المناخ العام لا يشجع على العمل في اتحاد الكرة

بعد أن تناول المونديالي علي بوجسيم رئيس لجنة التحكيم باتحاد الكرة الرد على انتقادات الحكام في الجولات الأخيرة، وتطرق إلى شؤون قضاة الملاعب، ينتقل اليوم للحديث عن موقفه من الترشح لانتخابات اتحاد الكرة، والمرحلة التي تعيشها اللعبة، وخطورتها على مستقبل كرة القدم بصفة عامة· سألنا علي بوجسيم عن موقفه من الانتخابات المقبلة، وموعد ترشحه فأجاب: ''العمل في اتحاد الكرة خدمة وطنية وشرف في الوقت نفسه، لكن الوضع الحالي في مجال كرة القدم منفر ولا يساعد على العمل في ظروف إيجابية، حيث طغت السلبية على تقييم الناس، وأصبحنا ننظر بالعين السلبية فقط، ولا نرى إلا الأخطاء، بالرغم من أنه لا يوجد عمل كامل ودون أخطاء''· أضاف بوجسيم: ''تعلمنا خلال محاضرات الحكام أن ننظر بـ(العين الإيجابية)؛ لأنها تساعدنا على تطوير عناصر القوة لدينا وتفادي الأخطاء، لكن ما يحدث اليوم أن إيجاد السلبيات أصبح بمثابة العثور على جوهرة ثمينة للتشكيك في عمل الآخرين، وهذه الحالة انتشرت سواءً في بعض وسائل الإعلام، أو الشخصيات الإدارية، مما جعل الوضع العام غير مشجع على العمل باتحاد الكرة''· وقال علي بوجسيم: ''بعض البرامج التلفزيونية تتصيّد عمل الأندية والمدربين واتحاد الكرة، وشاهدت تهكماً واستهزاءً بمدرب الشارقة، بعيداً عن الاحترافية والنقد البناء، باعتبار أن الانتقاد تعرض إلى شخص المدرب وليس عمله، وذلك من أجل البحث عن السلبيات فقط''· وأضاف: ''إذا تحولت بعض وسائل الإعلام إلى محاربة كل من يعمل وتتصيّد السلبيات، فلا أحد سيتشجع للعمل في المستقبل''· كما اعتبر أن ''بعض الشخصيات تصطاد في الماء العكر؛ لأن إمكاناتها ضعيفة''، ولا تقدر على التنافس، فتلجأ إلى تشويه الصورة العامة، مما لوث الوضع العام للرياضة· وأشار إلى أن ''بعض الحكام الذين تم إعدادهم في السابق ووفرت كل الإمكانات اللازمة لهم، بمجرد أن خرجوا من لجنة الحكام هاجموا الحكام بتضخيم أخطائهم، والطعن في قراراتهم، مثل عبدالله البناي الذي يهاجم الحكام وينتقدهم''· وقال: ''هذا الوضع العام جعلني أتردد كثيراً في الترشح للانتخابات، حيث لا أملك الدافع القوي للاستمرار باتحاد الكرة''· وأضاف: ''عملت في مجال كرة القدم لأكثر من 24 عاماً، بين الميدان والإدارة، وخدمت بلدي بما يرضيني ويرضي المسؤولين والجماهير، لكن إذا تواصل هذا الوضع السلبي والتصيّد لأخطاء الناس، فنحن في غنى عن هذه الأجواء؛ لأننا ضحينا بالتزاماتنا العائلية وأعمالنا من أجل خدمة الكرة، وبالتالي سأكتفي بخدمة الإمارات من موقعي في الاتحادين الآسيوي والدولي''· وعن مصدر هذه الأجواء السلبية، قال بوجسيم: ''هذا المناخ جديد علينا، وظهر بالتحديد في السنوات الثلاث الأخيرة، حيث أصبح الجو غير صحي من خلال سيطرة (النظرة السلبية) وتصيد الأخطاء''· وقال: ''أرحب بالنقد البناء الذي