الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أوباما يخشى انتقال عدوى الديون ويدعو الأوروبيين إلى التحرك بسرعة

7 أكتوبر 2011 21:58
حث الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول المسؤولين الأوروبيين على "التحرك بسرعة" ضد أزمة الديون التي قد يكون لها انعكاس "حقيقي" على الولايات المتحدة، واعتبر أن تبني الكونجرس خطته الواسعة للعمل يكتسي أهمية مماثلة. وقال الرئيس أوباما في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض خصص القسم الأكبر منه للحديث عن الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الأميركي، إن على الأوروبيين "أن يتحركوا بسرعة" في مواجهة انتقال عدوى الأزمة اليونانية. وقال إن الزيادات الأخيرة في الرسوم التي تتقاضاها البنوك في الولايات المتحدة ليست أسلوبا جيدا ومن المرجح أن تكون غير منصفة للمستهلكين. وأكد أن البنوك يمكنها أن تطلب ما تريد من الرسوم مادامت هناك محاسبة وشفافية، مضيفا أن من المناسب أن تلعب الحكومة دورا إشرافيا. وأضاف "هناك قمة مجموعة العشرين التي تعقد في نوفمبر" في فرنسا. وتابع "آمل فعلا أن يكون لديهم من الآن وحتى ذلك التاريخ خطة عمل واضحة جدا وملموسة تكون على مستوى" الأزمة. وحذر من أن "المشاكل التي تمر بها أوروبا حاليا قد يكون لها انعكاس حقيقي على اقتصادنا الذي اصبح هو الآخر في حالة ضعف". من جهتها، اعتبرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في برلين انه "يجب عدم التردد" في إعادة رسملة المصارف التي تحتاج إلى رؤوس أموال، فيما تستمر الهواجس حول متانة بضع مؤسسات أوروبية. وقالت ميركل "أعتقد انه إذا كان من الضروري إعادة رسملة المصارف، فسيكون ذلك من الأموال المستثمرة بطريقة معقولة، ويجب ألا نتردد لأن الأضرار ستكون كبيرة جدا" إذا كان يتعين على الدول في نهاية المطاف إنقاذ المصارف. وأشارت إلى أنها "تأخذ على محمل الجد" الهواجس المتعلقة بالمؤسسات الأوروبية. وشددت ميركل في مؤتمر صحفي مشترك مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك ورئيس منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية انجل جوريا على أن المؤسسات المصرفية المتعثرة يمكنها "في المستقبل" أن تستعين بالصندوق الأوروبي للاستقرار المالي. وأضافت المستشارة الألمانية "لقد عززنا وسائل" هذا الصندوق بطريقة تتيح للمصارف الاستفادة منه عبر طلبات تقدمها الدول المعنية، وفقط إذا كانت الصعوبات التي تواجهها "تهدد منطقة اليورو بكاملها". المصارف المتعثرة وكانت ميركل دعت يوم الأربعاء إلى مساعدة المصارف المتعثرة في منطقة اليورو، وأعلنت عن استعداد ألمانيا لتغيير معاهدة الاتحاد الأوروبي من اجل تحسين عمل منطقة اليورو وإشعار الأسواق "بالثقة بنفسها". وعلى اثر تصريحات ميركل، أنهت البورصات الأوروبية جلسة التداول أمس الأول على ارتفاع كبير. وأقفلت بورصات باريس على زيادة 3,41% ولندن 3,71% وفرانكفورت 3,15% ومدريد 3,06% وميلانو 3,55%. من جهته، عقد رئيس البنك المركزي الأوروبي الفرنسي جان كلود تريشيه الذي يرأس آخر اجتماع حول الفوائد في برلين قبل أن يترك منصبه في الأول من نوفمبر للإيطالي ماريو دراجي، مؤتمرا صحفيا أمس الأول أعلن فيه سلسلة عمليات استثنائية لمساعدة المصارف في منطقة اليورو على إعادة تمويل ذاتها. وتتوقع المؤسسة المالية ومقرها فرانكفورت عمليتين لإعادة التمويل بحجم غير محدود لمدة سنة تقريبا، وذلك في أكتوبر وديسمبر، في ما يعتبر مواصلة للعمليات على مدى ستة