الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الجنوبية من الأيديولوجية إلى البراجماتية

كوريا الجنوبية من الأيديولوجية إلى البراجماتية
27 فبراير 2008 01:50
بعد أن أدى اليمين الدستورية يوم الاثنين أول من أمس، تعهد رئيس كوريا الجنوبية ''لي ميونج- باك'' بإحياء اقتصاد بلاده، وتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية، وإخراج جارته كوريا الشمالية من عزلتها· وهذا التعهد من قبل الرئيس الكوري الجنوبي الجديد، الذي شغل في السابق منصب عمدة سيؤول، ومنصب المدير التنفيذي لشركة هايونداي للهندسة والبناء، يؤشر على نمط جديد في الحكم، يختلف عن نمط سلفه ذي الميول ''اليسارية''، الذي وإن كان قد حقق اختراقات مهمة في علاقات بلاده مع ''بيونج يانج''، إلا أنه ساهم أيضاً في توتير تحالفها مع واشنطن· وقال ''لي'' ( 66 عاما) خلال تلك المناسبة:'' خلال العشر سنوات الأخيرة، كنا نجد أنفسنا أحيانا مترددين أو مشوشين بشأن بعض القضايا، ولكننا واعتبارا من الآن سوف نعمل على الاستفادة من إنجازاتنا، ومن الدروس التي تعلمناها، والبدء من جديد'' وأضاف لي:'' يجب علينا أن ننتقل من عصر الأيديولوجية إلى عصر البراجماتية''· وقد حقق ''لي'' زعيم ''حزب الوطن الكبير'' المحافظ فوزاً كاسحاً في شهر ديسمبر الماضي، وذلك بعد أن خاض حملة انتخابية ركزت بشكل حصري تقريباً على إعادة تنشيط الاقتصاد الكوري الجنوبي المنهك· وقد حقق'' لي''- وهو أول رئيس كوري جنوبي ذو خلفية تجارية- هذا الفوز، على الرغم من الاتهامات التي وجهت إليه بالانخراط في ممارسات تجارية منحرفة، وهي الاتهامات التي تمت تبرئته منها يوم الخميس الماضي فقط· وكانت علاقات التحالف القائمة بين واشنطن وسيؤول منذ نصف قرن تقريباً، قد تعرضت للتوتر في السنوات الأخيرة، بسبب الخلافات بين البلدين حول الطريقة التي يجب أن يتم التعامل بها مع كوريا الشمالية، على الرغم من أن مفاوضات إدارة بوش الشاملة مع النظام الكوري الشمالي خلال العام المنصرم، قد قلصت من تلك الاختلافات إلى حد ما· وكانت واشنطن تتهم كوريا الجنوبية بالتعامل بلين مبالغ فيه مع كوريا الشمالية، غير أن المسؤولين الكوريين الجنوبيين ردوا على ذلك الاتهام بالقول بأن الصقور في إدارة بوش كانوا هم الذين يسعون إلى مفاقمة التوترات القائمة بينهم وبين بيونج يانج· وكان الرئيس الكوري السابق ''رو مو هيون'' يرى أن كوريا الجنوبية، يجب أن تلعب دوراً جديداً كعنصر توازن بين القوة الكبرى المتنافسة في آسيا، وذلك قبل أن يعيد السيد ''لي'' التركيز مجدداً على مسألة التحالف مع الولايات المتحدة· وقال السيد'' لي'' في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة أداء اليمين الدستورية:'' سوف نعمل من أجل تنمية وتعزيز علاقات الصداقة التقليدية مع الولايات المتحدة، وتحويلها إلى شراكة ذات توجهات مستقبلية، وتعزيز تحالفنا الاستراتيجي معها''· وقال السيد'' يون دك- مين'' كبير المحللين بـ''معهد العلاقات الخارجية والأمن القومي'' في سيؤول، إن علاقات العمل بين