يساعد على الإصلاح والتطور، لا الانتقاد الذي يهدف إلى الهدم، وخلق جو من عدم الثقة''· وطالب بوجسيم ''بوقفة صريحة لتفادي هذه الظاهرة السلبية، وفسح المجال للعمل وخدمة كرة الإمارات''· مخاطر منصب الرئيس لم يتلق اتحاد الكرة إلى اليوم أي ترشيح لمنصب رئيس اتحاد الكرة، فسألناه عن نيته في الترشح لهذا المنصب أو لنائب الرئيس فقال: ''لم أحسم قراري حتى الآن بالترشح لمنصب الرئيس أو نائب الرئيس؛ لأنني أقيس وأحسب عوامل مختلفة متعلقة بظروفي الشخصية، ومدى قدرتي على التفرغ ومنح الوقت الكافي للمهمة التي سأتولاها''· وأضاف: ''أنا في خدمة بلدي في أي منصب، ويجب أن أشير إلى أن منصب الرئيس لن يعطيني ما أعطاني إياه الميدان، كما أن هذا المنصب محفوف بالمخاطر، والعمل في الميدان يكون في حدود 70% من الجهد الشخصي والباقي للجهود المساندة، بينما في الجانب الإداري فالجهود موزعة، والنجاح يتوقف على جهود بقية الأطراف الأخرى، ويتوقف كذلك على رضا الجهات الأخرى· وبالتالي لا تملك الإرادة والحرية الكاملة، ولا تقدر أن تتوقع النتائج التي ستتحقق''· وأضاف: ''الرئاسة لا تشكل عبئاً، لكن المسألة متعلقة بالوضع العام للعبة، وللأسف الوضع العام للعبة اليوم غير مشجع''· وبخصوص النهاية التي انتهت إليها فترة رئاسة يوسف السركال لاتحاد الكرة، قال بوجسيم: ''استقالة يوسف السركال وخروجه بهذه الطريقة من اتحاد الكرة، خلّفا حالة من عدم الارتياح وعدم وضوح الرؤية في المستقبل؛ لانه ليس بهذه الطريقة نكافئ أصحاب الإنجاز من الشخصيات التي قدمت الكثير لكرة الإمارات''· وأضاف: ''كل من يفكر في رئاسة الاتحاد حالياً (تخيفه) وتقلقه، الطريقة التي خرج بها يوسف السركال، التي خلفت أثاراً سلبية على العاملين باتحاد الكرة''· وقال: ''استقالة السركال خسارة لثروة كبيرة في كرة القدم، بناء على ما وصل إليه من مراتب ومناصب محلية وخارجية، وما حصل عليه من خبرات وتجربة، إلى جانب الإنجازات التي تحققت في عهده، وبالتالي خسرناه بسهولة وبطريقة لا تتناسب مع مكانته''· أخطاء اتحاد الكرة قبل أن يسدل الستار على مشوار أربع سنوات من عمر اتحاد الكرة، سألنا بوجسيم عن تقييمه لهذه المرحلة، فقال: ''ما حققه اتحاد الكرة في الفترة الماضية لم يسبق أن تحقق في كرة الإمارات، فالإنجازات معروفة وواضحة، والعمل ظهرت نتائجه في جميع المجالات''· ومضى بوجسيم مؤكداً: ''الوضعية التي عاشتها كرة الإمارات في الفترة الأخيرة بالانتقال السريع من الهواية إلى الاحتراف كلف الأندية والاتحاد الوقوع في أخطاء وهفوات والوصول إلى حد التخبط في القرارات، وكل ذلك لأننا لم نكن مهيأين لهذه النقلة''· وأضاف: ''حالة عدم الاستقرار سيطرت على عمل الاتحاد، باعتبار أن أغلب أعضائه من المتطوعين، وليسوا متفرغين، وأثبتت التجربة أن اتحاد الكرة بحاجة إلى تكييف وضعه مع متطلبات الاحتراف، حتى ينجح في إدارة شؤونه بدقة''· وأشار