اشهر وتحريكا لبرنامج شراء السندات المضمونة. وتصل القيمة الإجمالية لهذا البرنامج إلى أربعين مليار يورو بين نوفمبر وأكتوبر 2012. وخارج منطقة اليورو، تحرك البنك المركزي البريطاني أيضا معلنا ضخ 75 مليار جنيه ما يعادل 87 مليار يورو في محاولة لتحريك الاقتصاد. وكان البنك المركزي الأوروبي أبقى على معدل فائدته الرئيسية عند 1,50%، المستوى المرجعي في كلفة التسليف في منطقة اليورو على الرغم من التدهور الاقتصادي والمالي الكبير، ما أصاب صندوق النقد الدولي بخيبة أمل لانه كان يأمل في خفض الفائدة. تفاقم الوضع ودافع أوباما مجددا عن إجراءات التحسن التي عرضها على الكونجرس قبل شهر، مؤكدا أن هذه الخطة "ستساعدنا على التنبه من تراجع جديد في النشاط إذا تفاقم الوضع في أوروبا". بدوره ردد وزير الخزانة الأميركي تيموثي جايتنر ما قاله الرئيس أوباما عندما أعرب عن أمله في أن تتحرك منطقة اليورو "بشكل أقوى" ضد أزمة الديون لديها. وقال أمام نواب في الكونجرس إن "أوروبا كبيرة بما يكفي لكي تأخذ ذلك في الاعتبار". وأضاف الرئيس الاميركي أن هذه الخطة "ستدعم النمو الاقتصادي، وستعيد الناس إلى العمل"، في حين سيتخذ مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل القرار بشأن هذا المشروع البالغة قيمته 447 مليار دولار والذي وصفته المعارضة الجمهورية التي تتمتع بالغالبية في مجلس النواب بأنه "ميت". وحذر الرئيس قائلا "إذا لم نتحرك، فإن العكس سيحصل: ستكون هناك وظائف أقل، ونمو أقل"، بينما يتردد أعضاء في مجلس الشيوخ من معسكره الديموقراطي حيال التصويت لمصلحة خطته. وقال أوباما "أمل أن يفكر كل أعضاء مجلس الشيوخ جيدا في الرهان عندما سيصوتون الأسبوع المقبل"، واصفا خطته بانها "ضمانة ضد العودة إلى الانكماش". وأوباما الذي ستتوقف إعادة انتخابه في نوفمبر 2012 بشكل كبير على القرارات المتخذة حاليا في المجال الاقتصادي، أقر بأن النشاط متراجع حاليا في الولايات المتحدة. وقال "ما من شك أن الاقتصاد اضعف مما كان عليه في بداية العام"، مقرا بأن التظاهرات في نيويورك منذ منتصف سبتمبر ضد أثرياء وول ستريت تمثل احد عوارض "الاستياء الذي يشعر به الأميركيون". وأثناء مداخلته، ندد أوباما مرة أخرى بسياسة القطع التي تنتهجها الصين "التي كانت هجومية جدا إلى حد تحيز نظام التبادلات التجارية لمصلحتها وعلى حساب دول أخرى، لا سيما الولايات المتحدة". واعتبر أن زيادة سعر صرف اليوان الصيني تبقى غير كافية. وخطة العمل التي عرضها أوباما في بداية سبتمبر، تنص على استثمارات في البنى التحتية وتخفيضات في الضرائب بالنسبة إلى الطبقة المتوسطة والشركات الصغيرة والمتوسطة. وأكد الرئيس أن هذه الإجراءات ستسمح بتوفير 1,9 مليون وظيفة وتخفض المعدل الرسمي للبطالة من 9,1% إلى 8,1%. وحمل الجمهوريون على بعض أوجه هذه الخطة وكذلك على تمويلها الذي يتأتى نصفه من زيادة الضريبة على المكلفين الأكثر يسرا والقضاء على ثغرات في الجباية. وأعرب أوباما عن انفتاحه على حل بديل قدمه أعضاء ديموقراطيون في مجلس الشيوخ ويتضمن فرض رسم من 5,6 نقطة مئوية إضافية على عائدات الذين تفوق عائداتهم مليون دولار في السنة. وقال "إن مقاربتهم لا تزعجني". وبحسب مسؤولين في البيت الأبيض، سيواصل أوباما مطالبة الكونجرس بتبني الخطة حتى نهاية العام، لكن تصميم المعارضة الجمهورية يجعل من احتمال تمرير كل الإجراءات غير مرجح كثيرا. ووعد الرئيس بمواصلة التشديد إلى أن يحصل شيء ما".
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©