سموه بالدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لعمليات التحالف الدولي عسكريا وعبر مكافحة قنوات تمويل داعش والجماعات الإرهابية، مضيفا أن دولة الإمارات تشارك مجموعة العمل المعنية بتحقيق الاستقرار ومجموعة العمل المعنية بالتواصل الاستراتيجي.

وقال "اسمحوا لي هنا أن أركز على مساهماتنا في التصدي لخطاب داعش الإرهابي وأن أضيف على ما ذكره رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لقد شهدنا استغلال داعش لوسائل التواصل الاجتماعي لنشر الفكر المتطرف والتجنيد مما مكن التنظيم من الانتشار والنمو المتسارع".

وبين أن من هذا المنطلق قامت دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية خلال شهر يوليو الماضي بإطلاق مركز "صواب" الذي يهدف إلى رصد وتحليل خطاب "داعش" عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتصدي له وتقديم رؤية إيجابية ومعتدلة لمستقبل المنطقة".

وأضاف سموه "رغم أنه لا يزال أمامنا شوط طويل في هذا المجال إلا أن النتائج الأولية مشجعة للغاية، وخلال شهر أغسطس الماضي أطلق المركز حملته الإلكترونية الأولى والتي ركزت على المنشقين عن تنظيم (داعش) ولاقت نجاحا متميزا وردودا إيجابية كبيرة".

وأشار إلى أن هذا المركز أطلق منذ عدة أيام ثاني حملاته الالكترونية التي تلقي الضوء على الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها السكان في المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش، مضيفا أن دولة الإمارات قامت بالتنسيق المسبق مع شركائها في التحالف وعدد من الشخصيات المؤثرة قبل إطلاق هذه الحملة كي تنشر رسائلها عبر شبكات متعددة ومتنوعة.

وأوضح سموه أنه باستخدام هاشتاج "أكاذيب_داعش_تفضح" باتت رسائل دولة الإمارات تتصدر قائمة التغريدات الأكثر تداولا في كل من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.

وكشف أن مركز "صواب" يخطط لتوسعة إطار عمله عبر وسائل تواصل اجتماعية أخرى ليصل لمجموعات وفئات جديدة. وقال إنه على الرغم من وجود بعض المؤشرات المبدئية التي تدل على تراجع نشاط "داعش" على "توتير" إلا أننا ندرك أن هذا الصراع الطويل يتطلب تفاعلا وتواصلا مستمرا من حكوماتنا وشعوبنا".

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات كانت ولاتزال تدعو للدفع قدما إلى أجندة الاعتدال في المنطقة، وقال "نحن نؤمن بأن التسامح والانفتاح والحكم الرشيد تشكل القيم الأساسية والمشتركة التي ترتكز عليها الثقافات والأديان المختلفة".

وأعرب عن أمله في نقل هذه الرؤى والقيم من خلال مركز "صواب" والمبادرات الأخرى للمساهمة في انقاذ جيل يشعر بتخلي المجتمع الدولي عنه وبالإحباط إزاء قلة الفرص المتاحة له مما جعله فريسة سهلة للأيديولوجيات المتطرفة.

وجدد سموه في ختام كلمته التزام دولة الإمارات بدورها في التصدي لخطاب التطرف سواء عبر الوسائل الالكترونية أو غيرها من الوسائل الأخرى وأعرب عن ثقته في أن "رسالتنا ورؤيتنا المشتركة هي التي ستنتصر في النهاية على ضلال داعش ووحشيته".

حضر القمة سعادة فارس محمد المزروعي مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية و سعادة يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©