الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سمية موسى تزاوج بين الخاطرة والقصة بالتماعات شعرية

سمية موسى تزاوج بين الخاطرة والقصة بالتماعات شعرية
7 أكتوبر 2011 10:09
استضاف نادي القصة في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، في مقرّ الاتحاد على قناء القصباء، مساء أمس الأول الكاتبة الشابة سمية موسى في قراءة قصصية ضمن النشاط الأسبوعي للنادي أدارها القاص السوري إسلام أبو شكير. وقالت سمية موسى في بداية الأمسية «أحاول ألا أنظر إلى الأدب على أنه مجرد «فن» فقط، وإنما أحاول أن أنظر إليه على أنه «فن» و»رسالة»؛ فن بما يحتويه من رسم للوحات البلاغية وتذوّق جمالية الألفاظ ورسالة بما يحتويه من الغوص في مشكلات الحياة واستخراج ما يُستطاع من حلول ومعالجات وبثّ روح التفاؤل والأمل والخير». وأضافت «لقد حاولت أن أثري خواطري القصصية بالمشاهِد الحركية التي تبدو أقرب إلى روح القصة لتصبح هذه الكتابات تزاوجا بين الخاطرة والقصة». وبالفعل فقد جاءت القصتان اللتان قرأتهما سمية موسى أقرب إلى الخاطرة التي تنطوي على عنصرَيْ الحدث والحوار في السرد بما يجعل كتابة الخاطرة أقرب إلى فعل كتابة القصّ، إنما تبقى في إطار الخاطرة ذاتها من ذلك النوع الذي يولَع به الكتّاب الشباب عادة في مطالع تجاربهم في التعامل مع اللغة بوصفها مادة للكتابة. قرأت سميّة موسى «ابتسامة سمكة في أعماق الصخور» و«الوحش»، وعلى الرغم من المفارقة الجمالية في عنوان القصة الأولى إلا أن الأخيرة كانت أكثر نضجا، أي أكثر وعيا بالسرد لجهة السعي إلى إدراك ممكنات اللغة كما لجهة بناء مشهد قصصي تخلله التكرار الذي لا جدوى منه أو لا دور له ولم يخدم النص بوصفه قصة بل شدّه أكثر إلى الخاطرة، وذلك بالإضافة إلى الشروحات التي تتعلق برغبة الكاتبة بتبرير الحدث دائما. من أجواء قصة «الوحش»، قرأت سمية موسى «لا أدري كم من الوقت استغرق الأمر، كنت متسمرة في مكاني، أحسست بيدين متشنجتين بشدة، فتحت عينيّ بحذر، لقد كان الوحش جثة هامدة بين يدي، تراجعت إلى الخلف مذعورة، يا إلهي ماذا فعلت؟! استيقظت فجأة من ذهولي، التفتّ إلى الجثة الهامدة، إنه ذلك الوحش، يا إلهي، لقد استطعت أن أتخلّص منه، رميتُ بصري في المكان بلهفة شديدة، لم أر الفراغ القاتل، يا إلهي، لقد عبرت البوابة بنجاح». فضلا عن البعض من الالتماعات الشعرية المتناثرة في السرد هنا وهناك، يلاحظ قارئ القصتين أن الكاتبة سمية موسى، التي تتقن «الأوردية» ولغة آسيوية أخرى بحسب ما ذُكر في التقديم، بالإضافة إلى لغتها العربية السليمة على نحو ملحوظ بين أبناء جيلها، تستخدم ضمير المتكلم في السرد الأمر الذي من الممكن اعتباره واحدة من المهارات المهمة في الكتابة القصصية عندما تتم الكتابة بضمير مفرد ما يتيح أمام الكاتب التكثيف والاختزال في ما تبتعد عن كان وأخواتها التي تجعل من السرد أكثر إسهابا بما لا يحتمله فعل الكتابة القصصية، وذلك غالبا لا إطلاقا. أما في صدد تعليقات الحضور، فقد أجمع عديدون على أن ما تكتبه سمية موسى ما هو إلا خاطرة فحسب، مثلما انتقد البعض الآخر ظاهرة التكرار مثل كلمة «يا إلهي» في قصة «الوحش»، لترد الكاتبة بالشكر على مجمل الملاحظات مؤكدة أنها ستستفيد منها.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©