إلى أن لجنة الحكام على سبيل المثال ليس بها سوى شخص واحد متفرغ، أما الباقي فهم متعاونون برواتب مكافآت، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى جهاز تحكيمي متفرغ من الفنيين والإداريين من أصحاب المؤهلات لتسيير عمل لجنة الحكام وتطبيق برامجها، كما اعتبر أن الاتحاد يحتاج كذلك إلى مدير تنفيذي متفرغ ولجان تسويقية وطاقم إداري متفرغ وطاقم قانوني ثابت، حتى تؤدي مختلف اللجان أدوارها بدقة ونجاح· يوسف حسين سألنا علي بوجسيم عن التصريحات الساخنة التي وجهها يوسف حسين عضو مجلس إدارة الاتحاد المستقيل إلى الاتحاد الحالي، فأجاب: ''علاقتي بيوسف حسين صداقة متينة وأعتز وأفتخر بها، حيث قضينا وقتاً طويلاً معاً في اتحاد الكرة وعملنا معاً وساهم بآرائه السديدة في دعم مسيرة الاتحاد، كما أنه لاعب دولي سابق نعتز به، وأنا أحترم رأيه إذا كان يتعلق بأسلوب أو طريقة العمل، لكن أن يتعرض إلى الأشخاص الموجودين في مجلس الإدارة، فهذا ما لم استسغه''· وأضاف: ''قرأت التصريحات وأنا في الطائرة أثناء سفري خارج البلاد، ولم أقدر على الموازنة بين يوسف حسين الذي عرفناه، وبين من ينتقد زملاءه ويهاجم مجلس الإدارة، وما أستغربه هو أن يوسف حسين سمح لنفسه بإعطاء أحكام على أشخاص عملوا معه وانتقادهم كأنه أعلى منهم، بينما ليس من حقه أن يحكم على عمل أعضاء المجلس؛ لأنه ليس أفضل منهم''· وأضاف أيضاً أنه لا يحق ليوسف حسين التجرؤ على أعضاء المجلس؛ لأن عدداً منهم يفوقونه تجربة ولهم وزنهم وثقلهم ويحظون بمكانة اجتماعية ورياضية مرموقة· وأضاف: ''كان يفترض على يوسف حسين أن يراعي علاقة الاحترام والصداقة والزمالة التي تربطه بأعضاء المجلس، خاصة أن عدداً من الأعضاء لهم طموحات في مواصلة العمل باتحاد الكرة والترشح إلى الانتخابات المقبلة''· عيسى درويش يرد:لست طمّاعاً ·· يا بو جسيم سعيد عبدالسلام دبي- رد الحكم الدولي المساعد عيسى درويش على تصريحات علي بوجسيم رئيس لجنة الحكام باتحاد كرة القدم قائلاً: '' لست طماعاً كما وصفني رئيس اللجنة، ولكن كان لدي طموح بالوصول الى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي ولم يحالفني التوفيق، وكان هذا بالنسبة لي هدفا استراتيجيا، لذلك فضلت الابتعاد عن التحكيم، كما أن علاقاتي قوية مع الحكام من دون استثناء وصالح المرزوقي واحد منهم، فلماذا يريدون خلق حساسية بيننا''؟ وأضاف:'' ذهبت الى كأس العالم ثلاث مرات للناشئين والشباب والكبار، وأعتقد أن طموحي شرعي واعتزالي التحكيم من عدمه قرار شخصي لا يحق لأحد أن يتدخل فيه''·وقال: ''اتهامات علي بوجسيم لي ليست في محلها''· وحول عدم تقديمه رسالة رسمية يعلن فيها قرار اعتزاله الى لجنة الحكام قال: ''في البداية اعتذرت عن عدم المشاركة في إدارة مباراة الوصل والشباب، بعدما علمت بعدم اختياري ضمن الحكام الذين سيديرون كأس العالم 2010 ''· وقال: '' اتصل بي الكابتن سالم سعيد السكرتير الفني للجنة الحكام، وسألني عن سبب الاعتذار فقلت له: ''كان هدفي الوصول لكأس العالم، واليوم وبعدما علمت أنني خارج القائمة، فلن أكمل مشواري مع التحكيم ، وهذا القرار من حقي''، فقال لي سوف أنقل حديثك الى اللجنة ولم يقل لي أرسل رسالة رسمية، وحتى الكابتن مسلم أحمد عضو اللجنة اتصل بي من مصر، ولم يقل لي أرسل رسالة، بل قال أنا ''مخول'' من اللجنة للحديث معك· قلت له: لا تنس أنهم ساعدوك في الوصول لكأس العالم ،2006 فقال عيسى درويش: نعم هذا صحيح ولا أنكر ذلك مثلما فعلوا مع الجميع· وعاد عيسى درويش ليقول: '' الطمع ليس من أخلاقي، أو النظر فيما هو في يد أي زميل آخر·· فعندما دخلت مجال التحكيم لم أتصور أنني سأصل الى كأس العالم· وأضاف: '' مازلت مصرا على ان هناك مجاملات داخل لجنة الحكام، وعلى اللجنة ان تصارح الحكام، والذين يخافون الحديث خشية الإيقاف''· وقال: ''أتعجب من تصريحات بوجسيم، ويحزنني ان يتحدث عني بهذا الاسلوب، و ''تصريحات علي بوجسيم وسالم سعيد السابقة قالا فيها: '' نريد نريد حكم ساحة يمثل الإمارات في كأس العالم ،2010 وهذا معناه أنهم يريدون إبعاد عيسى درويش''· وتحدث عن صالح المرزوقي فقال إنه اهل للثقة· لجنة الحكام ترفض استقالة صلاح أمين عقدت لجنة الحكام اجتماعاً أمس الأول بمقر الاتحاد بدبي، برئاسة علي بوجسيم، رئيس اللجنة، حيث تم تعيين حكام مباريات الدور نصف النهائي لمسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، كما اطلعت اللجنة على رسالة الاستقالة التي تقدم بها الحكم الدولي السابق صلاح أمين عضو اللجنة· وقال بوجسيم: اللجنة طالبت صلاح أمين بالعدول عن الاستقالة والاستمرار مع زملائه خلال الفترة المتبقية لنشاط الاتحاد، وذلك لما يتمتع به من مشاركات إيجابية خلال الفترة التي قضاها في اللجنة، ومن خلال مراقبة الحكام وتوجيه النصح والإرشاد لهم ومشاركاته بنشاط الاتحاد الآسيوي· واعتبرت اللجنة أن صلاح أمين من الكفاءات التي تتمسك بها خلال الفترة القادمة، لما لديه من خبرات لحين انتهاء فترة نشاط اللجنة الحالية· واطلعت اللجنة على نتيجة اختبارات اللياقة البدنية للحكام النخبة بالاتحاد الآسيوي، وتقرر كذلك إجراء اختبارات اللياقة البدنية لجميع الحكام العاملين بالاتحاد ابتداءً من أمس الثلاثاء· بمشاركة نجوم العرب وأفريقيا دعوة بوجسيم لإدارة مباراة اعتزال زبير بيه تلقى حكمنا علي بوجسيم دعوة لإدارة مباراة اعتزال نجم الكرة التونسية زبير بيه، والتي ستقام بسوسة 20 مارس المقبل، حيث سيشارك في حفل الاعتزال نخبة من اللاعبين العرب والأفارقة المشهورين مثل روجيه ميلا، عبيدي بيليه، حسام حسن، رابح ماجر، هاني رمزي، سامي الجابر، موسى الصايب، كالوشا بواليا، تصفاوت، صلاح الدين بصير، ويوسف حاجي، والعديد من النجوم الكبار، وسيتم نقل المباراة عبر قنوات رياضية متخصصة·