الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

وفاة ستيف جوبز قلب وروح «آبل» عن 56 عاماً

7 أكتوبر 2011 09:32
سان فرانسيسكو (رويترز) - توفي ستيف جوبز المبتكر الفذ، الذي أعاد تشكيل صناعة الكمبيوتر والموسيقى والهاتف المحمول في العالم، وغير العادات اليومية لملايين البشر، عن 56 عاماً، أمس الأول. وقوبل نبأ وفاة جوبز، الذي كان يعتبر قلب وروح شركة آبل بعد صراع دام عاماً مع سرطان البنكرياس، على الفور بعبارات التأبين من زعماء عالميين ومنافسين في قطاع الأعمال ومحبيه الذين أبدوا حزنهم على رحيله، وأثنوا على إنجازاته الكبيرة. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان “لقد فقد العالم رجلاً صاحب رؤية. وربما يكون أعظم إطراء على نجاح ستيف هو حقيقة أن الكثير حول العالم علموا بنبأ وفاته على جهاز هو الذي اخترعه”. وتجمع محبو جوبز خارج متاجر آبل حول العالم من لوس انجليس إلى سيدني. وخارج احد المتاجر في مدينة نيويورك صنع محبوه هيكلا تذكاريا من الشموع وباقات الزهور وتفاحة وجهاز آي.بود تاتش. وفي سان فرانسيسكو رفعوا صورة بالأبيض والأسود لجوبز على أجهزة آي.باد. وتحول كثير من المواقع الإلكترونية، ومن بينها موقع آبل إلى صفحات تأبين إلكترونية في شاهد على الإبداع الرقمي الذي كان جوبز مصدر إلهام فيه. وقال بيل جيتس، مؤسس مايكروسوفت، الذي تفوق يوماً على جوبز، لكن مؤسس آبل استحوذ على مكانته الاسطورية في السنوات الأخيرة، “بالنسبة لمن أسعدهم الحظ بالعمل معه كان ذلك شرفاً بالغاً”. وقالت آبل في وقت متأخر أمس الأول إن زوجة جوبز وأسرته كانوا بجواره عند وفاته في بالو التو بولاية كاليفورنيا. ولم يتسن الحصول على الفور على مزيد من التفاصيل. وترك جوبز منصبه كرئيس تنفيذي لشركة آبل في أغسطس الماضي، وسلم القيادة لتيم كوك الذي تولى منصب مدير التشغيل لفترة طويلة. ويقول معظم المحللين والمستثمرين إن جوبز الذي كان مولعا ببساطة التصميم، وعبقريا في التسويق، وضع أساسا يمكن الشركة من مواصلة الازدهار بعد وفاته. لكن آبل ما زالت تواجه تحديات في غياب الرجل الذي كان أكبر مصممي منتجاتها، واستاذاً في التسويق، ورجل مبيعات لا يبارى. وتستحوذ الهواتف التي تعمل بنظام تشغيل اندرويد من جوجل على حصة متزايدة بالسوق، وهناك تساؤلات عن الإنجاز الكبير التالي في خط انتاج آبل. وغير جوبز، الذي لم يكمل دراسته الجامعية، ورباه أبواه بالتبني، عالم التكنولوجيا في أواخر السبعينيات حينما أصبح آبل 2 أول كمبيوتر شخصي يحظى بالانتشار. وفعلها مجددا في 1984 بجهاز ماكنتوش الذي استفاد من التكنولوجيا المتقدمة التي طورتها زيروكس بارك وشركات أخرى لخلق تجربة الحوسبة الشخصية، كما يعرفها العالم حالياً. ودفعته طبيعته المتمردة التي كانت مكونا رئيسيا في شخصيته لترك الشركة في 1985 لكنه عاد إليها في 1997، وبعد سنوات قليلة بدأ طرح ثلاثية المنتجات التي احدثت انقلابا في صناعات كبرى وهي آي.بود وآي.فون وآي.باد. ولم يتأثر جوبز وآبل كثيرا بتشخيص اصابته بنوع نادر من سرطان البنكرياس في 2004، حيث أكد الرئيس التنفيذي أن مرضه يمكن الشفاء منه، لكن صحته تدهورت سريعا خلال السنوات الماضية، وبعد إجازتين مؤقتتين ترك جوبز منصبه ليتولى رئاسة مجلس ادارة آبل في أغسطس. وتوفي جوبز بعد يوم واحد فقط من إزاحة كوك الستار عن إصدار جديد من هاتف آي.فون في حدث احتفالي من النوعية التي أصبحت ماركة مسجلة باسم جوبز. وربما كان من قبيل المصادفة أن لاقى الجهاز الجديد استقبالا فاترا، حيث قال كثيرون إنه لا فارق كبيراً بينه وبين الاصدار الذي سبقه من أحد أنجح المنتجات الاستهلاكية في التاريخ. وكرمت آبل قائدها الفذ أمس الأول بتحويل الصفحة الرئيسية لموقعها الإلكتروني إلى صورة كبيرة بالأبيض والأسود لجوبز بجوارها تعليق يقول “ستيف جوبز 1955-2011”. ونكست الشركة أعلامها خارج مقرها الرئيسي، وترك الموظفون الزهور على مقعد بينما عزف رجل موسيقى القرب. وقال كوك في بيان إن آبل تخطط لعقد احتفالية للموظفين لتكريم جوبز “قريبا”. وقالت آبل في بيان “ذكاء جوبز وحماسه وطاقته كانت مصدر ابتكارات لا تحصى أثرت وحسنت حياتنا جميعا”. وخارج منزل جوبز في بالو التو ترك الجيران والاصدقاء