الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القناصة يبطئون معركة الحسم في سرت

القناصة يبطئون معركة الحسم في سرت
7 أكتوبر 2011 01:24
طرابلس (وكالات) - أعاقت نيران القناصة الكثيفة التي تطلقها القوات الموالية للزعيم الليبي الهارب معمر القذافي أمس، تقدم القوات الحكومية الليبية التي تحاول السيطرة على سرت، حيث تمكن الثوار بحلول الظهر من صد تقدم كتائب النظام المخلوع على جبهة شمال شرق المدينة ودخلوا إلى الأزقة بين منازل المنطقة، حيث خاضوا حرب شوارع رغم الصواريخ ورصاص القناصة. كما تواصلت المعارك الضارية أيضاً غرب وجنوب المدينة، حيث يسهل مشاهدة أعمدة الدخان، فيما خضع مركز مؤتمرات واجادوجو الذي كانت تعقد فيه القمم الأفريقية والذي تحول اليوم إلى معقل محصن لأنصار الزعيم المخلوع، لقصف كثيف. وعلى بعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس، ما زالت قوات المجلس الانتقالي تلقى مقاومة شرسة من كتائب القذافي في بني وليد، حيث يؤكد القادة أن ابن القذافي سيف الإسلام، موجود هناك. وفي الأثناء، توجه صباح أمس، نحو ألف مقاتل تابع للمجلس الوطني الانتقالي، وحوالي مئة آلية عسكرية تابعة، من قرقارش على بعد 10 كلم من وسط طرابلس، باتجاه بني وليد لدعم الثوار المرابطين هناك، على ما أفاد القائد العسكري موسى علي يونس قائد لواء جادو الذي يقود هذه العملية. وبالتوازي، دارت معارك عنيفة بين مقاتلي السلطات الجديدة وقوات القذافي أمس، في رقدالين على مسافة 130 كلم جنوب غرب طرابلس، بحسب القائد العسكري في المجلس الانتقالي إسماعيل العتوشي، مبيناً أن “القوات العسكرية للمجلس الانتقالي أمهلت قوات القذافي في رقدالين 24 ساعة لإلقاء السلاح، لكن الأخيرة اقتحمت مدينة الزوارة المجاورة وقتلت فتحي الإدريسي، أحد القادة الموالين للنظام الجديد قبل الانكفاء على رقدالين”. وسادت توقعات بسقوط سرت مسقط رأس القذافي خلال بضعة أيام لإعلان “تحرير” البلاد تماماً، وما زالت قوات النظام المخلوع تقاوم بشراسة في المدينة المحاصرة وترغم مقاتلي الانتقالي على خوض حرب شوارع تحت خطر القناصة المتربصين بهم. ودارت معارك عنيفة أمس شمال شرق المدينة، حيث شن أنصار القذافي هجوماً مضاداً ليل الأربعاء، الخميس في محاولة لفك الحصار الذي يحكمه عليهم مقاتلو السلطات الجديدة منذ منتصف سبتمبر الماضي. وقال سكان فروا من سرت إن المدنيين هناك يموتون. وذكر رجل أن هجمة صاروخية قتلت ولده الذي يبلغ من العمر 11 عاماً واضطر لدفنه، حيث قتل لأن القتال كان عنيفاً فلم يتمكن من الذهاب بجثمانه إلى المقابر. والسيطرة على سرت لها أهمية رمزية كبيرة للحكام الجدد في ليبيا، لأن ذلك سيعني السيطرة على أكبر جيب مقاومة موال للقذافي وسيسمح بإجراء عملية انتخابات ديمقراطية. وذكر ماثيو فان دايك الأميركي الذي يقاتل مع القوات المناوئة للقذافي “معظمهم مقاتلون متمرسون وهم المتشددون المتعصبون. وهناك مرتزقة أيضاً وأشخاص موالون للقذافي بشراسة”. وأضاف فان دايك الذي يقول إنه جاء إلى ليبيا قبل 7 أشهر لزيارة أصدقاء وألقت قوات القذافي القبض عليه وانضم إلى القتال بعد الإفراج عنه، “إنهم لن يستسلموا...