الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التوازن الحركي» منحوتات تتحدى الجاذبية بلغة الفيزياء

«التوازن الحركي» منحوتات تتحدى الجاذبية بلغة الفيزياء
8 أكتوبر 2011 10:43
لا يمكن أن يجتمع الفن بالابتكار، إلا ويكون الإبداع حاضرا في جوانب أي عمل يخرج للعلن من صنع أياد تتقن إنعاش الجماد. وهذا ما تجسده المنحوتات الطائرة التي يعرضها الفنان البولندي جوتكا كدزيورا في باحة فندق «قصر الإمارات» تحت عنوان «التوازن الحركي». وتخفي المجسمات المنحوتة من المعادن الثقيلة معادلة هندسية يصعب تفسيرها، إذ يستند كل منها بخفة على حبل معلق بين شجرتين بما يثير الدهشة ويستفز الفضول. حتى أن الناظر إليها من قريب أو بعيد تتراءى له وكأنها لقطة من مشهد لألعاب الخفة بكل ما تتضمنه مفردات مسارح «السيرك». لكن الشخصيات هذه المرة ليسوا راقصين رشيقين، وإنما هم مجرد منحوتات ضخمة مصممة بحرفية مرنة. أقل ما يقال فيها إنها أعمال أقرب في تشكيلها إلى الخيال الذي يحاكي الواقع بلغة علوم الفيزياء. هنا تقف منحوتة بكامل وزنها على أطراف أصابعها ولا شيء يمنعها من السقوط إلا ذلك الحبل الرفيع، وهناك تنحني منحوتة أخرى لالتقاط كرة، فيما ترفع المنحوتة الثالثة يديها عاليا مرتكزة على الحبل بقدم واحدة. والسر الكامن وراء هذه الصور الحقيقية، هو التوازن المتفاني الدقة بين الخطوط الطولية والعرضية في مبدأ النحت نفسه وذلك بالاعتماد على نقطة الارتكاز في كل منحوتة. الفنان جوتكا كدزيورا، الذي أذهلت أعماله نقاد الفنون في المحافل الثقافية حول العالم، خص عاصمة الإمارات أبوظبي بأول معرض له يطلقه في الشرق الأوسط. ومن بولندا تحدث إلى «الاتحاد» عن منحوتاته التي تختصر معادلة مثيرة يأخذها على عاتقه. «أنا أجمع بين فنون التوازن بالعين المجردة والشعور بأهمية المادة المستعملة، مرتكزا في فني على الدقة في توزيع الموازين. كما تدخل في صميم ابتكاراتي قواعد العلوم الفيزيائية التي أستغلها معتمدا على أكثر من عامل فني في آن». ويضيف الفنان أنه يحرص قبل البدء بتنفيذ أفكاره، على تبني مشهد يلهمه حتى تخرج منحوتاته بشكل استثنائي لأنه يبتعد كليا عن المبادئ التقليدية في فنون النحت. وهذا ما جعله يتخصص في إبداع منحوتات تتحرك بطريقة غير اعتيادية لا تشبه سواها من الأعمال الصامتة. وعن كيفية تمكنه من تأكيد عدم سقوط هذه المنحوتات المعلقة بين السماء والأرض يقول العالمي كدزيورا «الجواب واضح ظاهريا لأنه يرتكز على جوانب علمية معروفة، لكن السر طبعا في قدرتي على التقاط عوامل القوة». وهذا برأيه ما يدل على أن الفن يمكنه دائما إنتاج كل جديد. «وليس أجمل من القدرة على ترك هذه الشخصيات المعدنية تسبح في الهواء الطلق بواسطة أقل من سنتيمتر واحد من نقطة الالتقاء مع الحبال المتينة». هذه الأنوع من الفنون النادرة التي قد لا تتاح مشاهدتها أكثر من مرة في العمر، تستدعي كل الحواس وتجذب الناظر إليها ليتوقف عندها ممعنا في مراقبة تحررها الرائع. وهي متاحة أمام نزلاء القصر وضيوفه حتى نهاية شهر ديسمبر المقبل. من جانبه، يقول بوجرا بيربرجولو، مدير عام فندق «قصر الإمارات» إن استضافة مثل هذه المعارض المهمة، يضيف إلى القصر المزيد من التألق الذي عود الزوار عليه. ويصيف «نفخر أن نقدم من داخل العاصمة نموذجا مشرفا من الفعاليات العالمية التي تنطبع في الذاكرة». ويشير إلى أن الفنان البولندي اختار أبوظبي محطة أساسية في عرض منحوتاته لشدة إعجابه بالمسار الثقافي والسياحي والفني الذي تنتهجه بما يضاهي كبريات العواصم في العالم. وكان الفنان كدزيورا عرض جزءا كبيرا من معروضاته في بلده الأم وفي متاحف وجاليريات عالمية أهمها في ألمانيا، النمسا، بلجيكا، فرنسا، إيطاليا، دول آسيا الوسطى وأميركا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©