الزهور، وكتبوا رسائل على الرصيف، قالت إحداها “شكرا لك لأنك غيرت العالم”. وعند مقر الشركة بمدينة كوبرتينو قالت شيترا عبدول زادة العاملة في الرعاية الصحية “في ظني لا فرق بينه وبين باستور” في إشارة إلى العالم الفرنسي لويس باستور. وارتحل بن تشيس (29 عاما)، وهو مهندس في شركة للانترنت، وعمل لفترة في آبل من سان فرانسيسكو إلى مقر آبل بعد انتهائه من العمل ليضع باقة من الزهور. وقال “هذا هو ما ينبغي عمله”. وبدا على محبي الكمبيوتر في الصين التأثر الشديد. وقال جين يي (27 عاما) في أكبر متجر لآبل في شنغهاي الذي افتتح الشهر الماضي “جئت إلى هنا لأرى كيف سيكون العمل في أول يوم بعد وفاة ستيف جوبز”. وأضاف “جئت أيضا للحداد على طريقتي. انها خسارة كبيرة حاليا. لقد صنع هذه الاجهزة التي غيرت مفهوم الناس عن الآلة. لكنه لم يعش ليشهد الخطوة الأخيرة التي تنصهر حياة الناس عبر اختراعاته مع تلك الأجهزة”. وفي هونج كونج وضع تشارانتشي تشيو زهرة دوار الشمس ووردة بيضاء امام متجر ابل في وسط المدينة. وقال “أشعر بالحزن. كنت اتمنى أن يعيش لفترة أطول” مضيفا انه كان قد أرسل إلى جوبز رسائل بها نصائح طبية ونصحه برياضة تاي تشي القتالية التي تحافظ على صحة من يمارسونها. وكان بعض الذين تدفقوا على متاجر آبل عند سماء نبأ وفاة جوبز يفكرون في مستقبل آبل بدون أحد أهم مؤسسيها. وأمام متجر آبل في منهاتن قال جوليرم فيراز (44 عاما)، وهو رجل أعمال برازيلي، “كان لديهم متسع من الوقت للتحضير للعملية الانتقالية.. سيواصل توم كوك مسيرته”. تيم كوك.. منصب هائل ومهام جسام سان فرانسيسكو (د ب أ) - رحل ستيف جوبز تاركا فراغا هائلا في مؤسسة عملاقة هي “آبل” ليجد تيم كوك الرجل الذي دفع به جوبز نفسه ليخلفه في المنصب نفسه أمام مهمة صعبة لملء هذا الفراغ. أحد العالمين ببواطن الأمور بالشركة، قال إن الأمر مثل محاولة تقليد الـ “بيتلز” في حفل روك. لكن عندما تنحى جوبز عن منصب الرئيس التنفيذي في الرابع والعشرين من أغسطس الماضي لم يكن يساوره أدنى شك أن ابن ولاية الاباما البالغ من العمر خمسين عاما على قدر المسؤولية. قال كوك في رسالته للموظفين، والتي أعلن فيها وفاة جوبز:”فقدت آبل عبقرياً مبدعاً وذا رؤية.. لقد ترك (جوبز) شركة لم يكن بإمكان غيره أن يبنيها وستظل روحه دوماً عماد آبل”. دوائر خارجية محدودة تراقب نشاط “آبل” تعرف كوك، ولا يثقون كثيرا في توليه رئاسة أكبر مؤسسة تكنولوجية في العالم. بدا كوك للوهلة الاولى اختياراً غريباً ليخلف جوبز- بسحره وحسه التسويقي الذي لا يخطئ وشخصيته الكاريزمية التي لا تضاهى، وجعلت منه نجماً مشرقاً في عالم التكنولوجيا منذ اليوم الذي أسس فيه “آبل”- في قيادته للمؤسسة. كوك على النقيض يشتهر بخجله وإحجامه عن الحديث أمام وسائل الإعلام، معروف باهتمامه بالتفاصيل، ولا يبدو أنه الشخص المناسب لدور الرئيس التنفيذي المسوق، والمبشر بكل ما هو جديد، وهو ما كان يمثل قدرا كبيرا من مهمة جوبز. غير أن مجلة “فورتشن” وصفت كوك بأنه “العبقري الذي يقف وراء ستيف”. ترعرع كوك في مدينة روبرتسديل الصغيرة بولاية ألاباما، وهو ابن لعامل متقاعد في أحواض السفن، ونال شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة “ديوك”، بعد الحصول على بكالوريوس الهندسة الصناعية. عمل كوك لمدة 12 عاماً في قسم الإمدادات في “آي بي إم” كما شغل منصب نائب الرئيس التنفيذي لـ “كومباك” قبل الانتقال لـ “آبل” عام 1998 ليتولى منصب النائب الأول لرئيس العمليات. نال استحقاقه الأول في آبل عندما نجح في علاج مشكلة عيوب التصنيع، إذ أغلق مصانع الشركة، واعتمد على التعاقد مع شركات تصنيع خارجية، ومع نجاحاته المتكررة رشح ثلاث مرات لتولي قيادة المؤسسة بشكل مؤقت عندما أجبرت المشكلات الصحية جوبز على ترك منصبه. كوك، المعروف برباطة جأشه وهدوئه وثباته، يعشق العمل لدرجة الإدمان، حيث تخرج الرسائل الإلكترونية من حاسوبه الشخصي في الرابعة والنصف فجراً، ويفاخر بأنه أول من يدخل الشركة، وآخر من يغادرها. وبحسب موقع “جزمودو” المعني بأخبار التكنولوجيا، فإن الرجل اشتهر بتطوعه للعمل أيام احتفالات أعياد الميلاد عندما كان في “آي بي إم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©