الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سيتي» يسحق توتنهام بمهارة «القاتل» وقبــــضة هارت !

«سيتي» يسحق توتنهام بمهارة «القاتل» وقبــــضة هارت !
22 أكتوبر 2014 00:34
إعداد: محمد حامد، مراد المصري يمكن اختصار مواجهة مان سيتي مع توتنهام في قمة المرحلة الثامنة للبريميرليج، والتي حقق خلالها «البلو مون» فوزاً عريضاً برباعية مقابل هدف في كلمتين لا أكثر، «هارت وأجويرو»، صحيح أن النجم الأرجنتيني قد يكون جذب الأنظار بقوة في ظل تألقه وتسجيله رباعية «سوبر هاتريك» في المباراة، ولكن المدقق في أحداث وتفاصيل المواجهة سوف يكتشف أن الدور الذي لعبه جو هارت حامي عرين مان سيتي كان حاسماً في تفوق الفريق، فقد تدخل في أوقات صعبة من المباراة بتصدياته الخاصة، ليحول مسار وسيناريو المواجهة لمصلحة «البلو مون»، حيث تصدى لانفراد في بداية الشوط الأول، وحال دون تسجيل سولدادو لركلة جزاء كان من شأنها إعادة «السبيرز» للمباراة في توقيت مهم. وبالعودة إلى بعض التفاصيل والملاحظات التكتيكية في المباراة، يتضح أن ماوريسيو بوتشيتينو المدير الفني لفريق توتنهام، والذي يشتهر بالكرة الهجومية، وهو أسلوب أداء يجب احترامه، دفع ثمناً باهظاً هذه المرة لجرأته الهجومية، خاصة أنه كان أمام فريق قوي إلى حد كبير من الناحية الهجومية، وما كان يجب ترك مساحات لعناصر سيتي، وعلى رأسهم أجويرو، وسيلفا، ونافاس، وميلنر، وغيرهم من عناصر الوسط والدفاع الذين يشاركون في شن هجمات سيتي على مدار الـ 90 دقيقة. كما أن دفاعات توتنهام وخاصة على مستوى قلب الدفاع، وتحديداً كابول ليس على المستوى المطلوب لفريق يطمح إلى مركز متقدم في البريميرليج، وعلى الرغم من الضعف الدفاعي لفريق توتنهام، إلا أن ذلك لا يمنع من الاعتراف بقوة الآلة الهجومية لمان سيتي، وكان يتوجب على بوتشيتينو أن يضع الخطة التي تتيح لفريقه اللعب بصورة أكثر توازناً. تمكن سيتي كعادته بمعقله وبين جماهيره من السيطرة على المباراة بكثرة التمرير، والرغبة الهجومية طوال الوقت، صحيح أن توتنهام حاول مبادلة سيتي الأداء الهجومي، ولكن سيتي كان أكثر شراسة وتركيزاً في هجماته، في حين جاءت هجمات توتنهام بلا فاعلية حقيقية، ولم تكن محاولات لاميلا وهو لاعب موهوب مجدية، لأنه لم يتمكن حتى الآن من تسخير موهبته لمصلحة الفريق، كما أنه لا يتلقى الدعم الكافي لكي يظهر بصورة أكثر تأثيراً. ما يلفت الأنظار أيضاً في أداء أجويرو أنه ليس هدافاً فحسب، بل هو أحد أفضل اللاعبين في الدوري الإنجليزي، حينما يتعلق الأمر بموقف لاعب ضد لاعب، يمكنه في هذه المواقف أن يمر بمهارة لافتة، وحينها يصبح في مقدوره تشكيل خطورة كبيرة على أي دفاع، أي أنه من نوعية المهاجمين الذي يصنعون الأهداف لأنفسهم، فضلاً عن قدرته على قبول هدايا وتمريرات رفاقه في صفوف مان سيتي. تأثير تصفيات أفريقيا يبدو أن تصفيات التأهل إلى كأس أمم أفريقيا ألقت بظلالها على مباراة سيتي وتوتنهام، في ظل إرهاق يايا توريه القلب النابض لمان سيتي، وإيمانويل أدريبايور مهاجم فريق توتنهام، وهما من العناصر التي لا غنى عنهما سواء للسيتزين أو الفريق اللندني، فقد عادا إلى إنجلترا في وقت متأخر، وقبل المباراة بعدة ساعات عقب الانتهاء من المشاركة مع كوت ديفوار وتوجو في تصفيات أمم أفريقيا. وفي ظل امتلاك مان سيتي لتشكيلة قوية، وعناصر أكثر من رائعة سواء الأساسيين أو الاحتياط، فقد تمكن سيتي من تعويض يايا توريه، ومع مشاركته في شوط المباراة الثاني، وتحديداً في آخر ربع ساعة أصبح سيتي أكثر قدرة على التحكم في الملعب، ويبدو أن فرناندو ليس باللاعب الذي يمكنه أن يقوم بمهام لاعب الوسط بكفاءة عالية، وكان وجوده في الملعب إحدى نقاط الضعف في وسط ميدان سيتي، إلى أن تمكن فرناندينيو ثم توريه من إصلاح الخلل فيما بعد. أما توتنهام فلم يتمكن من تعويض غياب أديبايور، صحيح أنه لم يقدم الكثير مع توتنهام خلال الموسم الجاري، ولكنه من نوعية اللاعبين الذين يمكنهم صنع الفارق في