إيران إلى نصف النهائي برباعية في شباك «الأبيض»

تأهل المنتخب الإيراني للسيدات في كرة القدم إلى الدور نصف النهائي لبطولة غرب آسيا لكرة القدم النسائية، وذلك بعد الفوز على «الأبيض» بأربعة أهداف مقابل هدف في المباراة التي جرت بينهما على ستاد سلطان بن زايد أمس الأول ضمن لقاءات الجولة الثانية للمجموعة الثانية بالبطولة التي تتواصل منافساتها في أبوظبي حتى 12 أكتوبر الجاري تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الرئيس الفخري لاتحاد الكرة رئيس مجلس أبوظبي الرياضي بمشاركة 8 منتخبات مختلفة. جاءت بداية المباراة قوية من جانب فريق إيران الذي فاجأ بنات الإمارات بالتحرك الجماعي والهجوم من على الأطراف والعمق والتسديد من كافة الزوايا كلما كانت الفرصة سانحة حتى تمكن الفريق الضيف من تسجيل الهدف الأول عن طريق اللاعبة مريم رحيمي. وفي محاولة من منتخبنا الوطني لتدارك الموقف تحركت اللاعبات، وأغلقن منطقة الوسط، ونشطت جميلة مبارك، وإيمان طرودي، وصابرين إمبابي حتى تمكنت الثالثة من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 20 من اللقاء. وبرغم هذا الهدف الذي أعاد الأمور لنصابها الصحيح، كان واضحا أن منتخبنا يعاني من خلل في بناء الهجمات ناتج عن البطء في التحول، والتمريرات المقطوعة الكثيرة، وبناء عليه نشط الفريق الإيراني، معتمداً على الكرات الطولية الملعوبة من وإلى اللاعبة الخطيرة مريم رحيمي خلف المدافعين، والتي كانت تستغل سرعتها ومهارتها في المرور والتسديد وتشكيل الخطورة على مرمى منتخبنا، وفي الدقيقة 32 من اللقاء تلعب مريم رحيمي كرة بينية خلف المدافعات إلى نيلوفار ألداراني التي تتعرض للعرقلة فيحتسب الحكم ركلة جزاء لإيران يتم تسجيلها عن طريق نفس اللاعبة نيلوفار، لتصبح النتيجة 2 / 1 لإيران. وينشط منتخبنا لإدراك التعادل، ويسيطر تماما على منطقة الوسط، ويضغط على مرمى إيران، وتضيع الفرصة تلو الفرصة من اللاعبة جميلة مبارك وزميلاتها، وفي أواخر الشوط الأول تسدد سارة حسنين كرة قوية في العارضة الإيرانية من ضربة حرة مباشرة ترتد إلى جميلة التي تودعها الشباك ولكن الحكم العماني علي الشيدي يحتسبها تسللاً، ويحرم الأبيض من فرصة التعادل قبل أن يطلق صافرة نهاية الشوط الأول معلناً عن تقدم الفريق الضيف بهدفين مقابل هدف لصاحب الأرض. ومع بداية الشوط الثاني، حاول المدرب البرتغالي الجنسية المغربي الأصل الحسن الجنوي تغيير بعض المعادلات والتكوينات والتكتيكات في الفريق لإدراك التعادل وتحسين الوضع إلا أن التسرع والتعجل في السعي لتسجيل الهدف الثاني، جاء على حساب الانضباط الدفاعي، وبرغم السيطرة الكبيرة من منتخب الإمارات والفرص الضائعة التي تجاوزت عشر فرص إلا أن الأبيض جانبه التوفيق، وفي المقابل، اعتمد منتخب إيران على استراتيجية استدراج المنافس للهجوم، مع الرد بسرعة عليه بهجمات مرتدة خطيرة ونجحت تلك الاستراتيجية في تسجيل هدفين متتاليين في هذا الشوط عن طريق اللاعبتين مريم رحيمي، وسارة جهومي. وبهذا الفوز يرتفع رصيد سيدات إيران إلى 6 نقاط يتصدرن بها المجموعة الثانية، وهي حصيلة الفوز علي لبنان والإمارات، فيما يتوقف رصيد «الأبيض النسائي» عند 3 نقاط في انتظار لقاءات الجولة الثالثة اليوم التي ستحسم التأهل لنصف النهائي، حيث تلتقي إيران مع سوريا، وتواجه الإمارات لبنان. من جانبه، دافع الحسن الجنوي مدرب منتخبنا عن فريقه، قائلا: قدمنا مباراة قوية مع منافس شرس، يعتمد في الأساس على سلاح القوة البدنية والسرعة، ولم يحالفنا التوفيق في 10 فرص للتسجيل، ولم نسجل سوى فرصة واحدة، فيما كان المنتخب الإيراني محظوظا بتسجيل 4 أهداف من الفرص الأربع التي أتيحت له على مدار الشوطين. وقال: لعبنا بنفس التشكيلة التي اعتمدنا عليها في المباراة الأولى مع سوريا، مع إجراء بعض التعديلات علي أدوار اللاعبات على ضوء إمكانات المنتخب الإيراني، وعندما تكون المباراة بين فريقين قويين تكون على فترات، ففي الكثير من الأحيان كانت السيطرة لنا والفرص لنا، وفي بعض الأحيان كانت السيطرة للفريق المنافس، ولكننا لم نسجل وفي المقابل نجح المنتخب الإيراني في التسجيل، وكانت ميزة القوة البدنية في تلك المواجهة هي السلاح الأقوى، وتفوقت على ميزة المهارة التي اعتمدت عليها لاعبات الإمارات. وتابع: قبل المباراة كان لدي تخوف من ضعف لياقة الفريق في الشوط الثاني، وحذرت منه، ومن أجل ذلك أجريت بعض التغييرات، ولكن ما كنت أخشاه حدث، وتراجعت معدلات اللياقة عند اللاعبات ربما لأسباب الطقس لأن المباراة أقيمت نهاراً في جو حار، واستغل الفريق الإيراني ذلك في تسجيل هدفين إضافيين في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني. وعما إذا كان الفريق يعاني من عدم وجود مهاجمة قادرة على ترجمة الفرص إلى أهداف، قال: نعم عانينا في هذه المباراة من عدم التوفيق للمهاجمة جميلة مبارك، ولكنها كانت في مستواها الحقيقي في المباراة السابقة، وهذا يحدث أحيانا في كرة القدم، وظني أننا لا نعاني من هذه الأزمة، وسوف نخرج منها سريعا. وعن فرص التأهل، قال: الفرص باقية وسوف نتمسك بها، وسنستفيد مما حدث في هذا اللقاء ونتعلم من دروسه في لقاء لبنان الذي لابد أن نحقق الفوز فيه إذا كانت لدينا الرغبة في التأهل لنصف النهائي ومرافقة إيران التي ضمنت التأهل بعد جولتين فقط.