الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عماد الفضائل

30 سبتمبر 2015 01:41
أعلم أن الشجاعة عماد الفضائل، ومن فقدها لم تكمل فيه فضيلة، ويعبر عنها بالصبر وقوة النفس. قال الحكماء: وأصل الخير كله في ثبات القلب والشجاعة عند اللقاء على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: إذا التقى الجمعان وتزاحف العسكران، وتكالحت الأحداق بالأحداق، برز من الصف إلى وسط المعترك يحمل ويكر وينادي: هل من مبارز. والثاني: إذا نشب القوم واختلطوا ولم يدر أحد منهم من أين يأتيه، يكون رابط الجأش ساكن القلب حاضر اللب لا يخالطه الدهش ولا تأخذه الحيرة، فيتقلب تقلب المالك لأموره القائم على نفسه. والثالث: إذا انهزم أصحابه، ويمدهم بالكلام الجميل، ويشجع نفوسهم، فمن وقع أقامه، ومن وقف حمله، ومن كبا به فرسه حماه، حتى ييأس العدو منهم، وهذا أحمدهم شجاعة. وعن هذا قالوا: إن المقاتل من وراء الفارين كالمستغفر من وراء الغافلين، ومن أكرم الكرم الدفاع عن الحرم. وحكى أبوبكر الطرطوشي رحمه الله تعالى عليه في كتاب سراج الملوك قال: كان شيوخ الجند يحكون لنا في بلادنا، قالوا: دارت حرب بين المسلمين والكفار، ثم افترقوا، فوجدوا في المعترك قطعة خوذة قدر الثلث بما حوته من الرأس، فقالوا: إنه لم ير قط ضربة أقوى منها ولم يسمع بمثلها في جاهلية، ولا إسلام، فحملتها الروم وعلقتها في كنيسة لهم، فكانوا إذا عيّروا بانهزامهم يقولون: لقينا أقواماً هذا ضربهم، فيرحل أبطال الروم إليها ليروها. قالوا: ومن الحزم أن لا يحتقر الرجل عدوه وإن كان ذليلاً، ولا يغفل عنه وإن كان حقيراً، فكم برغوث أسهر فيلاً، قال الشاعر: فلا تحقرن عدواِ رماك وإن كان في ساعديه قِصَرْ فإن السيوف تحز الرقاب وتعجز عمّا تنال الإبــــــــــــر واعلموا أن الناس قد وضعوا في تدبير الحروب كتباً ورتبوا فيها ترتيباً، ولنصف منها أشياء نبدأ منها أولاً بما ذكره الله تعالى في القرآن العظيم. قال الله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، «سورة الأنفال: الآية 60»، فقوله تعالى: (ما استطعتم) مشتمل على كل ما هو مقدور البشر من العدة والآلة والحيلة. محمد أسامة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©