المباريات الجماهيرية، كما أنه كان لاعباً سابقاً في صفوف سيتي، الأمر الذي كان من شأنه تعزيز دافعيته لتقديم مباراة جيدة، ومن هذه الزاوية افتقد توتنهام وجوده، ولم يتمكن سولدادو من تقديم الكثير أمام دفاع مان سيتي القوي، وتألق هارت في التصدي لهجمات الفريق اللندني. دوري «البلوز» و«البلو مون» قد لا يكون توقع شكل المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي، أو تحديد هوية البطل من الآن أمراً منطقياً، فالوقت مبكر جداً والبطولة وصلت إلى أسبوعها الثامن، ولكن يجب النظر جيداً إلى قوة تشيلسي وإصرار مان سيتي على إبقاء اللقب في «الاتحاد»، باعتبارها مؤشراً قوياً على أن المنافسة على الأرجح سوف تنحصر بينهما، قد لا يكون هناك طرف ثالث قوي في معادلة المنافسة على اللقب في إنجلترا للمرة الأولى منذ سنوات بعيدة، فهو دوري «البيج فور» وفي بعض المواسم شهد منافسة بين 5 و 6 قوى كروية، ولكن المؤشرات المبدئية تقول إنه موسم تشيلسي وسيتي. وبخصوص ما قاله جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي عن قوة مان سيتي، ونضجه كفريق، في ظل وجود توريه وأجويرو ودجيكو ونصري وسيلفا ومن خلفهم كومباني وهارت، وهم جميعاً في سن النضج الكروي، ومن ثم يمكن القول إن سيتي هو الأقوى، وسوف يصل تشيلسي إلى نفس المكانة بعد 5 سنوات، فهو تصريح يبدو في ظاهره منطقياً، ولكن بقليل من التدقيق فسوف نرى أن قائمة فريق تشيلسي بها الكثير من المشاكل، أو القنابل الموقوتة، فالمهاجم الأساسي لديه هو دييجو كوستا، وهو ليس شابا صغيرا. كما أن جون تيري قلب الدفاع بلا بديل حتى الآن، وهو على وشك وضع حد لمسيرته الكروية، وفضلاً عن ذلك هناك مشكلة كبيرة في حراسة المرمى، فقد تم إبعاد بيتر تشيك، ومنح الفرصة الكاملة للحارس الجيد كورتوا، ولكنه يشعر بضغوط كبيرة، نظراً لوجود حارس عملاق هو تشيك على مقاعد البدلاء، مما جعل الحارس البلجيكي يظهر بمستويات أقل من تلك التي قدمها الموسم الماضي مع أتلتيكو مدريد، مما يعني أن ما يقوله مورينيو من أن تشيلسي سوف يكون الأفضل ويصل إلى مرحلة النضج الكامل بعد 4 أو 5 سنوات يبدو مقنعاً في ظاهره، ولكنه ليس دقيقاً بصورة مطلقة. مشكلة صلاح تعمد مورينيو الدفع باللاعب المصري محمد صلاح في الدقائق الأخيرة من المباراة أمام توتنهام من أجل إعادة السيطرة على الكرة والملعب لفريق تشيلسي، خاصة أن صلاح يملك مهارة جيدة، ولكن يبدو أن مهمته صعبة في الحصول على مكان دائم في تشكيلة «البلوز» الأساسية، وجاء ابتعاده عن دائرة اختيارات مورينيو خلال الموسم الجاري لينال بعض الشيء من ثقته في نفسه، ويبدو أن اللاعب العربي لا يزال عاطفياً إلى حد كبير، فقد بدأ صلاح يشعر بأنه مهمش، وهو الآن أمام تحدٍ من العيار الثقيل يفرض عليه الصبر واستعادة ثقته في نفسه. أرى أن فرصة صلاح صعبة إلى حد كبير في وجود أوسكار ووليان وهازارد وفابريجاس وشورله، وغيرهم من اللاعبين، وتشيلسي لديه قائمة طويلة من اللاعبين الجيدين، ويجب على صلاح أن يفرض نفسه على هؤلاء جميعاً، وهو أمر صعب، لا أقصد بالصعوبة أنه أقل من هؤلاء مهارياً، بل على العكس فهو لاعب موهوب ولا تقل موهبته عن جاريث بيل مثلاً، ولكن الفارق يكمن في القوة الذهنية. في حال كان صلاح في وضعية تتيح له الاختيار بين الصبر وانتظار الفرصة الحقيقية مع تشيلسي، وبين الرحيل فإنني أرى أنه يجب عليه أن يرحل، ولكن ليس صوب الأندية الصغيرة، فقد تجاوز هذه المرحلة، كما أن انتقاله إلى ناد كبير سوف يكون صعباً، الخيار الأمثل هو أن يلتحق بصفوف فريق من أندية الوسط مثل توتنهام أو إيفرتون، وربما يعثر على فرصة في ليفربول مثلاً، لدينا مثال للاعب الألماني توني كروس الذي رحل عن البايرن على سبيل الإعارة إلى باير ليفركوزين، وعاد أفضل مما كان، ليجد مكاناً له في منتخب ألمانيا، ثم انتقل إلى الريال، فاللاعب الموهوب يجب أن يتحلى بقوة الشخصية والصبر حتى يتمكن من تحقيق طموحاته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©