الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تدهور أسعار النفط يخفض قيمة فاتورة وقود شركات الطيران

تدهور أسعار النفط يخفض قيمة فاتورة وقود شركات الطيران
25 يناير 2015 21:50
باريس (أ ف ب)- رأى متخصصون في قطاع الطيران أن شركات الطيران وركابها يستفيدون من التدهور الكبير في سعر برميل النفط، ولكن بشكل جزئي فقط، بسبب المنافسة والتعقيدات التي ترافق عملية تسعير بطاقات السفر. ويتم تحديد سعر بطاقة السفر وفقا لعدد لا يحصى من العوامل، منها مسافة الرحلة، وفئة المقعد الذي يختاره الراكب، والجهة المقصودة في حال كانت غير مباشرة، ووجبات الطعام أو كلفة استهلاك الطائرات، والصيانة والضرائب الملاحية وتكاليف أفراد الطاقم وبالتأكيد كلفة الكيروسين الذي يشكل عاملا بين عوامل أخرى. وبالتالي لن تنخفض أسعار الرحلات الجوية إلى النصف بمجرد أن سعر برميل النفط انخفض أكثر من النصف في غضون عام، ليستقر دون العتبة الرمزية المتمثلة بخمسين دولارا (48,79 دولارا في سوق التداول لدى إقفال الجمعة). من جهة أخرى، أوضح متحدث باسم شركة اير فرانس «لا نشتري النفط الخام وإنما الكيروسين. ويتعين بالتالي دفع كلفة التكرير»، مضيفا أن سعر الكيروسين لا ينخفض بالسرعة نفسها لسعر برميل النفط الخام («أقل بنسبة عشرة في المئة»). وتدهور سعر برميل النفط سيخفف مع ذلك بشكل كبير قيمة الفاتورة النفطية في 2015 بالنسبة إلى شركات الطيران. لكن الشركات التي وقعت عقود «ضمان» تضعها في منأى عن زيادة كبيرة في أسعار المحروقات، لا تستفيد كليا اليوم من انخفاض أسعار هذه المواد. وهذه هي خصوصا حالة شركات دلتا أو يونايتد أو إير فرانس- كي إل إم. وأوضح المتخصص في القطاع لدى مؤسسة «أودو سيكيوريتيز» يان ديروكليس أنه «إذا انطلقنا من فرضية ضمان بحدود 60? من استهلاك النفط لدى اير فرانس- كي إل إم في 2015، ومن المستويات الحالية لأسعار المحروقات والعملات، فإن فاتورة الوقود للمجموعة ستنخفض بواقع 600 مليون يورو مقارنة مع 2014» من أصل ما مجموعه 6,6 مليارات. وقد تتراجع بواقع 400 مليون يورو بالنسبة إلى الشركة البريطانية «آي ايه جي»، وحتى بواقع 1,3 مليار يورو بالنسبة إلى لوفتهانزا الألمانية. وتتوقع دلتا ايرلاينز من جهتها توفير ملياري دولار (1,77 مليار يورو) من سعر الكيروسين هذه السنة. وهكذا، فإن شركات الطيران لن تتمتع كلها بهذا الهامش من المناورة في حساباتها لأنها مرغمة، في قطاع تنافسي بشكل كبير، على خفض أسعار بطاقاتها. وبحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا)، فإن معدل سعر بطاقة السفر في العالم سينخفض بنسبة 5,1? هذه السنة. وفي فرنسا، ينتقد الاتحاد الوطني للطيران التجاري (فنام) منذ وقت طويل التخفيض المتواصل لأسعار بطاقات السفر الذي يزيد الضغوط على شركات الطيران. وفي 2014، سجلت تعرفات الرحلات التي تنطلق من فرنسا (كل الشركات) إلى وجهات دولية، انخفاضا بنسبة 1,1? مقارنة بالعام 2013 وبنسبة- 1,6? مقارنة بالعام 2012. ومع معدلات أكبر للرحلات إلى أسيا (-5,5? في 2014 مقارنة بـ 2013، و-7,3? مقارنة بـ 2012)، وأميركا اللاتينية (-4,4? مقارنة بـ 2012)، بحسب معطيات الإدارة العامة للطيران المدني. ويوضح يان ديروكليس أن غالبية شركات الطيران الأوروبية بدأت تعكس التراجع في أسعار النفط في أسعار بطاقاتها خلافا للشركات الأميركية. وعلق قائلا «إنها مسالة بيئة تنافسية وقوة تسعير». وأضاف «في الولايات المتحدة تم تعزيز السوق أخيرا، ما يمنح الشركات بعض القوة في تحديد الأسعار، وهو ما لا يتوافر لدى غالبية الشركات الأوروبية الكبرى». ويبقى الطلب على الشبكة المحلية متينا أيضا. وفي أوروبا، تسعى بعض شركات الطيران وراء حصص في السوق، مضيفة بذلك قدرات وخصوصا ضغوطا من قبل المستهلك لخفض الأسعار. وأعلنت فيرجن أستراليا وجابان إيرلاينز أو قطر إيرويز من جهتها تقليص عبء الوقود، وبالتالي سعر البطاقة بالنسبة إلى بعض الجهات. وحلل يان ديروكليس قائلا: إن «شركات الطيران الأوروبية التقليدية ستحافظ على جهودها لخفض التكاليف لمواصلة نهوضها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©