الأمر سيستغرق وقتاً وسنخسر بسبب القناصة الكثير من الخسائر البشرية”. وتمركزت مجموعة من مقاتلي المجلس الانتقالي في فندق فاخر في الطرف الشمالي الشرقي لسرت، حيث يحاولون إسكات المقاومة في مواقع القناصة الموالين للقذافي ويقومون بدوريات في الشوارع المحيطة. ولا يبدو أنهم حققوا أي تقدم ناحية وسط سرت أمس، أكثر مما حققوه في 24 ساعة الماضية. وخلال فترة اضطر المقاتلون على سطح الفندق إلى الانبطاح تماماً والاختباء خلف حاجز عندما تعرضوا لنيران أطلقها موالون للقذافي في بنايات قريبة. وتستخدم قوات المجلس الانتقالي المناظير للبحث عن الومضات التي تشير إلى أماكن انطلاق رصاصات قناصة القذافي، ثم توجه نحوها نيران المدافع الآلية والمدفعية. وقالوا إن أحد القناصة يختبئ في مئذنة مسجد على بعد 600 متر. وانطفأت الأنوار في المباني السكنية بالمدينة وتبعثرت كتل الخرسانة في الشوارع بعد أن فتتها الطلقات الكبيرة. وفي مطار سرت، قال سليمان علي المقاتل في صفوف قوات المجلس الانتقالي إن الحديث عن الهجوم الأخير على سرت أمر سابق لأوانه. وجاءت المعركة وبالاً على المدنيين الذين حوصروا بسبب القتال في ظل نقص حاد في إمدادات الطعام والمياه وغياب الخدمة الطبية الملائمة اللازمة لعلاج المصابين. والعديد من المدنيين لا يستطيعون المغادرة وهم الفقراء والمساكين. وعلى جبهة بني وليد، أكد موسى علي يونس قائد لواء جادو إن نحو ألف مقاتل من الثوار توجهوا إلى البلدة الواقعة على بعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس. وأضاف “سنقوم أولاً بالتفاوض كي يستسلم مؤيدو القذافي سلمياً ولمحاولة إخراج الـ10% من المدنيين الذين لا يزالون في المدينة قبل شن هجوم”. وتابع يونس “الهجوم قد يبدأ خلال يومين، الأمور متوقفة” على الوضع الميداني. وأشار إلى أن “سيف الإسلام القذافي موجود في بني وليد، وربما أيضاً الزعيم المخلوع نفسه، وإن كانت الشكوك بالنسبة لوجوده فيها تصل إلى 50%”. وتطوق قوات المجلس الانتقالي بني وليد منذ قرابة شهر. ولفت يونس إلى أن “هناك الكثير من الأسلحة داخل بني وليد، أسلحة متطورة وحديثة جداً مصدرها روسيا. نحتاج إلى معدات أكثر تطوراً لكن أيضاً إلى معلومات حول ما يحدث في الداخل تتناسب خصوصاً مع مدى الصواريخ التي في حوزة” مقاتلي القذافي. وجنوب غرب طرابلس، حيث نشبت معارك شرسة أمس في رقدالين، قال القائد العسكري العتوشي إن “تعزيزات من ثوار يفرن ومصراته والزوارة وكاباو قدمت لشن هجوم على رقدالين ومعارك تدور حالياً مع قوات القذافي”. وأضاف أن مقاتلي المجلس “يواجهون نحو 900 جندي من النظام السابق الذين فروا إلى الجبال بدبابات ومدفعية ثقيلة للاحتماء في رقدالين وبلدات الجميل والعسة والعجيلات المجاورة” للحدود التونسية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©