الولايات المتحدة وبين كوريا الجنوبية، قد تحسنت بالفعل بدرجة كبيرة منذ انتخاب السيد'' لي'' من حوالي شهرين· وقال ''يون'' الذي عمل مستشارا لما يعرف بـ'' لجنة فريق الفترة الانتقالية المختص بالشؤون الخارجية'': لقد كان عدم الاتفاق بشأن كيفية التعامل مع كوريا الشمالية، هو دائماً العقبة الرئيسية التي تحول دون قيام علاقات جيدة بيننا وبين الولايات المتحدة''· كما أضاف:'' ولكن نظراً لأن سياسة الرئيس لي ميونج- باك تجاه كوريا الشمالية لا تختلف كثيراً عن السياسة الحالية لإدارة بوش، فإن ذلك ساعد على خلق بيئة مواتية للعلاقات المتبادلة''· في خطابه الافتتاحي، أكد ''لي'' أيضاً استعداده للدخول في علاقات اقتصادية مع كوريا الشمالية، طالما التزمت الأخيرة بالتخلي عن برنامجها النووي· وعلى النقيض من ''رو'' الذي كان يصر دائماً على أن كوريا الشمالية ليست سوى دولة صغيرة تشعر بأنها مهددة من العالم الخارجي، فإن''لي'' وضع عبء المبادرة على كاهل كوريا الشمالية وذلك عندما قال:''بمجرد أن تتخلى كوريا الشمالية عن برنامجها النووي، وتختار طريق الانفتاح، فإننا نتوقع أن نرى حينئذ أفقاً جديداً للتعاون بين دولتينا'' وأضاف ''لي'' أنه على استعداد لمساعدة كوريا الشمالية في رفع نصيب الفرد فيها من الناتج القومي الإجمالي من 900 دولار حالياً إلى 3000 دولار خلال 10 سنوات· وعلى النقيض من المحافظين الكوريين الشماليين فإن ''لي'' الذي يعتبر من المعتدلين في حزبه، لا يدعو إلى إزالة الحكومة الشيوعية، أو القيادة الشيوعية في ''بيونج يانج''، كما لا يتوقع منه أيضاً أن يركز على ملف انتهاكات حقوق الإنسان فيها· وخلال الفترة الانتقالية أشار ''لي'' إلى أنه سيتبنى خطاً أكثر صرامة في التعامل مع الشمال، ويلغي وزارة التوحيد التي اعتبرها النقاد متساهلة إلى حد كبير في تعاملاتها مع بيونج يانج، وذلك قبل أن يقرر الإبقاء عليها في النهاية· ولا يختلف ''لي'' عن سلفه في المنصب ذي الميول ''اليسارية'' عندما يرى أن سياسته تجاه الشمال ''يجب أن تسعى إلى وضع الأساس اللازم لإنجاز عملية توحيد البلدين''، ولكنه يختلف عنه وعن الرؤساء الذين سبقوه، في أنه يؤمن بأن تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية، لن يكون هو العامل الوحيد الذي سيؤدي إلى تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية، وتوحيد دولتيها في نهاية المطاف· وفي خطابه أيضاً دعا ''لي''- بعد أن اختص الولايات المتحدة بمعظم الحديث- إلى أهمية إقامة علاقات أكثر متانة مع الصين، وروسيا واليابان· ويُشار في هذا الصدد إلى أن كوريا الجنوبية كانت تركز في السنوات الماضية على العلاقات مع كوريا الشمالية فقط، وتقلل من أهمية العلاقات مع الدول الأخرى في المنطقة، وهو الأمر الذي يقول بعض الخبراء في كوريا الجنوبية إنه سيتغير بالتأكيد، لأن الأهداف التي يسعى ''لي'' لتحقيقها لا يمكن أن تتحقق من خلال تحسين العلاقات الثنائية مع كوريا الشمالية فقط· نوريميتسو أونيشي-سيول ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©